افتتاحيات الصحف ليوم الخميس 12 حزيران 2025

عناوين الصحف
عناوين الصحف
افتتاحية صحيفة النهار

لودريان والدعم الفرنسي “وفق المعادلة الدولية” التعيينات المالية متعثّرة ووزير العدل لن يستقيل

بدا واضحاً أن موقف فرنسا في العمق لا يختلف عن “معادلة” دولية باتت تتحدث عن لبنان بلغة واحدة هي أولوية نزع سلاح “الحزب” والإصلاح شرطين لازمين لاي دعم خارجي

مع أن الموقف الرسمي اللبناني كان مبتوتاً ومحسوماً من التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” قبل موجة الاعتداءات “الأهلية” الاخيرة عليها في قرى الجنوب وبلداته، وهي الموجة المرعية والموجهة من “الحزب”، فإن عاصفة المواقف المؤيدة داخلياً لهذه القوة زادت الموقف الرسمي ثباتاً بحيث ستتقدم الحكومة بطلب التمديد من مجلس الأمن الدولي من دون أي تعديل في تفويض القوة وصلاحياتها المعمول بها راهناً. ووفق المعطيات التي أبرزتها عاصفة الاعتداءات على اليونيفيل وما أثارته من ردود فعل واسعة منددة بالاعتداءات، وجد “الحزب” نفسه أمام خطأ فادح جديد هو الانكشاف أمام إجماع داخلي لم يأخذ بأي تبرير أو ذريعة للاعتداءات التي دفع إليها أهالي العديد من أبناء المنطقة الحدودية، كما أن الحزب لم يجد التبرير المنطقي للتقاطع مع إسرائيل في تقييد اليونيفيل وتهديد  مهمتها. ولكن صورة الواقع الميداني الحدودي جنوباً لا تزال على كثير من القلق والمحاذير، ولا يقتصر الأمر على موضوع اليونيفيل، بل أيضاً على التطورات الميدانية المثيرة للريبة. وفي هذا السياق، كان لافتاً للغاية تسجيل أربع عمليات توغّل بري محدودة للقوات الإسرائيلية داخل المنطقة الحدودية الجنوبية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية والقيام باعمال تجريف وسواها، بما ترك مخاوف من المؤشرات الميدانية لهذه التوغلات. وتتزامن هذه التحركات مع خلل واضح في تنفيذ آلية اجتماعات لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل التي لم تنعقد منذ وقت طويل، ولكن اختراقاً لافتاً سجل في عملها بعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية الأسبوع الماضي بحيث تكررت في الأيام الأخيرة عمليات دهم مبانٍ في الضاحية وتفتيشها على يد الجيش اللبناني بناء على طلبات اللجنة.


أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 12 حزيران 2025


وكان الموقف الرسمي من هذه التطورات مرتقباً في جلسة لمجلس الوزراء، لكن الجلسة أُرجئت إلى مطلع الأسبوع المقبل بعد اتفاق بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، علماً أن أبرز البنود الداخلية المرشحة للبحث في الجلسة تتعلق بالتعيينات المالية ولا سيما منها نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة والمدعي العام المالي. ولم تحسم بعد وجهة إصدار أو التريث مجدداً في إصدار هذه التعيينات في ظل معلومات عن تباينات في التوجهات بين الرؤساء الثلاثة لم تذلّل بعد حيالها.

وبالنسبة إلى ملف تعيين مدعي عام مالي، أعلن أمس وزير العدل عادل نصار، “أن تعيين مدعي عام مالي ليس معركة سياسية مع أحد، وهدفنا اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب في التعيينات القضائية بعيداً عن البطولات الوهمية”. وأكد نصار أن “التشكيلات القضائية لن تتعطل والرئيس نبيه بري لا يسعى لذلك وتهمه المصلحة العامة والقضاء، ولا اظن أن الرئيس بري لا يريد للقضاء أن يستعيد هيبته، والموضوع هو فقط موضوع ملاءمة شخص معين لمركز معين”. وأعلن أنه لن يستقيل ولن يقترح في التعيينات إلا وفق قناعاته وواجبه في إبعاد القضاء عن السياسة.

ويتوجه رئيس الجمهورية جوزف عون اليوم إلى الفاتيكان مع عائلته في زيارة ليومين حيث سيلتقي البابا لاوون الرابع عشر في اليوم التالي أي يوم الجمعة صباحا إلى جانب عدد من اللقاءات الرسمية الأخرى، ويعود إلى بيروت السبت المقبل.

لودريان

وسط هذه الأجواء، لم تكن المواقف التي رشحت عن جولة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان على المسؤولين والقيادات السياسية وعدد من النواب، مشجعة على التوقعات المتفائلة، إذ بدا واضحاً أن موقف فرنسا في العمق لا يختلف عن “معادلة” دولية باتت تتحدث عن لبنان بلغة واحدة هي أولوية نزع سلاح “الحزب” والإصلاح شرطين لازمين لاي دعم خارجي. وأفادت المعلومات أن لودريان كرّر في لقاءاته أمس النصح والتحذير من أن “الوقت لا يلعب لمصلحة لبنان لكن لا تزال هناك فرصة وأمل”، وأعرب عن ضرورة قيام الدولة اللبنانية بواجباتها في ما يتعلق بالملفين السيادي والإصلاحي والا فسيتعذر إمكان قيام مؤتمر الدعم للبنان في الخريف المقبل. ونقل عنه أن على لبنان الرسمي حسم مواقفه والعمل على تطبيقها سريعاً، إذ أن المجتمع الغربي بدأ يلمس محاولات محلية لابطاء ملف تسليم السلاح.

وأمس التقى لودريان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، كما اجتمع مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد وعرض “الجهود التي تبذلها فرنسا لتنظيم مؤتمر لإعادة إعمار جنوب لبنان، والتجديد لمهمة اليونيفيل.

وأعلن إعلام “الحزب” أن رعد أكد “اهتمام الحزب بمناقشة مشاريع قوانين الإصلاح المحالة إلى المجلس النيابي، كما أكد موقف الحزب الداعم لموقف الدولة في التمديد لقوات اليونيفيل”. والتقى أيضاً رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي أعلن “أننا مع وضع خارطة طريق تؤمن انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية بالتوازي مع عملية سحب السلاح، وعلى الدولة أن تكون جدية وتظهر خطوات عملية بملف السلاح، وفي الوقت عينه على المجتمع الدولي أن يضمن بأن تظهر إسرائيل نوايا حسنة من خلال الانسحاب من المناطق الموجودة فيها ووقف الاعتداء المستمر على لبنان”، واعتبر أن الاعتداءات على قوات اليونيفيل “إشارة سلبية، وهذه المشاهد لا تشبه لبنان وهي رسالة سلبية لكل الدول التي يحتاج الى مساعدتها ودعمها سيدفع ثمنها إذا استمر الموضوع بهذا الشكل وإذا لم تظهر الدولة اللبنانية جدية في محاسبة كل من اعتدى على اليونيفيل”. ثم زار لودريان معراب حيث التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي كان “أستغرب أشد الاستغراب ما يحدث مع قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان ومن دون أي موقف واضح من السلطات اللبنانية.

واعتبر أنه “من المفترض أن تبادر الأجهزة المعنية منذ اللحظة الأولى ليس إلى فض الاشتباكات التي تحصل بين بعض الشباب وقوات اليونيفل فحسب، بل إلى توقيف المعتدين وتحويلهم إلى المحاكمة. أما أن تبقى السلطة اللبنانية وكأنها مجرد قاضي صلح بين اليونيفيل من جهة، وبين من يعتدون عليها من جهة أخرى، فهذا من شأنه أن يضعف السلطة أكثر فأكثر، وأن يعطي فكرة خاطئة وكأن شيئاً في لبنان لم يتغيّر بعد الأحداث كلها التي مرّت عليه، وهذا ما يجب تداركه سريعا من خلال توقيف كل من يعتدي على اليونيفيل، والتصرُّف بطريقة توحي بأن دولة فعلية بدأت تقوم في لبنان”.

على الصعيد الميداني كشف الجيش اللبناني بعد ظهر أمس مستعينا بحفارة، على مبنى في السانت تيريز في الضاحية الجنوبية لبيروت بطلب من لجنة الإشراف وباشر بعد الظهر عملية الجرف فيه.

