النهار: لبنان يمضي في استحقاقه الانتخابي وسط تصاعد المخاوف الإقليمية
بيروت:GOOD-PRESS.NET | رغم التوترات الإقليمية المتصاعدة والتصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير، يواصل لبنان المضي قدمًا في استحقاقه البلدي والاختياري، وسط أجواء من القلق والترقب. فقد كشفت صحيفة “النهار” في عددها الصادر صباح اليوم، أن البلاد وجدت نفسها مجددًا في قلب تجاذبات خطيرة بين الوضع الميداني الجنوبي والمواجهات الإقليمية الأوسع، لاسيما مع اليمن وإيران.

الاستعدادات الانتخابية قائمة رغم التوتر
أتمّت وزارة الداخلية بالتعاون مع القوى العسكرية والأمنية مختلف الاستعدادات اللوجستية والإدارية والأمنية اللازمة لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية غدًا الأحد في محافظتي لبنان الشمالي وعكار، وسط أجواء مماثلة من الهدوء والتنظيم التي سادت الجولة الأولى في جبل لبنان.
وفي هذا السياق، أكد وزير الداخلية أحمد الحجار، خلال لقائه وفدًا من نقابة محرري الصحافة، أن الوزارة مصمّمة على إجراء الانتخابات في موعدها دون تردد، مشددًا على أن هذه العملية تمثل رسالة للعالم عن جدية العهد الجديد في إنجاز الاستحقاقات الدستورية. وأضاف: “صممنا على أن تكون الانتخابات نموذجية، تعكس حياد الدولة وشفافية العملية الانتخابية”.
تدابير أمنية مشددة
من جهتها، أعلنت قيادة الجيش عن اتخاذ تدابير استثنائية تشمل إقامة حواجز ظرفية وتسيير دوريات أمنية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، لضمان حسن سير العملية الانتخابية وحماية المواطنين. ودعت المواطنين إلى التعاون مع التدابير، والتبليغ عن أي محاولة للإخلال بالأمن على الرقم 117.
تصعيد إسرائيلي ومخاوف من توسّع المواجهة
في المقابل، لم ينجح الزخم الانتخابي في حجب المخاوف الأمنية المتزايدة، خاصة في ظل الضربات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت تلال النبطية والمناطق المحيطة بها يوم الخميس الماضي. كما رصدت السلطات اللبنانية اتجاهًا إسرائيليًا واضحًا لتوسيع رقعة الغارات لتشمل مناطق في شمال الليطاني، وسط غياب أي مؤشرات على تحرك دبلوماسي فعّال للجم التصعيد قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة إلى دول الخليج.
المخاوف اللبنانية لا تنحصر بالوضع الجنوبي فقط، بل تمتد لتشمل احتمالات مواجهة مفتوحة بين إسرائيل والحوثيين في اليمن، أو حتى تصعيد مباشر مع إيران، خصوصًا بعد إعلان عدد من شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها إلى تل أبيب.
حراك ديبلوماسي في وزارة الخارجية
وفي ظل هذا التصعيد، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، رئيس بعثة قوات اليونيفيل في لبنان الجنرال أرولدو لاثارو، حيث جرى البحث في الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والوضع في الجنوب. وأكد الوزير رجي تمسك لبنان بدور قوات اليونيفيل وضرورة دعم مهماتها وفق القرار 1701، مشيرًا إلى أهمية تمديد ولايتها في آب المقبل.
من جهته، أطلع لاثارو الوزير على المهام التي تقوم بها قوات الطوارئ الدولية، مشيدًا بالتعاون القائم مع الجيش اللبناني، وموجهًا دعوة رسمية للوزير لزيارة مواقع اليونيفيل في الجنوب.