
أمن البلد في العناية المركزة.. والتحقيقات مستمرة مع مطلقي الصواريخ
كتبت صحيفة “الجمهورية”، بالتوازي مع الوضع السياسي الداخلي الذي يتأرجح في تناقضاته، ومع الوضع الحكومي الذي ينتظر اللبنانيون مغادرته مرحلة إعلان النيات التي يراوح فيها، وانتقاله إلى مرحلة تدقّ فيها ساعة العمل الحكومي واتخاذ القرارات التنفيذية للوعود التي قُطعت حول الإجراءات الإصلاحية والخطوات العلاجية، يفرض العامل الأمني نفسه كأولوية قصوى على مائدة المتابعة والرصد، ومحاولة احتوائه.
واللافت للانتباه في هذا المجال، ما يؤكده لـ”الجمهورية” مرجع أمني كبير بأنّ “أمن البلد في العناية المركزة”. وقال: “لا خوف على الأمن الداخلي، فهذا خط أحمر، والجيش والأجهزة الأمنية يمسكان بزمام الأمور ويقومان بواجباتهما، وفي أعلى درجات التنسيق والجهوزية فيما بينها لردع أي محاولة للإخلال به”.
التطور الأمني البارز:
- في تطور أمني لافت، تمكّن الجيش اللبناني بالتعاون مع سائر الأجهزة الأمنية من كشف هوية مطلقي الصواريخ المجهولة التي استهدفت إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية.
- أعلنت قيادة الجيش في بيان رسمي، أن مديرية المخابرات في الجيش، وبالتعاون مع الشرطة العسكرية والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام، نجحت في تحديد المجموعة المنفذة لعمليتي إطلاق الصواريخ بتاريخَي 22 و28 مارس 2025.
- العملية الأولى: بين بلدتي كفرتبنيت وأرنون – النبطية.
- العملية الثانية: في منطقة قعقعية الجسر – النبطية.
تفاصيل الكشف عن المتورطين:
- أوضحت قيادة الجيش أن المجموعة المنفذة تضم لبنانيين وفلسطينيين.
- تم تنفيذ عمليات دهم في عدة مناطق، وأوقف على إثرها عدد من أفراد المجموعة، وضبطت الآلية والأعتدة التي استُخدمت في العمليتين.
- أكدت القيادة أن المضبوطات سُلمت، وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، وجاري العمل على توقيف بقية المتورطين.
تصريحات مصدر أمني:
- قال مصدر أمني لـ”الجمهورية”: “إن الجهة التي تقف وراء هذا العمل ليست لبنانية، خلافًا لما ذهبت إليه بعض الترويجات السياسية وغير السياسية”.
- أشار المصدر إلى أن مطلقي الصواريخ ينتمون إلى أحد التنظيمات الفلسطينية، وقد تمكنت الأجهزة العسكرية والأمنية من كشفهم وتوقيف بعضهم في أحد مخيمات الجنوب.
- لم يؤكد المصدر أو ينفِ ما إذا كان الموقوفون تابعين لحركة “حماس”.
دوافع إطلاق الصواريخ:
- رداً على سؤال عما إذا كانت التحقيقات قد كشفت ما إذا كانت الصواريخ قد أُطلقت بدافع فلسطيني للتضامن مع غزة، أو بتحريض من جهات أخرى (إسرائيل أو غيرها)، قال المصدر الأمني:
- “التحقيقات مستمرة، لكن إسرائيل لا تفوّت فرصة أو ذريعة لاستمرار عدوانها على لبنان”.
- أضاف: “أياً كانت الذرائع والتبريرات لإطلاق هذه الصواريخ، سواء أكانت صواريخ للإسناد أو للتعاطف مع غزة، أو تعبيراً عن الغضب من الإسرائيلي كما يقولون، فحرب غزة اشتعلت منذ أكثر من سنة ونصف، ولم نشهد مثل هذا التحرك، فلماذا الآن؟”.
- اختتم المصدر بالقول: “مهما يكن الأمر، فإن إطلاق هذه الصواريخ في هذا التوقيت بالذات، الذي يمر فيه لبنان بوضع شديد الدقة والحساسية في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل عليه، هو أمر مريب، حتى لا نقول إنه مشبوه وليس بريئاً”.