أما في المنطقة الحدودية في الجنوب، فسجل فجر أمس تجاوز أكثر من 50 جندياً إسرائيليا الخط الازرق في منطقة بئر شعيب، شرق بلدة بليدا، برفقة جرافتين، وباشروا عملية تجريف في المكان نفسه الذي أزال فيه الجيش اللبناني الخرق السابق. ولاحقاً، توغلت قوة مشاة في  ‎كفركلا لناحية الجدار. وعصر أمس استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة بيت ليف أدت الى سقوط قتيل وثلاثة جرحى.

حمادة: المسألة لم تعد تحتمل

أعرب عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة، عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع الراهنة في ظل البطء في معالجة الملفات الأساسية، أكانت أمنية وسواها.
واشنطن تخشى اغتيال “الشرع” وترامب يرفع العقوبات… الرهان على “الإسلام المعتدل”
ولفت إلى أن ما يجري في الجنوب من التعرض لليونيفيل فاقم الأمور وزاد الطين بِلة… التعرض لها يُضر بمصلحة البلد، وتداعياته سلبية على مسار الوضع برمته.

وقال حمادة في بيان: أحذّر الحكم والحكومة من مغبّة التأخير في مقاربة كل الملفات، وهذا له انعكاساته غير المقبولة في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد، وعليهم الحفاظ على الرصيد، ونحن حريصون وضنينون عليه، ومن هذا المنطلق يجب أن تكون هناك مواقف حازمة وصارمة لا مسايرة من هنا وهناك، لأن البلد لم يعد يحتمل ترف الوقت في ظل إعادة هيكلة المنطقة…

وخلص قائلاً: أحذر من مغبة ما يحصل وما يجري من باب النصيحة لا من باب التعرض لهذا المقام وذاك، فهذه مسألة لم تعد تحتمل بفعل ما يحدث اليوم في البلد.

توقيف أمين سلام

أمر النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار عصر أمس بتوقيف وزير الاقتصاد السابق أمين سلام، بعد استجواب الأخير أمام شعبة المعلومات لمدة ثلاث ساعات في ملف التزوير وإبرام عقود مشبوهة والتصرف بأموال بخلاف القانون، وهو ملف مختلف عن ملف الاختلاس والإثراء غير المشروع وابتزاز شركات تأمين.


افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

«الحزب» يحاول احتواء أزمة الاعتداء على «اليونيفيل»

دعا لوقف التعاون مع لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار

بيروت: بولا أسطيح

دعا «الحزب»، على لسان النائب في كتلته علي فياض، الدولة اللبنانية إلى اتخاذ «موقف حازم على المستويين ‏المحلي والدولي، تجاه ‏لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار»، معتبراً أنه «لا طائل لدورها، واستمرار ‏التعاون معها».

وفي أول تعليق للحزب على الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها قوات «اليونيفيل» من قبل شبان في جنوب لبنان، شدد فياض على «ضرورة المعالجة الهادئة والحكيمة والمسؤولة لأي احتكاك أو ‏توتر يحصل ‏بين أهالي الجنوب وقوات اليونيفيل الذين يدخلون القرى والبلدات والأملاك الخاصة ‏من دون تنسيق أو حضور ‏الجيش اللبناني، في الوقت الذي لا يلمسون أثراً لدور (اليونيفيل) في ‏معالجة استمرار احتلال العدو الإسرائيلي ‏لأراضٍ لبنانية، والقيام بعمليات توغّل، والإمعان ‏بالاغتيالات، والأعمال العدائية في منطقة عمليات القوات ‏الدولية وفقاً للقرار 1701».

وأضاف: «رغم ذلك نحن نتطلع إلى علاقةٍ إيجابيةٍ بين الأهالي والقوات الدولية، حيث من المفترض ‏أن تكون ‏العلاقة مبنية على الثقة والاطمئنان والأمان، لا على الشك والارتياب والشعور بالانحياز»، مؤكداً «أهمية وجود قوات (اليونيفيل) في الجنوب في إطار تنفيذ القرار 1701 بالتنسيق مع ‏الجيش ‏اللبناني، وضمن دورها المحدّد في منع الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، ومساعدة الدولة ‏اللبنانية في بسط ‏سيادتها».

الصبر والتحمل

ولا يزال الحزب، نواباً ومسؤولين، يدعو في كل خطاباته إلى «الصبر والتحمل»، وهو يعطي الأولوية المطلقة لعملية إعادة الإعمار التي يربط أي نقاش بمصير سلاحه بإنجازها.

وتمحورت كل المواقف التي أطلقها هؤلاء مؤخراً على تحميل الحكومة مسؤولية عدم الإيفاء بالتزاماته بإعادة الإعمار، وكذلك عدم حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

وانحصرت حركة ومواقف الحزب بعد الغارات المكثفة التي تعرضت لها الضاحية الأسبوع الماضي على تواصل فضل الله مع رئيس الحكومة لحثّه على الإيعاز لـ«الهيئة العليا للإغاثة» من أجل الكشف عن الأبنية المتضرّرة، وتأمين المساعدة الماليّة اللّازمة لتمكين السّكان من البقاء في منازلهم، بينما تغيب البيانات الرسمية الصادرة عن الحزب في كل الأحداث والمنعطفات، وتتركز تلك البيانات على التطورات المتصلة بحرب غزة.

إطالة أمد المرحلة الانتقالية

ويعتبر الكاتب السياسي ورئيس تحرير موقع «جنوبية» علي الأمين أن «ما يريده (الحزب) إلى جانب حال الإرباك الذي يعيشه، نتيجة رفضه أو عدم قدرته على التأقلم مع نتائج الحرب ومع اتفاق وقف العمليات العدائية الذي وافق عليه بل استجداه، يريد أن يطيل من أمد المرحلة الانتقالية وشراء الوقت وحماية الفوضى التي يبدو أنه رغم تكاليفها عليه، فإنها تبدو أقل تكلفة من تسليمه بتسليم سلاحه للدولة والانتقال إلى مرحلة سياسية خالية من سلاح خارج الدولة». ويضيف: «(الحزب) لا يملك قراراً وطنياً لبنانياً، وهو لم يعتد على بناء موقف ينطلق من مصلحة لبنانية أو حتى مصلحة شيعية، وهو أصبح اليوم، وبعد اغتيال نصر الله، أكثر التصاقاً بالحرس الثوري وبمكتب خامنئي، وبالتالي فإن نظام أولوياته يقرره الحرس الثوري الذي بات أكثر حضوراً في إدارة وتنظيم البنية الأمنية والعسكرية للحزب بعد الحرب، بل هو من يمسك تماماً بزمام القرار فيها، ولا يوجد على المستوى السياسي في (الحزب) من يستطيع أن يخالف أو يعترض على إدارة الحرس المكلفة من ولي الفقيه».

ولم يصدر الحزب بيانات متصلة بالاعتداءات على القوات الدولية، خلافاً لحليفه رئيس البرلمان نبيه بري الذي أكد تمسكه بها.

قرار حزبي أم شعبي؟

وتختلف قراءة الكاتب السياسي الدكتور قاسم قصير المطلع من كثب على موقف الحزب عن قراءة الأمين للتطورات الأخيرة. ويؤكد قصير تعليقاً على الاعتداء الذي تعرضت له «اليونيفيل» أنه «ليس كل ما يجري هو قرار حزبي»، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» عن «حالة ضغط يتعرض لها الأهالي نتيجة مواصلة العدو خروقاته، وكذلك نتيجة بعض تحركات القوات الدولية، ما يدفعهم للاعتراض وليس بالضرورة بقرار من الحزب». ويضيف: «موقف الحزب واضح وأنه مع القوات الدولية وإن كان بعض أدائها يثير ردود فعل».

الحزب مشجع ومتهم

في المقابل، يشدد الأمين على أن «ما يجري من اعتداء على دوريات قوات (اليونيفيل) في جنوب الليطاني، ليس أمراً عفوياً»، معتبراً أن «زيادة وتيرته في الآونة الأخيرة يكشف عن وجود قرار صريح من قبل (الحزب) بعرقلة عمل هذه القوة، وصولاً إلى إنهاء مهماتها».

