زيكيم: رواية أخرى للفشل الصهيوني في 7 أكتوبر
الأكثر إثارة للصدمة والغضب هو الكشف عن فرار ستة جنود من داخل القاعدة بمجرد رؤيتهم لعشرة مقاتلين من القسام، دون أن يبادروا حتى بإطلاق رصاصة واحدة. هذا التصرف، إن صح، يمثل خذلانًا واضحًا ويطرح علامات استفهام حول التدريب والانضباط داخل صفوف الجيش.
بيروت:|good-press.ne| كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تفاصيل جديدة ومؤلمة حول الهجوم الذي شنته كتائب القسام على قاعدة “زيكيم” العسكرية شمال قطاع غزة في السابع من أكتوبر عام 2023، لتضيف بذلك فصلًا آخر إلى سلسلة الإخفاقات التي هزت المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية في ذلك اليوم المشؤوم.

التحقيقات التي أجراها جيش الاحتلال رسمت صورة قاتمة لفشل ذريع في التصدي للمقاومين الفلسطينيين. فبينما تمكن 38 مقاتلًا فقط، وصلوا على متن سبعة قوارب، من اقتحام القاعدة العسكرية البحرية، سقط 18 قتيلًا صهيونيًا، من بينهم ضابط في جهاز الشاباك. هذا العدد من المهاجمين، مقارنة بحجم القاعدة المفترض وتحصيناتها، يثير تساؤلات جدية حول جاهزية واستعداد قوات الاحتلال.
الأكثر إثارة للصدمة والغضب هو الكشف عن فرار ستة جنود من داخل القاعدة بمجرد رؤيتهم لعشرة مقاتلين من القسام، دون أن يبادروا حتى بإطلاق رصاصة واحدة. هذا التصرف، إن صح، يمثل خذلانًا واضحًا ويطرح علامات استفهام حول التدريب والانضباط داخل صفوف الجيش.
ولعل أكثر التفاصيل قسوة وإيلامًا هي الكشف عن نسيان جثث سبعة قتلى صهاينة داخل غرفة قريبة من الساحل لمدة أسبوع كامل. هذا الإهمال المروع يكشف عن حالة من الفوضى والارتباك التي سادت في أعقاب الهجوم، ويضيف بعدًا إنسانيًا مأساويًا إلى الفشل العسكري.
الغريب والمثير للاستياء أن التحقيقات، بحسب الصحيفة، أكدت فشل اللواء الشمالي بالجيش في صد الهجوم، ورغم ذلك لم يتعرض أي ضابط للمساءلة أو العقاب. بل الأكثر إثارة للدهشة أن هؤلاء الضباط، بالإضافة إلى آخرين، قادوا الهجوم البري اللاحق على قطاع غزة. هذا التناقض الصارخ بين الفشل في الدفاع والقيادة في الهجوم يثير شكوكًا حول معايير المحاسبة والتقييم داخل الجيش.
ردود الفعل الغاضبة لم تتأخر. والد أحد القتلى في الهجوم على زيكيم اتهم الجيش بالهروب والتخلي عن “الإسرائيليين”، وتركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم. هذا الاتهام يعكس شعورًا عميقًا بالخيانة وفقدان الثقة في المؤسسة العسكرية التي يفترض بها حماية مواطنيها.
من جهته، أصدر “كيبوتس” زيكيم تعقيبًا لا يقل حدة، حيث وصف فشل الجيش بأنه “ذريع” في توفير الحماية لهم، واتهمه بالاهتمام بنجاة عناصره على حساب المدنيين. وطالب الكيبوتس بتشكيل لجنة تحقيق رسمية ومستقلة لكشف الحقائق كاملة ومحاسبة المسؤولين عن هذا الإخفاق المروع.
إن ما تكشف عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” ليس مجرد تفاصيل إضافية لهجوم واحد، بل هو مؤشر على عمق الأزمة التي يعاني منها الكيان الصهيوني على المستويات الأمنية والعسكرية والمعنوية. هذه الروايات عن الفشل والخذلان والإهمال تزيد من حجم التساؤلات حول قدرة الجيش على حماية المستوطنين، وتعمق الشرخ بين المؤسسة العسكرية والمجتمع الصهيوني.
إن المطالبة بتحقيق رسمي ومستقل تبدو أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، ليس فقط لمعرفة الحقائق ومحاسبة المقصرين، بل أيضًا لمحاولة استعادة الثقة المفقودة وربما استخلاص الدروس اللازمة لتجنب تكرار مثل هذه الإخفاقات الكارثية في المستقبل. يبقى السؤال: هل ستكون هناك محاسبة حقيقية، أم أن هذه التفاصيل ستُطوى كغيرها في سجل الفشل الصهيوني؟