أسئلة أميركية غامضة الأبعاد عن الرئيس جوزاف عون
بيروت : good-press.net |: هذا المقال يتناول موضوع أسئلة أميركية غامضة الأبعاد عن الرئيس جوزاف عون بالتفصيل.

كتب: عبد الهادي محفوظ
بيروت | good-good-press.net |فوجئ الكثيرون، وأنا واحد منهم، من المقصد وراء الأسئلة التي تطرحها الإدارة الأميركية حول الرئيس العماد جوزاف عون.
هذه الأسئلة تنطوي على استفسارات حول المنحى السياسي والأمني الذي يلتزم به القائد اللبناني، والذي، حسب واشنطن، لا ينسجم مع التوجهات الأميركية.
التزامات جوزاف عون: لا تعارض مع الغرب
في واقع الأمر، لا يُعتبر الرئيس جوزاف عون مخالفًا للتوجهات الأميركية، بل يلتزم بما تم التوافق عليه مع واشنطن وباريس بخصوص تطبيق القرار 1701، والذي يُشترط فيه:
- الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس المحتلة في الجنوب اللبناني.
- وقف الحرب والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان.
هذا الشرط يشكّل المدخل الفعلي لحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وهو ما يمكن التفاوض عليه ضمن تسوية شاملة.
الضغط الأميركي: نزع سلاح حزب الله مباشرة
تريد واشنطن من الرئيس عون المضي مباشرة نحو نزع سلاح حزب الله في كافة الأراضي اللبنانية.
حتى أن السفير الأميركي السابق ديفيد هيل ذهب إلى حد تبرير بقاء إسرائيل في النقاط الخمس تحت حجة “خوف المستوطنين من العودة إلى شمال إسرائيل” بسبب تهديد قذائف حزب الله،
علمًا أن المقاومة لا تزال حتى الآن ملتزمة بعدم الرد رغم حجم التدمير الإسرائيلي.
التنسيق قائم… ولكن إسرائيل لا تلتزم
ورغم الأوامر الصارمة من العماد جوزاف عون بضرورة التنسيق بين الجيش اللبناني وهيئة الإشراف الدولية التي تديرها واشنطن،
فإن إسرائيل لا تبدي أي احترام فعلي لهذا التنسيق أو لاقتراحات الهيئة.
معادلة داخلية دقيقة
يدرك العماد جوزاف عون تعقيدات الساحة اللبنانية الداخلية، ويأخذها بالحسبان:
- أي مواجهة غير محسوبة مع المقاومة قد تؤدي إلى فتنة داخلية.
- هناك خطر توترات داخل المؤسسة العسكرية نفسها.
- تجربة الحرب الأهلية لا تزال حاضرة كدليل حي.
ومن هذا المنطلق، يأمل الرئيس عون أن تدرك واشنطن هذا الواقع، إن كانت فعلًا حريصة على الاستقرار في لبنان كـ معبر للاستثمار في المنطقة.
اللبنانيون لا يعارضون أن يكون لبنان منصة سياسية للإدارة الأميركية، بل يتقبلون دوره كفاعل إقليمي رئيسي،
لكن ما يُقلق هو أن الأسئلة الأميركية المحيرة تعني ضمنًا أن المطلوب إبقاء لبنان عرضة للأزمات،
لتستمر حكومة اليمين الإسرائيلي برئاسة نتنياهو في الاعتداء عليه، إلى أن تنجز واشنطن تحكمها الكامل بالإقليم، وإخراج القوى الإقليمية الثلاث:
- تركيا
- إيران
- إسرائيل (بمعناها الأيديولوجي، وليس الجغرافي فقط)
نتنياهو أداة مؤقتة في معادلة واشنطن
واشنطن ما زالت بحاجة إلى “نتنياهو المطيع” كورقة تهديد في وجه إيران،
حتى تستقر المفاوضات النووية على “مخرج معقول”.
ومن المعروف أن:
- واشنطن تتحكم داخليًا بإسرائيل ويمكنها تغيير المشهد السياسي هناك في أي لحظة.
- الخلاف الأميركي – الإيراني ليس على تخصيب اليورانيوم، فواشنطن تعلم بقدرة طهران على إنتاج 4 قنابل نووية إن أرادت.
النفوذ الإقليمي هو جوهر الخلاف
الخلاف الحقيقي يتمحور حول النفوذ الإقليمي:
- بعد أن أُخرجت إيران من دمشق، وضعُفت في لبنان، تسعى لتعويض نفوذها في الخليج.
- واشنطن لا تعارض ذلك تمامًا، بل تعارض منسوب هذا النفوذ، خصوصًا في:
- البحرين
- أفغانستان
إضافة إلى ذلك، فإن واشنطن تحتاج إيران لقطع طريق الحرير على الصين، مما يُدخل حسابات جديدة في الصراع.