ويرى الأمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «صمت (الحزب) وعدم تعليقه على ما جرى ويجري من اعتداءات يجعله في موقع المشجع والمتهم بالوقوف وراء ما يسمى الأهالي، وهو الاسم الحركي لعناصر حزبية تأتمر من قيادتها، وهذا ما يعرفه أي مواطن مقيم في جنوب لبنان، خصوصاً أن أياً من المعتدين لا يتعرض لأي مساءلة قانونية من قبل الدولة اللبنانية، ولا حتى مجرد سؤال، وهذا في عرف الجنوبيين أن المعتدين محميون من (الحزب)، والدولة لا تتجرأ على استدعائهم للتحقيق، فضلاً عن محاسبتهم».

ويجزم الأمين بأن «أكثر من 90 في المائة من الجنوبيين المقيمين في الجنوب يتشبثون بالقوة الدولية التي لم تكن منذ وجدت في لبنان إلا مصدر أمان وثقة من عموم الناس»، معتبراً أنه «لا مجال للقول إن الاعتداءات هي نتيجة سلوك (اليونيفيل) أو ضغوط يتعرض لها الأهالي، إذ يكفي أن نرى مشهد تجرؤ فرد من الأفراد المعتدين على صفع جندي بالشكل الذي تم تداوله، لتظهر مدى سلمية قوات (اليونيفيل) وأنها تجعل أحد المعتدين يتصرف بهذه الثقة والعنجهية من دون أن يقلق من رد فعل الجندي الدولي».

ويقول الأمين: «الحزب هو من يوجه ويأمر ويريد المزيد من الدماء والفوضى والفلتان الأمني لأنه اعتاد أن يعيش ويحيا على ذلك، رغم الأضرار المدمرة على اللبنانيين، وعلى الشيعة منهم بوجه خاص».

***********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

هل بدأ تدحرج رؤوس الفساد؟

أمين سلام أول موقوف برتبة وزير

ضربة قضائية بالغة الأهمية، في توقيت حساس ودقيق. توقيف وزير الاقتصاد السابق أمين سلام، بعد أسابيع من توقيف شقيقه كريم سلام، والتهمة تقاضي رشاوى وهدر المال العام. حاول الوزير سلام إبعاد هذه الكأس عنه، فقدَّم أخاه علّه يبعد عنه تجرع كأس التوقيف، وحاول تحصين نفسه من خلال العمل على دخول نقابة المحامين في الشمال، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، لأن القضاء، على ما يبدو قرر السير في القضية إلى النهاية.

الجدير ذكره أن القضية انفجرت بعد إخبار من إحدى شركات التأمين، مفاده أن شقيق الوزير تلقى رشاوى لترتيب وضع إحدى الشركات، وقد تم تقديم الوثائق والتسجيلات الصوتية لتأكيد التهمة، في بداية الأمر حاول الوزير السابق أن يقول إن المسألة هي بين شقيقه وبين شركة التأمين، ليتبين لاحقاً أن شقيق الوزير لا يقوم بأي عمل من دون موافقة الوزير الذي جُوبِه بكل الأدلة، وكانت النتيجة التوقيف.

مسار القضية

بدايةً تم منع الوزير سلام، من السفر، وأبرز الاتهامات الموجهة إليه:

ابتزاز شركات التأمين حيث اتُهم شقيقه كريم سلام بتهديد شركة “المشرق للتأمين” بسحب ترخيصها ما لم تدفع مبالغ مالية مقابل دراسات إلزامية عبر شركة يملكها مستشار الوزير فادي تميم، وصلت قيمتها إلى 300 ألف دولار.

إساءة استخدام أموال لجنة الرقابة على هيئات الضمان، تبين أن الوزير استغل أموال اللجنة لتمويل نفقات مكتبه ونفقات شخصية، حيث بلغت المصاريف الشهرية 70 ألف دولار.

عقود مشبوهة، أبرم عقداً مع شركة ماليزية لتقديم تدريب تقني لمدة أسبوعين مقابل 640 ألف دولار، وهو ما أثار تساؤلات حول جدوى العقد.

تهرب من المساءلة: تغيّب سلام عن حضور جلسات لجنة الاقتصاد النيابية التي استدعته للاستماع إليه، مما دفع اللجنة إلى تحويل الملف إلى النيابة العامة التمييزية والمالية.

“الحزب” ينتقد “اليونيفيل”: مُقصِّرة

قضية الاعتداء على قوات الطوارئ الدولية ما زالت تتفاعل من زاويتي دعم هذه القوات أو انتقادها.

وفي أبرز انتقاد علني من “الحزب” للطوارئ، النائب علي فياض الذي  أشار إلى “تقصير” من هذه القوات، فقال إن “جنود “اليونيفيل” يدخلون القرى والبلدات والأملاك الخاصة ‏من دون تنسيق أو حضور ‏الجيش اللبناني، في الوقت الذي لا يلمس الأهل أثراً لدور “اليونيفيل” في ‏معالجة استمرار احتلال العدو الاسرائيلي ‏أراضيَ لبنانية، والقيام بعمليات توغّل والإمعان ‏بالاغتيالات والأعمال العدائية في منطقة عمليات القوات ‏الدولية وفقاً للقرار 1701″.

وما لم يقله النائب فياض قاله المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي حمَّل “اليونيفيل” مسؤولية ما حصل فاعتبر أن “لا مصلحة لـ “اليونيفيل” بخسارة ثقة أهل الجنوب، كما أن إلغاء الجيش من مهمة قوات “اليونيفيل” كارثة سيادية ولا قيمة للبنان بلا سيادته الأمنية، و”اليونيفيل” قوة حماية ودعم خارج سياق أي انتداب أمني، وهي لا تريد هذا الوصف الانتدابي وليس بمقدورها ذلك، وضرورة “اليونيفيل” التي نتمسك بها مصدرها السيادة الوطنية لا التعارض معها، ولا سيادة وطنية أمنية بلا القوى السيادية الداخلية وعلى رأسها الجيش”.

جعجع : السلطة ليست مجرد “قاضي صلح”

في المقابل، دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع السلطة إلى أن تحزم أمرها، لا أن تبقى وكأنها مجرد قاضي صلح بين “اليونيفيل” من جهة، وبين من يعتدون عليها من جهة أخرى، فهذا من شأنه أن يضعف السلطة أكثر فأكثر، وأن يعطي فكرة خاطئة وكأن شيئاً في لبنان لم يتغيّر.

دعم قائد الجيش لـ “اليونيفيل”

في خطوة بالغة الأهمية، تؤكد دعم المؤسسة العسكرية لـ “اليونيفيل”، زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة “اليونيفيل” في الناقورة، واجتمع برئيسها وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، وتم عرض “آخر التطورات في قطاع جنوب الليطاني وأهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين الجيش و”اليونيفيل”، ضمن إطار القرار 1701.

عقدتان أمام لبنان

مصادر رسمية أشارت لـ “نداء الوطن” إلى أن المؤشرات تدل على وجود عقدتين خطيرتين، واحدة إقليمية وأخرى داخلية، وتتمثل العقدة الإقليمية برفض انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس، وإبلاغ لبنان بهذا الموقف، وسط تصاعد المخاوف من توجيه ضربة ستكون أكثر قساوة، وذلك وفق ما يصل إلى المسؤولين اللبنانيين من زوار الخارج. أما العقدة الداخلية فتتمثل برفض “الحزب” تسليم سلاحه وعدم تقديمه أي تنازل من شأنه أن يقوي موقف الدولة تجاه تل أبيب. وأمام هذه المواقف قد يبدو الصدام حتمياً، إلا في حال وصلت المفاوضات النووية إلى إيجابية تنعكس على لبنان بحلحلة ملف السلاح غير الشرعي.

لودريان يواصل لقاءاته

الموفد الفرنسي جان إيف لودريان واصل لقاءاته في بيروت، وقد التقى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بحضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في “الحزب” السيد عمار الموسوي.

لودريان – جعجع جولة أفق

الموفد الفرنسي التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. وبحسب معلومات “نداء الوطن” فإن لودريان مازح جعجع قائلاً: “هل يعقل أن أزور لبنان ولا ألتقيكم؟ أكون مسروراً عندما ألتقي بك حيث الحديث يطول”. وتضيف معلومات “نداء الوطن” أن زيارة لودريان هي جولة أفق فقط من دون أي طرح جديد، وقد تم طرح عدة أسئلة على الأحزاب اللبنانية، منها: ما رأيهم بسلاح “الحزب” والتمديد لـ “اليونيفيل” والإصلاحات؟ من دون تقديم أي خريطة عمل أو مهل، على عكس ما يروّج البعض. ولم يتطرق لودريان خلال لقاءاته إلى أي مؤتمر دولي مالي داعم لإعادة الإعمار في لبنان.

