الديار: التصعيد الإسرائيلي مستمر… وعون يواجه “ضغوط السلاح” بالحوار وسط معارك انتخابية مشتعلة في الشمال وبيروت

بيروت:GOOD-PRESS.NET
في ظل التصعيد العسكري المتواصل، تؤكد الأوساط السياسية اللبنانية أن البلاد تسير في نفق ضغوط متشابكة تشمل ملف سلاح المقاومة، وإعادة الإعمار، والعلاقات الإقليمية، بالتوازي مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية الساخنة، خصوصاً في طرابلس وزغرتا وبيروت.
رسائل نارية و”حرب طويلة”
تُجمع التحليلات على أن إسرائيل، بدعم أميركي واضح، تسعى إلى فرض شروط سياسية وميدانية تتجاوز الجنوب نحو الضاحية وبعلبك، في محاولة لشلّ قدرات المقاومة، وفرض تطبيع شامل مع لبنان وسوريا قبل الحديث عن إعادة الإعمار أو المساعدات الدولية.
في هذا الإطار، تتابع الرئاسة اللبنانية الوضع الميداني جنوبًا لحظة بلحظة، بينما تواجه الحكومة ضغوطًا مركبة، وسط غياب أي ضمانات دولية لوقف الغارات، وتكرار المطالب الأميركية والإسرائيلية بسحب سلاح حزب الله بالكامل.
عون يتمسك بالحوار… والخلاف يتسع
في المقابل، يصرّ رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون على مقاربة الحوار كحل وحيد لملف السلاح، رافضًا الالتزام بأي مهل زمنية، حرصًا على السلم الأهلي، وهو ما يثير استياء القوى المسيحية المشاركة في الحكومة، التي تضع “نزْع السلاح” كأولوية قصوى، وتلوّح بخيارات مفتوحة في حال استمرار الخلاف.
ضغوط مزدوجة من واشنطن وتل أبيب
أفادت مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة أوصلت رسائل واضحة للبنان عبر مبعوثتها مورغان أورتاغوس، مفادها أن الحلول تمر عبر التطبيع الشامل ونزع سلاح حزب الله والفصائل الفلسطينية. كما كشفت “الديار” عن تحركات دبلوماسية سرية بين دمشق وتل أبيب، تشير إلى تقدم نسبي في مسار التطبيع مقابل وقف الغارات وتثبيت سيطرة النظام السوري، ما أثار مخاوف لدى الزعيم وليد جنبلاط من تداعيات محتملة على موقع الدروز الإقليمي.
الجنوب تحت المجهر الاستخباراتي
تُرصد تحركات استخباراتية إسرائيلية مكثفة في مناطق الجنوب والضاحية وبعلبك، مع استخدام طائرات مسيّرة وتكنولوجيا متقدمة، في ظل غياب فاعل للجنة مراقبة وقف النار. وتُتهم السفارة الأميركية بتنسيق حملات إعلامية تهدف إلى تحميل المقاومة مسؤولية تعثّر العودة إلى الحياة الطبيعية في الجنوب.
بشير خليجي في بيروت: وصول نادي الاتحاد السعودي
في خطوة رمزية تحمل دلالات سياسية، وصل فريق الاتحاد السعودي لكرة السلة إلى بيروت أمس، بعد غياب استمر سنوات. وتأتي هذه الزيارة بعد رفع الإمارات لحظر طيرانها إلى لبنان، وفي إطار دعم خليجي للعهد الجديد برئاسة عون، وسط معلومات عن قرب رفع الرياض الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان مع عيد الأضحى المقبل.
معارك انتخابية محتدمة في طرابلس وزغرتا
على الصعيد الانتخابي، تحتدم المنافسة في طرابلس بين ست لوائح، أبرزها لائحة تحالف أشرف ريفي، كريم كبارة، فيصل كرامي، وطه ناجي، وسط توقعات بعدم تصويت جمهور المقاومة لكَرامي لأسباب سياسية تتعلق بمواقفه الأخيرة. وتبرز لائحة ثانية مدعومة من النائب إيهاب مطر وجمعية “عمران”، وثالثة بقيادة “حراس المدينة” بالتحالف مع الجماعة الإسلامية، إلى جانب لوائح أخرى ذات طابع مدني وشعبي.
أما في زغرتا والبترون، فتبدو المواجهة حامية بين تحالف “المردة” و”التيار الوطني الحر” من جهة، و”القوات اللبنانية” وميشال معوض من جهة أخرى. ورغم أن معركة زغرتا محسومة لصالح سليمان فرنجية، فإن بقية القرى تشهد ميلًا لصالح لائحة معوض، مع توقعات بفوزها برئاسة اتحاد البلديات.
بيروت تنتظر توافقًا مسيحيًا… أو تأجيل
الصورة في بيروت لا تزال ضبابية، وسط رفض حزب الله الانخراط في لائحة تضم القوات اللبنانية. وتحاول قوى عديدة من بينها حركة أمل، الحزب التقدمي الاشتراكي، الطاشناق، الجماعة الإسلامية، والمشاريع الإسلامية، تشكيل لائحة جامعة، لكن التوافق المسيحي لا يزال مفقودًا بعد غياب الرئيس سعد الحريري عن المشهد. في موازاة ذلك، أطلقت النائبة بولا يعقوبيان لائحتها المستقلة، وسط تزايد الحديث عن احتمال تأجيل الانتخابات البلدية في العاصمة.
تحضير مبكر للانتخابات النيابية وتعديل القانون
بدأت الكتل النيابية التحضير للانتخابات النيابية في أيار 2026، مع تقديم 9 نواب اقتراح قانون يهدف إلى تعديل قانون الانتخابات (رقم 44/2017)، لإلغاء المقاعد الستة المخصصة للمغتربين، وإعادتهم للاقتراع في دوائرهم الأصلية، تعزيزًا لمبدأ المساواة السياسية.
وأثار الاقتراح جدلاً واسعًا، خاصةً في ظل اتهامات بأن تصويت المغتربين قد يواجه ضغوطًا سياسية في دول الخليج وأوروبا لمنع دعم لوائح المقاومة، كما حصل في الدورة السابقة، حيث حصد النائب مارك ضو أكثر من 2000 صوت مغترب، مقابل أقل من 50 صوتًا لطلال أرسلان.
المصدر: بيروت:GOOD-PRESS.NET