الولايات المتحدة تسلم أول طائرة مقاتلة من طراز F-16V إلى تايوان لتعزيز الدفاع الجوي ضد التهديدات الصينية .
إن وصول طائرة إف-16 في بلوك 70 لا يعزز قدرة تايوان على الدفاع عن مجالها الجوي فحسب، بل يُمثل أيضًا عنصرًا حاسمًا في ردع أي عدوان محتمل. فهو يُعزز التزام الجزيرة بالدفاع عن النفس، ويُعمّق العلاقات الدفاعية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مُرسلًا إشارة واضحة على جاهزيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ المضطربة بشكل متزايد.
في 28 مارس 2025، أعلن عضو الكونجرس الأمريكي ويليام تيمونز عن تسليم أول طائرة مقاتلة من طراز F-16V إلى تايوان عبر حسابه الرسمي على X، مما يمثل لحظة حاسمة في التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وتايوان. وفي اليوم نفسه، حضر نائب وزير الدفاع التايواني بو هورنغ هوي حفل التسليم الرسمي في منشأة لوكهيد مارتن في جرينفيل بولاية ساوث كارولينا.
وقد مثّل هذا الحدث معلمًا مهمًا في جهود تايوان المستمرة لتحديث قدراتها الدفاعية الجوية.
تُعد طائرة F-16C/D Block 70 التي تم تسليمها حديثًا، والمعروفة أيضًا باسم F-16V، أول طائرة من بين 66 طائرة يتم شراؤها بموجب حزمة أسلحة بمليارات الدولارات تمت الموافقة عليها في عام 2019 خلال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويؤكد هذا التسليم الأهمية الاستراتيجية للشراكة بين واشنطن وتايبيه في ظل استمرار تصاعد التوترات مع الصين.
تُعد طائرة F-16C/D Block 70 الأمريكية المُسلّمة حديثًا، والمعروفة أيضًا باسم F-16V، أولى الطائرات المقاتلة الـ 66 التي حصلت عليها تايوان بموجب صفقة أسلحة بمليارات الدولارات، أُقرّت عام 2019 خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ويُبرز هذا التسليم الأهمية الاستراتيجية للشراكة بين واشنطن وتايبيه في ظل استمرار تصاعد التوترات مع الصين.
وفقًا لوزارة الدفاع الوطني التايوانية، من المتوقع تسليم جميع الطائرات الـ 66 بحلول نهاية عام 2026. لا يُعدّ هذا الشراء مجرد ترقية تكنولوجية، بل يحمل أهمية جيوسياسية عميقة. وتأتي إضافة طائرة F-16V وسط ضغوط عسكرية متزايدة من جمهورية الصين الشعبية، التي تعتبر تايوان مقاطعة منشقة عنها، ولم تستبعد استخدام القوة لفرض سيطرتها. والجدير بالذكر أنه في أواخر عام 2024، أجرى الجيش الصيني تدريبات مكثفة بالقرب من تايوان، حيث أرسل 153 طائرة في يوم واحد، وهو عدد قياسي، إلى المناطق المحيطة بالجزيرة، ضمن سلسلة مناورات ترهيبية.
تُعرف مقاتلات F-16C/D Block 70، التي تُعتبر غالبًا النسخة الأكثر تطورًا من مقاتلة فالكون الأسطورية، بتقنيات متطورة تُعزز القدرات الدفاعية لتايوان بشكل كبير. ومن أبرز ميزات F-16V رادار APG-83 AESA (مصفوفة المسح الإلكتروني النشط)، الذي يُحسّن بشكل كبير المدى، ويتيح تتبع الأهداف، وقدرات الحرب الإلكترونية. يُمكّن هذا النظام الراداري الطائرة من التعامل مع أهداف متعددة في جميع الظروف الجوية بدقة غير مسبوقة.