عون : لا شيء مستحيل

“ما من مستحيل، صحيح أن هناك صعوبات ولكن يمكن تخطيها، وهذا يتطلب جهد الدولة والمواطنين ومختلف القطاعات ومنها القطاع التجاري”. هذا الموقف لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أطلقه أمام وفد جمعية تجار بيروت برئاسة نقولا شماس.

الرئيس عون لفت إلى أنه “في ما خص الوضع الأمني فقد بات أكثر تماسكاً وهو ما يدفع إلى التفاؤل، وأن الأجهزة الأمنية تقوم بدورها في هذا المجال، وأنه على الصعيد العسكري، فالجيش اللبناني يعمل على بسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية، على الرغم من الإمكانات المتواضعة التي يملكها”، وأعطى مثالاً على ذلك ما يتعلق بالسلاح في المخيمات الفلسطينية، حيث يتم العمل على حله بالتعاون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبالتنسيق بين الأمنيين اللبنانيين والفلسطينيين، وأن مراحل كبيرة تم قطعها في هذا السياق.

نصار: لن أستقيل

وزير العدل حسم ما أشيع عن نيته الاستقالة، رداً على تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال فيه إن استقال نصّار “بيريح وبيرتاح”، فقال ردّاً على سؤال بشأن تعيين النائب العام المالي القاضي زاهر حمادة: “هذه التعيينات تتم باقتراح من الوزير وبقرار من مجلس الوزراء”، وأضاف: “لن استقيل ولن اقترح إلا وفقاً لقناعاتي، واجبي إبعاد القضاء عن السياسة وأترك البطولات الوهمية والاستغلال السياسي لغيري”. الوزير نصار كشف عن إعادة فتح ملفات قضائية حساسة، منها ملف اغتيال الناشط لقمان سليم.


افتتاحية صحيفة الجمهورية

 واشنطن لتجنّب التصعيد وباريس لتسريع الانسحاب… الجيش و”اليونيفيل”: إسـرائيل تعيق انتشار الجيش

تتجاذب الجو العام توترات واحتمالات مجهولة؛ فالساحة الداخلية مضبوطة على إيقاع «ملف السلاحَين» وما يعتريه من تعقيدات مانعة لسحب السلاح الفلسطيني من المخيّمات، ومن حساسيات واعتبارات مرتبطة بسلاح «الحزب»، بالتوازي مع المناخ التصعيدي الذي تفرضه إسرائيل ورفع سقف التصعيد. أمّا الساحة الإقليمية، فتغلي بشراسة على الجبهة المشتعلة في غزة، وبحدّة متزايدة على جبهة التفاوض الأميركي- الإيراني التي تؤشر الوقائع المتصلة بها إلى أنّها اقتربت من لحظة اتخاذ القرار، إمّا بإعلان الاتفاق وإشاعة أجواء الإستقرار، وإمّا الإفتراق الدراماتيكي، بما يضع المنطقة في مهبّ تطوّرات وتحوّلات خطيرة، تتفق كل التقديرات على أنّ تداعيات انهيارها لن تقتصر بآثارها الوخيمة على مساحة المنطقة، بل تتعدّاها لتشمل العالم بأسره.

وكشفت «نيوزويك» الأميركية، أنّ «سفارات واشنطن في منطقة الشرق الأوسط تتخذ خطوات استعدادية للإخلاء، بعد تهديد من وزير الدفاع الإيراني، أنّ طهران ستستهدف القواعد الأميركية في المنطقة إذا تصاعدت التوترات أو انهارت المفاوضات النووية مع واشنطن». فيما رفعت إيران حالة التأهب القصوى للجيش والحرس الثوري.

التسليم بالمراوحة

داخلياً، دورانٌ حكوميٌ في حلقة الإنجازات الموعودة، والمواطن الذي تنهال عليه زخّات يومية من الوعود والالتزامات المتجدّدة بتزخيم عجلة الإصلاحات والأولويات الضرورية والملحّة، بدأ يقترب من التسليم بالمراوحة الطاغية على هذه الملفات، وفقدان الأمل بتلك الوعود في ظل البطء أو التباطؤ في حسمها، وفي ظل تمَوضع المكوّنات السياسية المنضوية في الحكومة على ضفتَي الاشتباك السياسي، فضلاً عن أنّ عامل الوقت بدأ يضغط مع قرب تفرّغ البلد برمّته للإستحقاق النيابي.

هواجس

على أنّ ما يُثير الخشية والمخاوف في موازاة هذه المراوحة، هو تنامي الهواجس المقلقة من تداعيات على غير صعيد، ولعلّ أكثرها خطورة هو الهاجس الأمني الذي تفاقمه إسرائيل باستباحتها الأجواء اللبنانية وتوسيع نطاق استهدافاتها واعتداءاتها على المناطق اللبنانية، تُضاف إلى ذلك الخشية المتنامية على مصير قوات «اليونيفيل» في الجنوب، بعد تزايد الحديث عن «فيتو» أميركي على التجديد لهذه القوات في آب المقبل، التي تتولّد منها خشية أكبر على مصير المنطقة الجنوبية وممّا قد تحضّره إسرائيل من خطوات وإجراءات عدوانية.

ضغط أميركي

حتى الآن، وفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، لا تأكيد علنياً رسمياً، خصوصاً من الجانب الأميركي، لما تردّد عن «الفيتو» الأميركي. وكشفت مصادر المعلومات لـ«الجمهورية»، أنّ إثارة هذا الأمر في هذا التوقيت، حرّكت نقاشات واسعة في الكواليس السياسية والديبلوماسية، وبعض المستويات اللبنانية الرفيعة استفسرت عن جدّية ما أثير في الإعلام الإسرائيلي عن توافق أميركي – إسرائيلي على عدم التمديد لمهمّة «اليونيفيل» في جنوب لبنان، مقارنة ذلك بمخاوف كبرى من تداعيات خطوة خطيرة من هذا النوع.

واللافت للإنتباه، بحسب المصادر، أنّ «تلك النقاشات لم تنفِ وجود هذا التوجّه، بل أبرزت مجموعة أفكار لم تصبح رسمية بعد، منها ما هو متعلق بوقف الدعم الأميركي لليونيفيل، ومنها ما هو متعلّق بالطرح القديم الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، حول فرض تعديلات جوهرية على مهمّة قوات «اليونيفيل»، بما يطلق يدها في منطقة عملها، ويمنحها حرّية التحرّك والدوريات والتفتيش والمداهمات لأيّ منطقة أو أي مكان (أي إجراءات تشبه الفصل السابع أو تقترب منه) بمعزل عن التنسيق مع الجيش اللبناني».

وخلافاً لما أشاعه الإعلام الإسرائيلي حول توجّه واشنطن لاستخدام «الفيتو» على التمديد لليونيفيل، نقلت المصادر عينها عن ديبلوماسي غربي ممثلة بلاده في «اليونيفيل»، قوله إنّ «احتمال أن تخفض واشنطن دعمها المادي لليونيفيل ممكن في سياق خفض النفقات الذي أطلقته إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلّا أنّ لجوءها إلى تعطيل التمديد لليونيفيل أمر مستبعد، باعتبار أنّها لا ترغب في ترك المنطقة للفراغ من دون ضوابط أمنية، فضلاً عن أنّها كانت وما زالت أكثر الساعين لترسيخ الأمن والاستقرار على جانبَي الحدود، إلّا أنّ الديبلوماسي عينه لم يستبعد إطلاق الولايات المتحدة عشية موعد التمديد لليونيفيل في آب المقبل، لحركة اتصالات دولية ضاغطة لإحداث تغييرات جوهرية في مهمّة اليونيفيل».

الموقف الرسمي

إلى ذلك، علمت «الجمهورية»، أنّ مشاورات مكثفة جرت على غير صعيد رسمي رفيع تقاطعت حول التأكيد أنّ لبنان لم يتبلّغ من أي جهة خارجية أميركية أو غير أميركية أو أممية أو من قِبل قيادة «اليونيفيل»، أي أمر متصل بما أُشيع حول مهمّة «اليونيفيل» وما حُكيَ عن رفض أميركي لتمديد مهمّتها. وخَلُصَت هذه المشاورات إلى:

أولاً، تمسك لبنان بقوات «اليونيفيل» وبدورها في تطبيق القرار 1701، وبالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني.

