مقدمة: هذا المقال يتناول موضوع الكولين: المغذّي المُهمَل الذي يصنع الفارق في الصحة العقلية والنمو العصبي بالتفصيل.

بيروت: good-press.net| في خضم الحديث المتكرر عن الفيتامينات والمكملات، يبرز عنصر غذائي نادرًا ما يُذكر رغم أهميته الحيوية: الكولين.
فهو ليس فيتامينًا ولا معدنًا، بل مركب عضوي أساسي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بوظائف الدماغ، وصحة الكبد، وحتى تطور الجنين في الرحم. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن كثيرًا من الناس لا يحصلون على الكمية الكافية منه.
🔬 ما هو الكولين؟
تصفه الباحثة إيما ديربيشاير، مديرة شركة Nutrition Insight، بأنه “عنصر غذائي للدماغ”، ويُعدّ ضروريًا لكل خلية في الجسم، نظرًا لدوره الحيوي في بناء الأغشية الخلوية، وإنتاج الناقل العصبي “أسيتيل كولين”، الضروري للتفكير والذاكرة والتحكم العضلي.
🧠 الكولين والدماغ: من الجنين إلى الشيخوخة
أثبتت الأبحاث أن الكولين يلعب دورًا محوريًا في النمو العصبي، إذ وُجد أن الأمهات اللواتي تناولن مكملات الكولين خلال الحمل أنجبن أطفالًا ذوي أداء معرفي أسرع.
بل إن الأطفال يولدون بمستويات من الكولين تعادل ثلاثة أضعاف ما لدى أمهاتهم، ما يعكس حاجتهم الماسة لهذا العنصر خلال التطور الجنيني.
كما أظهرت دراسات على البالغين أن تناول كميات أعلى من الكولين يرتبط بذاكرة أقوى وانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق. ونقص الكولين قد يكون عاملاً في اضطرابات مثل الزهايمر، الباركنسون، وفرط النشاط ونقص الانتباه.
🦴 أكثر من مجرد عنصر للدماغ
يتجاوز دور الكولين الجهاز العصبي. فهو يساعد في:
- حماية الكبد من التراكم الدهني،
- خفض مستويات الهوموسيستين، حمض أميني مرتبط بأمراض القلب وهشاشة العظام،
- تحسين كثافة العظام لدى كبار السن.
🍳 أين يوجد الكولين؟
يمكن الحصول على الكولين من مصادر غذائية متنوعة، أبرزها:
المصدر الغذائي | محتوى الكولين (ملغ/100غ) |
---|---|
بيضة واحدة | 150 ملغ |
فول الصويا | 120 ملغ |
زبدة الفول السوداني | 61–66 ملغ |
صدر دجاج | 72 ملغ |
الفطر والقرنبيط والتوفو | 20–28 ملغ |
ورغم وجوده في بعض الأطعمة النباتية، إلا أن الأطعمة الحيوانية تتفوق كمصدر غني به، مما يجعل النباتيين أكثر عرضة للنقص دون تخطيط غذائي دقيق أو استخدام المكملات.
📉 هل نحصل على ما يكفي؟
وفقًا لدراسة أمريكية، فقط 11% من البالغين يحصلون على الكمية الموصى بها يوميًا.
وفي أوروبا، توصي الهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء بتناول 400 ملغ يوميًا للبالغين، وترتفع النسبة للحوامل والمرضعات.
💊 هل نحتاج إلى مكملات الكولين؟
يقول الباحثون إن بعض الفئات قد تحتاج كميات أعلى، منها:
- الحوامل والمرضعات،
- الأشخاص المصابون بأمراض الكبد أو انخفاض الإستروجين (بعد انقطاع الطمث)،
- النباتيون الذين لا يتناولون البيض أو الحليب.
وتشير مراجعة علمية عام 2020 إلى أن مكملات الكولين بجرعات تصل إلى 930 ملغ يوميًا لم تُظهر آثارًا سلبية، مما يعزز فكرة استخدامها عند الحاجة.
🧩 كلمة أخيرة
رغم تجاهله، يظهر الكولين كمفتاح خفي للعديد من وظائف الجسم والعقل. ومع التزايد في اضطرابات النمو العصبي، والقلق، ومشكلات الكبد والعظام، فإن إعادة النظر في مدخول الكولين الغذائي لم تعد رفاهية، بل ضرورة صحية.
🟦 الاهتمام بالكولين قد لا يحل كل المشكلات، لكنه بالتأكيد أحد مفاتيح الحل.
هل ترغب بنسخة HTML متوافقة مع WordPress؟ أو تصميم إنفوجرافيك مخصص لمواقع التواصل؟