بالإضافة إلى ترقيات الرادار، تأتي طائرة F-16V مزودةً بحاسوب مهام مُحسّن، وشاشات عرض قمرة قيادة متطورة، ومنظومة حرب إلكترونية مُحسّنة. تُعزز هذه التطورات قدرة الطيارين على فهم المواقف بكفاءة أعلى وفعالية عملياتية أكبر. علاوةً على ذلك، تم تحسين هيكل الطائرة هيكليًا لإطالة عمرها التشغيلي إلى 12,000 ساعة طيران، مما يزيد من عمرها التشغيلي بأكثر من 50% مقارنةً بالطرازات السابقة. كما يمكن تشغيل الطائرة بمحركات جنرال إلكتريك F110-GE-129 أو برات آند ويتني F100-PW-229، مما يوفر كفاءة أفضل في استهلاك الوقود ودفعًا أكبر.
تكمن الأهمية الاستراتيجية لهذه الطائرات في قدرتها على العمل بفعالية في المجالات الجوية المتنازع عليها، مما يوفر لتايوان رادعًا قويًا ضد المناورات العدوانية المتزايدة التي يقوم بها سلاح الجو لجيش التحرير الشعبي الصيني. وفي مواجهة تصاعد التوغلات والضغوط، ستتيح هذه المنصات الجديدة لتايوان الاستجابة بشكل أسرع وأكثر فعالية للتهديدات المحتملة.
يتألف سلاح الجو التايواني الحالي من مزيج من الطائرات المقاتلة القديمة والحديثة، التي تُشكل العمود الفقري لدفاعه الجوي. يمتلك سلاح الجو 97 طائرة مصنفة كمقاتلات اعتراضية (FTR)، منها 16 طائرة من طراز F-5E Tiger II و27 طائرة من طراز F-5F Tiger II خفيفة الوزن تُستخدم لأغراض التدريب والأدوار الثانوية. كما يضم الأسطول 9 طائرات من طراز Mirage 2000-5D (2000-5DI) و45 طائرة من طراز Mirage 2000-5E (2000-5EI)، مما يوفر قدرات متعددة المهام، لا سيما في مهام التفوق الجوي.
في فئة مقاتلات الهجوم الأرضي (FGA)، يمتلك سلاح الجو لجمهورية الصين (ROCAF) قوة هائلة قوامها 267 طائرة. يشمل ذلك 127 مقاتلة دفاع محلي الصنع من طراز AIDC F-CK-1C/D Ching Kuo، والتي تلعب دورًا محوريًا في استراتيجية تايوان الدفاعية. ويتكون العمود الفقري لقدرات سلاح الجو لجمهورية الصين (ROCAF) المقاتلة متعددة المهام من 110 طائرات من طراز F-16V(A) Fighting Falcons و30 طائرة من طراز F-16V(B) ثنائية المقاعد، وجميعها مزودة بأنظمة طيران وأنظمة تسليح متطورة. وقد تمت ترقية العديد من هذه الطائرات من طرازات F-16A/B السابقة إلى أحدث طراز V، بالتزامن مع إدخال طائرات Block 70 التي تم شراؤها حديثًا.
إن وصول طائرة إف-16 في بلوك 70 لا يعزز قدرة تايوان على الدفاع عن مجالها الجوي فحسب، بل يُمثل أيضًا عنصرًا حاسمًا في ردع أي عدوان محتمل. فهو يُعزز التزام الجزيرة بالدفاع عن النفس، ويُعمّق العلاقات الدفاعية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مُرسلًا إشارة واضحة على جاهزيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ المضطربة بشكل متزايد.
في الأشهر الأخيرة، تكثفت الأنشطة العسكرية الصينية حول تايوان، مما أدى إلى تصعيد التوترات الإقليمية. كشفت صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 28 مارس/آذار 2025 عن نشر قاذفتين صينيتين من طراز H-6 بالقرب من جزر سكاربورو المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إلى الفلبين. ويفسر المحللون هذه الخطوة على أنها دليل على قوة بكين العسكرية في المناطق المتنازع عليها. بالإضافة إلى ذلك، تُجري الصين دوريات عسكرية حول تايوان كتحذير من أي تحركات انفصالية متصورة من جانب القيادة التايوانية. وتُبرز هذه التطورات التعقيد المتزايد للعلاقات عبر المضيق، وتُبرز الأهمية الاستراتيجية للتحسينات الدفاعية المستمرة التي تُجريها تايوان.