ثانياً، التأكيد على عمق العلاقة مع قوات «اليونيفيل»، رفض واستنكار أي استهداف تتعرّض له من أي جهة كان.

ثالثاً، تأكيد موقف لبنان لناحية التمديد لمهمّة «اليونيفيل»، من دون أي تعديل أو تغيير في مهامها، ومن دون زيادة أو نقصان على ما نصّ عليه التمديد لهذه القوات في العام الماضي.

رابعاً، تأكيد موقف لبنان لناحية التعاون الكامل بين «اليونيفيل» والجيش اللبناني لاستكمال انتشاره في منطقة جنوب الليطاني، الذي تعيقه إسرائيل بتفلّتها من اتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار اعتداءاتها، وامتناعها عن الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، ولاسيما النقاط الخمس.

هيكل و«اليونيفيل»

في سياق متصل، زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل أمس، قيادة «اليونيفيل» في الناقورة، حيث اجتمع برئيسها وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو. وخلال الاجتماع، جرى عرض آخر التطوّرات في قطاع جنوب الليطاني، وأهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين الجيش و«اليونيفيل» ضمن إطار القرار 1701، إلى جانب الدور الأساسي والضروري لليونيفيل في جهود استعادة الاستقرار في الجنوب، وسط مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وانتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه، واحتلاله لأراضٍ لبنانية، ما يُعيق استكمال انتشار الجيش في الجنوب.

دعم فرنسي

في السياق عينه، عكس مصدر ديبلوماسي من العاصمة الفرنسية دعم فرنسا الأكيد لموقف لبنان. وأبلغ المصدر إلى «الجمهورية» قوله إنّ «باريس التي ستتولّى طرح مشروع تمديد مهمّة «اليونيفيل»، تؤيّد التجديد لهذه القوات من دون أي تعديل أو تغيير في مهامها. مشيراً إلى أنّ فرنسا ستبذل جهوداً في هذا الاتجاه».

ورداً على سؤال لم ينفِ المصدر الديبلوماسي وجود علاقة غير مستقرة بين فرنسا وإسرائيل تبعاً للموقف الفرنسي من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والرافض لاستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وعدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وأضاف: «إنّ باريس على موقفها الثابت في التطبيق الكامل للقرار 1701، وتقدّر ما يقوم به الجيش اللبناني من خطوات وإجراءات بالتعاون مع قوات حفظ السلام الدولية». مشيراً إلى أنّ باريس على تواصلها المستمر مع المسؤولين الإسرائيليِّين لضرورة تحقيق الانسحاب من الأراضي اللبنانية. إذ يشكّل بقاء إسرائيل لاحتلالها للنقاط الخمس، المانع الأساس لاستكمال انتشار الجيش اللبناني في منطقة عمل القرار 1701».

ورداً على سؤال آخر، أوضح المصدر «أنّ إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون تولي ثقة كبرى بعهد الرئيس جوزاف عون، وتضع في أولويتها حشد الدعم للبنان بصورة عاجلة، بما يمكن لبنان من النهوض من جديد، وهذا يتطلّب بدرجة موازية تسريع الخطوات الإصلاحية من قبل الحكومة اللبنانية. إنّ الصعوبات التي تعتري الوضع في لبنان يمكن علاجها بتفاهم اللبنانيِّين في ما بينهم، وهو ما تشجّعه باريس، التي تؤيّد بصورة قطعية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وتعتبر أنّ على «الحزب» أن يتعاون في هذا المجال، ويقدم على خطوات ترسّخ الأمن والاستقرار في لبنان». وحول هذا الأمر أوحى المصدر أنّ موقف باريس لا يماشي الطروحات بنزع سلاح «الحزب» بالقوة. إذ أثنى على التوجّه الذي ينتهجه رئيس الجمهورية جوزاف عون لإيجاد حل لهذه المسألة.

تهويل وتخويف

في موازاة ذلك، تبقى أجواء الحذر مسيطرة على الداخل بصورة عامة، وسط الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، والتهديدات المتكرّرة باستهدافات في العديد من المناطق، وتعمّد إسرائيل إشاعة التوترات عبر ادّعاءات متتالية بوجود مستودعات أسلحة لـ«الحزب»، ولاسيما في منطقة الضاحية الجنوبية، وهو الأمر الذي لوحِظَ أنّه يُتابع من قِبل لجنة الإشراف على تتفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل مباشر، بعمليات تفتيش دقيقة يُجريها الجيش اللبناني للعديد من الأمكنة، وآخرها في منطقة السانت تيريز – الحدث خلال الساعات القليلة الماضية، من دون العثور على ما يؤكّد صحة الادّعاءات الإسرائيلية.

والخطير في موازاة ذلك، هي التوترات والشائعات التي تُضَخّ من غير مصدر، وخصوصاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي حول تحضير إسرائيل لعدوان جديد واسع النطاق على لبنان، ممّا أرخى قلقاً كبيراً لدى المواطنين.

وفيما اتفقت تقديرات سياسية على إدراج هذه الشائعات والترويجات في خانة التهويل والتخويف، اللذَين تقصد إسرائيل من خلالهما إقلاق بيئة «الحزب» والضغط عليها، باعتبار أنّ هذه البيئة تُشكّل في نظر إسرائيل المكان الذي يُوجِع الحزب، قلّل مرجع كبير من احتمالات العدوان، معتبراً أنّ: «العدوان وارد دائماً في العقل الإسرائيلي المجرم، لكن لا أرى أنّه ممكن، أولاً لأنّ واشنطن تمنعه، على رغم من أنّها تبرّر لإسرائيل القيام باستهدافات على ما جرى في الضاحية الجنوبية قبل عيد الأضحى. فلدى واشنطن أولويات (لبنانية وإقليمية) لا تريد لإسرائيل أن تُشوِّش عليها، أولها المفاوضات حول الملف النووي وبلوغ حل سياسي لهذا الملف، وهذا ما أكّد عليه بالأمس الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وثانيها الحفاظ على الاستقرار في لبنان ودعم عهد الرئيس جوزاف عون الذي تريد إنجاحه».

وثانياً، يضيف المرجع، «فإنّ ضعف احتمال العدوان الإسرائيلي مرتبط بالداخل الإسرائيلي الذي يعاني انقساماً كبيراً يُنذِر بحل الكنيست وسقوط حكومة نتنياهو».

ملف السلاح

إلى ذلك، يُنتظَر أن يشكّل ملف السلاح بنداً أساسياً في الزيارة المرتقبة للمسؤول الأميركي توماس براك إلى بيروت، فيما برز اتهام صحيفة «عكاظ» السعودية لـ«الحزب» بأنّه «يشكّل العقبة الأساسية والكبرى التي تحول دون قيام دولة لبنانية حقيقية، ذات سيادة كاملة، تسيطر على كامل أراضيها ومؤسساتها».

وجاء في الصحيفة: «إنّ كل حديث عن الإصلاح في لبنان، عن النهوض والتغيير والاستقرار، يبقى مجرّد وهم وعبث، طالما لم يُطرَح السؤال الأهم والأكثر إلحاحاً: ماذا عن سلاح «الحزب»؟ فهذا الحزب هو الذي يُضعِف مؤسسة الجيش اللبناني، ويمنعها من أداء مهمّاتها السيادية الكاملة، من خلال سلاحه. يجب أن يتحوّل الحزب إلى حزب سياسي مدني بالكامل، من دون جناح عسكري وأي وصاية خارجية. وإلّا فإنّ الدستور اللبناني لن يكون له أي معنى، ولن تكون للانتخابات أي شرعية، ولن يكون لأي خطاب سيادي قيمة حقيقية».

ولفتت إلى أنّ «مَن يُريد إنقاذ لبنان يجب عليه أن يرفض هيمنة «الحزب». واللبنانيّون اليوم أمام فرصة تاريخية، وهم مطالَبون أكثر من أي وقت مضى برفع صوتهم عالياً وبوضوح تام ضدّ هذا الواقع المرير. والخيار واضح اليوم أكثر من أي وقت مضى: إمّا دولة لبنانية قوية، وإمّا هيمنة «الحزب». لا يمكن أن يجتمع الاثنان معاً».

