عربي ودولي

إيران وأميركا تبدأن محادثات في عُمان وسط صراع إقليمي: هل يلوح السلام في الأفق؟

تتجه أنظار العالم إلى سلطنة عمان حيث تستضيف الدولة الخليجية الصغيرة محادثات رفيعة المستوى بين إيران والولايات المتحدة ، اليوم السبت. يأتي هذا اللقاء الحاسم في ظل تصاعد الصراع الإقليمي بالشرق الأوسط، مع استمرار التوترات المرتبطة بـ البرنامج النووي الإيراني الذي يشهد تقدمًا سريعًا.

الهدف من المحادثات

تسعى المحادثات إلى إطلاق مفاوضات جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني ، وهو ملف حساس أثار قلق المجتمع الدولي لسنوات. ومع ذلك، فإن الأجواء التي تسبق المفاوضات ليست مشجعة تمامًا؛ إذ هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعمل عسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يرضي الجانبين.

ارشيف -المفاوضات السابقة
ارشيف -المفاوضات السابقة

الموقف الإيراني: حذر وشكوك

تعاملت إيران مع هذه الدعوة للحوار بحذر شديد، معبرة عن شكوكها حول إمكانية تحقيق انفراجة حقيقية. المسؤولون الإيرانيون، وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي ، منحوا وزير الخارجية عباس عراقجي “السلطة الكاملة” لإدارة الوفد الإيراني. ومع ذلك، أكدوا أن طهران لن تتخلى عن برنامجها النووي لأغراض مدنية أو قدراتها الدفاعية مثل برنامجها الصاروخي.

مطالب واشنطن: ضغوط وتهديدات

من جانبها، ترى واشنطن أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدًا وجوديًا، خاصة بالنسبة لحليفتها إسرائيل . وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة واضحة تمامًا في موقفها: “إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا”. وفي الوقت نفسه، أعرب ترامب عن استعداده لتقديم بعض التنازلات إذا أظهرت طهران جدية في الحوار.

فرق التكتيك: مباشرة أم غير مباشرة؟

أحد أكبر العقبات أمام هذه المحادثات هو اختلاف وجهات النظر حول شكل اللقاء. إذ تصر إدارة ترامب على أن تكون المحادثات مباشرة، بينما تفضل طهران أن تكون غير مباشرة “لتجنب التهديدات”. هذا الاختلاف قد يزيد من تعقيد المشهد التفاوضي.

التأثير الإقليمي: فرصة لتهدئة التوترات

قد تساعد أي بوادر تقدم في هذه المحادثات على تهدئة التوترات الإقليمية التي زادت حدتها منذ عام 2023 مع استمرار الحروب في غزة ولبنان ، وإطلاق الصواريخ بين إيران وإسرائيل ، وهجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر ، والإطاحة بالحكومة في سوريا. ومع ذلك، فإن فشل المفاوضات سيزيد من مخاطر اندلاع حرب أوسع نطاقًا في منطقة تُصدّر معظم نفط العالم.

تحذيرات إيرانية للمجتمع الإقليمي

حذرت طهران الدول المجاورة التي تضم قواعد أميركية من أنها ستواجه “عواقب وخيمة” إذا شاركت في أي هجوم عسكري أميركي على إيران. هذا التحذير يعكس مدى الحساسية التي تتعامل بها طهران مع أي تهديدات خارجية.

الخلفية التاريخية: صراع دام عقودًا

تعود جذور الخلاف بين واشنطن وطهران إلى أكثر من عقدين من الزمن. كان الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية خطوة كبيرة نحو تخفيف التوترات. ومع ذلك، انسحب ترامب من الاتفاق في عام 2018 وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران. منذ ذلك الحين، حقق البرنامج النووي الإيراني قفزة كبيرة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يصل إلى 60%، وهو قريب من النقاء المطلوب لصنع القنبلة النووية.

هل يمكن للدبلوماسية أن تنجح؟

رغم التحديات الكبيرة، يبدو أن هناك رغبة مشتركة بين الطرفين في تجنب الحرب ومنح المسار الدبلوماسي فرصة لتحقيق السلام. لكن السؤال الذي يبقى معلقًا: هل ستتمكن المحادثات في عُمان من كسر الجمود وخلق بداية جديدة، أم ستكون مجرد حلقة جديدة في صراع طويل الأمد؟



لماذا يهم هذا الموضوع؟

هذا الحدث ليس مجرد لقاء دبلوماسي عادي، بل يمثل نقطة محورية في العلاقات بين واشنطن وطهران . مع تصاعد الصراع الإقليمي ، قد تكون هذه المفاوضات الفرصة الأخيرة لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط وتقليل مخاطر اندلاع حرب واسعة النطاق.

⚠ تنويه: المحتوى المنشور يعكس وجهة نظر كاتبه فقط، وإدارة الموقع لا تتبنى ذلك بناءً على سياسة إخلاء المسؤولية .
بواسطة
Good-press
المصدر
سكاي نيوز + وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى