نتائج جبل لبنان: نكسة لمحور التعبئة الإعلامية و”خيبة القوات”

بيروت | good-press.net

أظهرت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان تراجعاً كبيراً في سردية التعبئة الإعلامية التي قادها خصوم المقاومة في لبنان، مستفيدين من دعم خارجي سياسي ومالي، وأبرزهم القوات اللبنانية ومن يوصفون بـ”جماعة أميركا والسعودية”.

تضخيم إعلامي سقط بالوقائع

منذ وقف إطلاق النار في الجنوب، اندفعت ماكينة إعلامية واسعة لإيصال فكرة مفادها أن خصوم المقاومة باتوا الأكثر حضورًا في الشارع، وأنه تم تجاوز نفوذ تيار المستقبل، و”إزاحة” التيار الوطني الحر، مع توقعات بانهيار شعبية حزب الله وحلفائه في الشارع الشيعي.

لكن نتائج الانتخابات في جبل لبنان جاءت لتُكذّب هذه السردية. التحالفات، النتائج، وتركيبة اللوائح، كشفت عن واقع مختلف تمامًا، ما شكل نكسة لرهانات مناوئي المقاومة. وتكفي الإشارة إلى أن القوات اللبنانية لم تتمكن من تحقيق فوز صريح إلا بتحالفات مع شخصيات معارضة للتيار الوطني الحر، ما يدل على محدودية قدرتها الذاتية.

حضور متماسك لقوى المقاومة وحلفائها

النتائج أكدت استمرار نفوذ تيار المستقبل في الشارع السني رغم غياب الحريري، وتوسع حضور الجماعة الإسلامية التي برزت في سياق دعم غزة، إلى جانب فشل خصوم المقاومة في الشارع الشيعي في إثبات أي نفوذ فعلي.

أما التيار الوطني الحر، فرغم الحرب السياسية المفتوحة ضده منذ عام 2019، أثبت صموده في أكثر من منطقة، ما ينقض رواية “الانقراض” المتداولة إعلامياً.

خيبة “القوات” وواقعية الميدان

بالرغم من محاولة القوات تصوير نفسها كقوة صاعدة، إلا أن النتائج في جبل لبنان أبرزت خيبة واضحة في صفوفها، حيث لم تحقّق مكاسبها إلا بالتحالفات. وهو ما يدركه حزب “القوات” داخليًا، وفقاً لتقديرات صحيفة الأخبار.

استحقاقات مقبلة وتحديات مستمرة

الجولة الثانية المقبلة، خصوصًا في الشمال، ستشكّل اختبارًا جديدًا لحلفاء المقاومة مثل تيار المردة والتيار الوطني الحر، كما ستعيد وضع التمثيل السني تحت المجهر، وسط تدخلات سعودية واضحة.

ومع أن التعبئة المضادة لحزب الله ستتواصل إعلاميًا وسياسيًا، إلا أن نتائج جبل لبنان فرضت على من وصفتهم الصحيفة بـ”أصحاب الرؤوس الحامية” إعادة النظر في رهاناتهم، وربما التفكير بـ”النزول عن الشجرة” قبل أن تُحسم الجولات المقبلة لصالح خصومهم.