وأشار ديبلوماسي غربي ممثلة بلاده في «اليونيفيل»، إلى أنّ احتمال أن تُخفِّض واشنطن دعمها لليونيفيل ممكن في سياق خفض النفقات الذي أطلقته إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلّا أنّ لجوءها إلى تعطيل التمديد أمر مستبعد، لأنّها لا ترغب في ترك المنطقة للفراغ من دون ضوابط أمنية، فضلاً عن أنّها كانت وما زالت أكثر الساعين لترسيخ الأمن والاستقرار على جانبَي الحدود، إلّا أنّ الديبلوماسي عينه لم يستبعد «إطلاق الولايات المتحدة عشية موعد التمديد لليونيفيل في آب المقبل، لحركة اتصالات دولية ضاغطة لإحداث تغييرات جوهرية في مهمّاتها».


افتتاحية صحيفة اللواء

احتواء رسمي وعسكري للإشكال مع «اليونيفيل»: موقف واحد مع الجيش في الجنوب

لودريان يتحدث عن فرصة وبحذر من الإبطاء بتسليم السلاح.. وتوقيف وزير الإقتصاد السابق يطرح انتقائية القضاء

احتوى لبنان الرسمي الاشكالات الاخيرة مع اليونيفيل، على المستويات الرسمية والروحية والعسكرية والشعبية والحزبية، من زاوية ان وحدات حفظ السلام مرحب بها في لبنان، وان الجنوب والجنوبين ممتنون لدور قوات الطوارئ جنوبي الليطاني كشاهد على همجية الاحتلال والبربرية الاسرائيلية غير المسبوقة في ازمنة ما بعد الحرب العالمية الثانية..

واكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان لبنان حريص على بقاء عمل قوات اليونيفيل في الجنوب، واشارت الى عدم تبلغه اي قرار رسمي بشأن إنهاء مهامها، وان ما اثير في هذا السياق يندرج في اطار الحملة الاسرائيلية لإبتزاز لبنان.

وقالت ان الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لم تبلغا لبنان اي امر في هذا الشأن،كما ان الدول المشاركة في هذه القوات ابدت رغبة في ابقائها تعمل وفق ما هو منصوص عنه في القرارات الدولية.

الى ذلك، أفادت المصادر ان لبنان يبدي تعاونا مع لجنة وقف اطلاق النار وهو ملتزم بالإتفاق الذي صدر في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي والجيش يقوم بمهامه، في حين ان اسرائيل تواصل خروقاتها واكبر دليل ما أقدمت عليه عشية عيد الاضحى المبارك وبدء الموسم السياحي.

اما في ملف سلاح الحزب، فإن المصادر تحدثت عن تواصل يتم بين رئاسة الجمهورية والحزب والأمور تأخذ مداها علما ان الموضوع دقيق وله تشعباته، في حين ان موضوع تسليم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات ولا سيما الواقعة في جنوب الليطاني كالرشيدية والبرج الشمالي وفق التاريخ المحدد له في منتصف الشهر الجاري فلا يزال قائما اما اذا كان هناك من تأخير لأي سبب فلن يلغي بأي حال من الأحوال القرار المتخذ بسحب هذا السلاح.

وفي اطار المعالجة التقى الرئيس نوافق سلام المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جنين هينيس بلاسخارت، وتطرق الحديث الى ما يجري في الجنوب، وموقف لبنان الرسمي من الاشكال الاخير مع اليونيفيل.

وبعث الرئيس سلام ببرقية تهنئة إلى كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام ١٤٤٦ هجري، حيث سخّرت القيادة الرشيدة للمملكة كافة إمكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن مما مكّن الحجاج من أداء الفريضة بكل يسر وأمن وسلامة، وتمنى سلام للملكة العربية السعودية، قيادة وشعباً، المزيد من التقدم والنجاحات.

وسط ذلك، يتوجه الرئيس جوزف عون الى الفاتيكان اليوم مع عائلته في زيارة تستغرق يومين، حيث سيلتقي البابا لاون الرابع عشر في اليوم التالي (غداً الجمعة) الى جانب عدد من اللقاءات الرسمية، ويعود بعد غد السبت الى بيروت.

اليوم الثاني للقاءات لودريان

دولياً، استكمل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لقاءاته اللبنانية امس، مع عدد من النواب المستقلين والقوى السياسية. فيما تستكمل الحكومة تباعاً انجاز ملفاتها ومنها التعيينات والتشكيلات الدبلوماسية التي باتت شبه ناضجة بعد حل الخلاف على تعيين السفير في واشنطن، وقد يتم بتها في جلسة لمجلس الوزراء قد تعقد يوم الاثنين المقبل قبل سفر رئيس الحكومة الثلاثاء الى نيويورك لتمثيل لبنان في مؤتمر «حل الدولتين» المتعلق بالقضية الفلسطينية الذي يعقد في مبنى الامم المتحدة.

وبقيت التشكيلات القضائية عالقة على تعيين المدعي العام المالي الذي يطرح له الرئيس نبيه بري اسم القاضي زاهر حمادة ويقول للمتصلين به «اذا كان عليه شي قولوا والّا تعيينه»، بينما لا يوافق وزير العدل عادل نصار على تعيينه.

وأفادت أجواء متابعة للقاءات لودريان، بأن «الجانب الفرنسي اعرب من جديد عن ضرورة قيام الدولة اللبنانية بواجباتها في ما يتعلق بالملف الاصلاحي وموضوع السلاح والتهدئة في الجنوب، «وإلّا فسيتعذر امكان قيام مؤتمر الدعم للبنان في الخريف المقبل». وكشفت المصادر عن ان لودريان اوضح مجدداً أن «الوقت لا يلعب لصالح لبنان لكن لا تزال هناك فرصة وامل»، مضيفة أن «على لبنان الرسمي حسم مواقفه والعمل على تطبيقها سريعا اذ ان المجتمع الغربي بدأ يلمس محاولات محلية لابطاء ملف تسليم السلاح».

والتقى لودريان امس، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في مكتب الكتلة بحارة حريك. رافقه سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو بحضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في الحزب السيد عمار الموسوي.

وحسب بيان للعلاقات الاعلامية في الحزب: استعرض الجانبان تطورات الأوضاع السياسية في لبنان والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان وخروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار. كما استعرض لودريان الجهود التي تبذلها فرنسا لتنظيم مؤتمر لإعادة إعمار جنوب لبنان، والتجديد لمهمة قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل).

وقد أكد رعد «اهتمام الحزب بمناقشة مشاريع قوانين الإصلاح المحالة إلى المجلس النيابي، كما أكد موقف الحزب الداعم لموقف الدولة في التمديد لقوات اليونيفيل».

وقبل ذلك التقى لودريان بحضور السفير هيرفيه ماغرو في قصر الصنوبر، النواب في المعارضة فؤاد مخزومي وميشال معوض وميشال دويهي وابراهيم منيمنة، واعلن النائب فؤاد مخزومي عبر «اكس» «ناقشنا الأوضاع العامة في لبنان والتطورات الإقليمية والدولية. وتطرق البحث إلى الوضع الاقتصادي وتم التشديد على ضرورة تطبيق الإصلاحات التي يطلبها المجتمع الدولي تمهيدًا لوضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي. وشددنا على ضرورة تطبيق القرار 1701 من قبل الطرفين، على أن يتم ذلك وفق آلية عمل واضحة تعتمد على الشفافية والوضوح.

كم التقى لودريان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع، وتركز البحث مع هذه الاطراف على استكمال الاصلاحات في الحكومة والمجلس النيابي، وعلى سبل وقف الاعتداءات الاسرائيلية والانسحاب من المناطق المحتلة تنفيذاللقرار 1701 وموضوع سلاح الحزب..

وزار لودريان ليلاً، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، برفقة ماغرو، في كليمنصو بحضور النائب تيمور جنبلاط والسيدة نورا جنبلاط.

التمسك باليونيفيل

شيعياً، وعلى المستوى الرسمي، ابدى الرئيس نبيه بري حرص ابن الجنوب على بقاء اليونيفيل، مشيراً الى انه لم يتبلغ من اي دبلوماسي غربي عن نيته بانسحاب «اليونيفيل» من الجنوب.

واعلن رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب ان «ما يحصل من اشكالات بين «اليونيفيل» والمواطنين لا يخدم القضية الوطنية ولا تحرير الارض ولا وقف العدوان الإسرائيلي».

من جانبه الحزب، على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اعلن امام لودريان ان الحزب يدعم التمديد للطوارئ وفقاً للقرار 1701.

وزار قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل في الناقورة، حيث اجتمع برئيسها وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو.

خلال الاجتماع، جرى عرض آخر التطورات في قطاع جنوب الليطاني، وأهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار ١٧٠١، إلى جانب الدور الأساسي والضروري لليونيفيل في جهود استعادة الاستقرار في الجنوب، وسط مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وانتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه، واحتلاله أراضيَ لبنانية، ما يعيق استكمال انتشار الجيش في الجنوب.

ملاحقة وزير الاقتصاد السابق

قضائياً، وفي تطور بارز، أمر النائب العام التمييزي القاضي جهاد الحجار بتوقيف وزير الاقتصاد السابق امين سلام، بعد استجوابه لمدة 3 ساعات امام شعبة المعلومات، في ملف التزوير وابرام عقود مشبوهة، والتصرُّف بالاموال بخلاف القانون، وهو ملف جديد اضافة الى ملفات الإثراء غير المشروع وشركات التأمين.

والتهمة المركزية هي ابرام عقود مشبوهة، والتصرُّف بأموال بخلاف القانون خلال توليه وزارة الاقتصاد.

والمعروف ان الملاحقة جاءت على خلفية الإخبار المقدم ضده من رئيس لجنة الاقتصاد النائب فريد البستاني.

وفي تطور متصل، ادعت هيئة القضايا في وزارة العدل على سلام بجرائم هدر المال العام والاختلاس والتزوير وتبييض الاموال.

ورأت مصادر مطلعة على اللقاءات ان توقيف سلام وشقيقه يطرح انتقائية القضاء في فتح ملفات الفساد في البلاد.

وقف التحرك في الشارع

نقابياً، أعلن رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس تعليق تحرك اتحادات ونقابات القطاع، غدا مؤكدا ان «اجتماعاتنا ستبقى مفتوحة»، وذلك بعد الاجتماع الذي عقد في السراي الحكومي وجمع وزير العمل محمد حيدر مع ممثلي قطاع النقل البري المشترك ورئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر برئاسة سلام صباح أمس في السراي حضره: وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار،  وزير العمل محمد حيدر ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ورئيس اتحادات النقل البري بسام طليس وممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا، وعدد من اعضاء الاتحاد العمالي العام.

واتفق على:

1- اعطاء ذات الزيادة التي اعطيت للعسكريين الى موظفي القطاع العام المتقاعدين.

2- تطبيق قانون السير حماية لسائقي الاجرة، والبحث عن موارد لاصحاب اللوحات الحمراء او زيادة التعرفة..

3- اجراء دراسة تمكن موظفي القطاع العام في الخدمة، من الاستفادة من هذه الزيادة.

الاعتداءات الاسرائيلية قتل وتجريف واختراقات

واستمرت عمليات المطاردة والخرق الاسرائيلي جنوباً، فشنت مسيّرة اسرائيلية غارة على سيارة في بيت ليف، وادت الغارة الى سقوط شهيد واصابة 3 اشخاص بجروح، والشهيد هو ابراهيم علي ملك.

كما توغل جنود العدو في الاراضي اللبنانية واجتاز اكثر من 50 جندياً الخط الازرق باتجاه منطقة «بئر شعيب» شرق بلدة بليدا، مع جرافتين للتلاعب بالاراضي، كما توغلت قوة مشاة الى اطراف بلدة كفركلا.

وشهدت مدينة صيدا وجوارها ظهراً تحليقاً  مكثفاً لطائرات العدو الاسرائيلي الحربية التي تخرق الاجواء على مستوى منخفض. كما حلّق الطيران المعادي في اجواء  القطاع الغربي والشرقي والأوسط من الجنوب. كما سُجّل تحليق للطيران الحربي المعادي على علو منخفض في اجواء منطقة البقاع وبعلبك الهرمل.

وأجرى الجيش اللبناني ظهر اليوم، كشفًا ميدانيًا في المبنى الذي كشف عليه أمس في منطقة السانت تيريز – الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقام بحفريات في الانقاض، وذلك بناءً على طلب من لجنة الإشراف الخماسية المختصة بمتابعة تنفيذ وقف اطلاق النار وتنفيذالقرار 1701 التي تلقت طلبا من قوات لاحتلال الاسرائيلي بذلك.واستمرت اعمال الحفر ساعات بحثا عن عتادعسكري او اسلحة وذخائر.

وسجل إنهيار مبنى في شارع عبد النور بين برج البراجنة والرويس وحارة حريك، في الضاحية الجنوبية لبيروت، كان قد استُهدف في الحرب الأخيرة على لبنان. وافاد احد مخاتير البرج ان جرافة كانت تقوم بعمليات هدم وجرف لمبنى مجاور فانهار المبنى الملاصق المتضرر ولم تسجل اصابات.


افتتاحية صحيفة الديار

سلام يؤجّل الانفجار الاجتماعي بتسوية «مكلفة»

 لودريان يجس نبض «حارة حريك» ويزور جعجع وجنبلاط

توقيف أمين سلام: القضاء يضرب في لحظة حرجة – المحلل السياسي

على وقع التصعيد الحدودي والتوتر الإقليمي، ووسط تسابق داخلي على إعادة ضبط الأولويات السياسية والإدارية، يفتح الأسبوع السياسي في لبنان أبوابه على مشهد لافت من التداخل بين الحراك الدولي والاشتباك الداخلي، بين زيارات دبلوماسية لافتة، وتحركات نقابية متوترة، وتطورات قضائية مفاجئة، في وقت تتأهب فيه الحكومة لقرارات مفصلية في ملفات التعيينات والإصلاحات، ضمن سباق محموم مع الزمن.

في خطوة وصفت بأنها بالغة الدلالة، حطّ الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في حارة حريك، حيث التقى النائب محمد رعد في مقر كتلة «الوفاء للمقاومة»، في مشهد غير مألوف (في ظل الهجمة الدولية غير المسبوقة ضد الحزب)،ما يعكس محاولة فرنسية واضحة لاختراق جدار الجمود السياسي. اللقاء الذي شارك فيه السفير الفرنسي ومسؤول العلاقات الدولية في الحزب، تخلله نقاش حول مستقبل الاستقرار في الجنوب، وملف تمديد مهمة قوات «اليونيفيل»، في ظل التصعيد الإسرائيلي المتكرر. وقد أبلغ رعد ضيفه الفرنسي موقف الحزب من القوانين الإصلاحية، في إشارة إلى انفتاح تكتيكي جديد يلاقي المبادرة الفرنسية بحذر مدروس.

على خط موازٍ، سجّل الحراك النقابي محطة مهمة تمثلت في تعليق اتحادات النقل لتحركها الذي كان مقرّرًا، بعد اتفاق تمّ التوصل إليه في السراي الحكومية برعاية رئيس الحكومة نواف سلام، بحضور وزير العمل محمد حيدر، ممثلي قطاع النقل البري المشترك، رئيس الإتحاد العمالي العام، كان سبقه اجتماع صباحي شارك فيه الى سلام، وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، وزير العمل محمد حيدر ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ورئيس اتحادات النقل البري بسام طليس وممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا، وعدد من اعضاء الاتحاد العمالي العام، حيث كشفت مصادر عمالية الاتفاق على النقاط التالية:

– دعم القطاع بصفائح بنزين ومازوت حتى لا يضطر إلى زيادة التعرفة، تحاشياً لزيادة أعباء إضافية على المواطنين.

– اعفاء قطاع النقل من الرسوم التي فُرضت على المحروقات

– البدء بتطبيق قانون السير، لا سيما في ما يتعلق بالمخالفات وقمع التعدّيات من «التوك توك»، واللوحات المزورة، ومنافسة السيارات الخصوصية للسيارات العمومية، إضافة إلى منافسة السائقين من غير الجنسية اللبنانية.

– فيما يتعلق بالرواتب، فقد تم الاتفاق على إعطاء المتقاعدين الإداريين بدل إنتاجية، وسيُستكمل الموضوع ليشمل بقية القطاع العام.

الاتفاق تضمن وعودًا بدعم مباشر أو إعفاءات من الرسوم على المحروقات، في محاولة لتثبيت تعرفة النقل وعدم تحميل المواطن أعباء إضافية.

رغم ذلك، فإن الطابع المؤقت لهذا الاتفاق يشي بإمكانية عودة التوتر الاجتماعي في حال تخلّفت الدولة عن التزاماتها.

جنوبًا، لا تزال تداعيات الاحتكاك الأخير مع عناصر «اليونيفيل» تتفاعل على مستويات سياسية وأمنية عدة، وسط دعوات محلية ودولية لضمان سلامة عناصر البعثة. وفي هذا الإطار، زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل الناقورة، مؤكداً التزام المؤسسة العسكرية بالقرار 1701 وبالتنسيق الكامل مع «اليونيفيل»، في ظل مناخ إقليمي ينذر بمزيد من التصعيد. زيارة القائد جاءت في وقت تزايدت فيه الضغوط على الدولة اللبنانية للتحرك قضائيًا ضد من اعتدى على القوات الدولية، في محاولة لاحتواء أي تداعيات قد تمسّ بمهمة هذه القوات في الجنوب.

في سياق موازٍ، عادت الورشة التشريعية إلى الواجهة، حيث عقدت اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان المشتركة جلسة خصصت لبحث اقتراحات قوانين الانتخاب، مع تأكيد من نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بو صعب بأن الحكومة ستقدم خلال شهرالى شهرين، تحت طائلة المساءلة، مشروع قانون انتخابي عصري وجديد. النقاش يدور حول طبيعة النظام الانتخابي المرتقب، ما إذا كان سيحافظ على النسبية أم يتجه نحو اعتماد الدوائر الفردية، مع الحديث عن إدراج عناصر إصلاحية تعزز الشفافية والتمثيل العادل، في ظل ضغوط دولية متزايدة لحسم هذا الملف قبل حلول موعد الاستحقاق النيابي المقبل.

على الصعيد القضائي، شكّل توقيف وزير الاقتصاد السابق أمين سلام مفاجأة سياسية، بعد قرار المدعي العام التمييزي بجلبه والتحقيق معه في ملفات تتعلق بعقود مشبوهة وتصرف غير قانوني بالأموال العامة. التحقيقات التي دخلت مرحلة دقيقة مرشحة للتوسع، قد تفتح الباب أمام مزيد من الاستدعاءات، على خلفية ادعاء هيئة القضايا في وزارة العدل التي تمثل حق الدولة اللبنانيّة ضد سلام وشركائه، بعد ان كان قد رفع منع السفر عنه سابقا.

أما في السراي، فتستعد الحكومة لعقد جلسة يوم الاثنين المقبل قبيل سفر الرئيس نواف سلام إلى نيويورك، يُتوقع أن تشهد نقاشًا ساخنًا حول ملف التعيينات المالية الشاغرة. وإذا ما تم التوافق على حل وسط يرضي الأطراف المعنية، فقد تشهد الجلسة دفعة تعيينات تطال مراكز حساسة (نواب الحاكم الاربعة واعضاء لجنة الرقابة على المصارف)، فيما لا يزال ملف التعيينات الدبلوماسية عالقًا على طاولة الخلافات السياسية، (ومثله التعيينات القضائية العالقة عند المحاصصة). وفي موازاة ذلك، يُسجّل حركة في الكواليس حول تعيينات تلفزيون لبنان، مع تسريبات عن أسماء مطروحة، وضغوط حزبية لتعزيز النفوذ الإعلامي في المرحلة المقبلة.


افتتاحية صحيفة الشرق

الاعتداءات على «اليونيفيل » تتفاعل وفرنسا تنصح وتحذّر

خمسة اشهر مرت على انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وخطاب القسم الواعد وأربعة اشهر على تشكيل حكومة نواف سلام وبيانها الوزاري الذي ضخ جرعات أمل في نفوس اللبنانيين، ولكنّ هؤلاء انفسهم يتحدثون اليوم عن آمال متلاشية وثقة تتهاوى إن بقي العهد رئاسة وحكومة في موقع المُتفرج على أخطر لعبة بطلها “حزب الاهالي” وهو عمليا الحزب نفسه خلف الكواليس يعتدي على قوات حفظ السلام في شكل يومي ، غير آبه بما ترتبه ارتكاباته من تداعيات خطيرة على لبنان، ولا بمواقف الدول المنضوية ضمن هذه القوات المطلوب منها المشاركة في اعادة اعمار ما تسببت بهدمه حرب الاسناد والاشغال واستتباعاتها.

حسم الموقف سريعاً

والاعتداءات التي غابت امس عن الشاشة الجنوبية بعد موجة استنكارات امس، وقعت على مرأى ومسمع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي يستكمل زيارته للبنان ويجول على المسؤولين ناصحاً ومحذرأً فـ”الوقت لا يلعب لصالح لبنان”. واذ افيد بأن “الجانب الفرنسي اعرب عن ضرورة قيام الدولة اللبنانية بواجباتها في ما يتعلق بالملفين السيادي والاصلاحي والا فسيتعذر امكان قيام مؤتمر الدعم للبنان في الخريف المقبل”، كشفت معلومات ان فرنسا أكدت أن “الوقت لا يلعب لصالح لبنان، لكن لا تزال هناك فرصة وامل”، مضيفة “على لبنان الرسمي حسم مواقفه والعمل على تطبيقها سريعا اذ ان المجتمع الغربي بدأ يلمس محاولات محلية لابطاء ملف تسليم السلاح”.

قائد الجيش

وتاكيدا على الموقف الرسمي باحترام اليونيفيل ودورها زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل في الناقورة، حيث اجتمع برئيسها وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو. خلال الاجتماع، جرى عرض آخر التطورات في قطاع جنوب الليطاني، وأهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار 1701، إلى جانب الدور الأساسي والضروري لليونيفيل في جهود استعادة الاستقرار في الجنوب، وسط مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وانتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه، واحتلاله أراضيَ لبنانية، ما يعيق استكمال انتشار الجيش في الجنوب.

قاضي صلح

اما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، فأصدر بيانا قال فيه “أستغرب أشد الاستغراب ما يحدث مع قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان ومن دون أي موقف واضح من السلطات اللبنانية. فإذا كانت قوات اليونيفيل تتخطى حدود صلاحياتها، على السلطة اللبنانية إبلاغها بالأمر، أما إذا كانت لا تتخطى هذه الصلاحيات، كما هو واضح في نص القرار 1701 وفي سياق التجديد لها في الأعوام الماضية، فمن المفترض ان تبادر الأجهزة المعنية منذ اللحظة الأولى ليس إلى فض الاشتباكات التي تحصل بين بعض الشباب وقوات اليونيفيل فحسب، بل إلى توقيف المعتدين وتحويلهم إلى المحاكمة. أما أن تبقى السلطة اللبنانية وكأنها مجرد قاضي صلح بين اليونيفيل من جهة، وبين من يعتدون عليها من جهة أخرى، فهذا من شأنه أن يضعف السلطة أكثر فأكثر، وأن يعطي فكرة خاطئة وكأن شيئا في لبنان لم يتغيّر بعد الأحداث كلها التي مرّت عليه، وهذا ما يجب تداركه سريعا من خلال توقيف كل من يعتدي على اليونيفيل، والتصرُّف بطريقة توحي بأن دولة فعلية بدأت تقوم في لبنان”.

اليونيفيل غائبة

في المقابل، قال عضو الوفاء للمقاومة النائب علي فياض “نؤكد على ضرورة المعالجة الهادئة والحكيمة والمسؤولة لأي احتكاك أو ‏توتر يحصل ‏بين أهالي الجنوب وقوات اليونيفيل الذين يدخلون القرى والبلدات والأملاك الخاصة ‏من دون تنسيق أو حضور ‏الجيش اللبناني، في الوقت الذي لا يلمسون أثرًا لدور اليونيفيل في ‏معالجة استمرار احتلال العدو الاسرائيلي ‏لأراضٍ لبنانية، والقيام بعمليات توغّل والإمعان ‏بالاغتيالات والأعمال العدائية في منطقة عمليات القوات ‏الدولية وفقا للقرار 1701”. وتابع “على الرغم من ذلك نحن نتطلع إلى علاقةٍ إيجابيةٍ بين الأهالي والقوات الدولية، حيث من المفترض ‏أن تكون ‏العلاقة مبنية على الثقة والاطمئنان والأمان لا على الشك والارتياب والشعور بالانحياز.‏. إننا نؤكد على أهمية وجود قوات اليونيفيل في الجنوب في إطار تنفيذ القرار 1701 بالتنسيق مع ‏الجيش ‏اللبناني، وضمن دورها المحدّد في منع الخروقات والإعتداءات الإسرائيلية، ومساعدة الدولة ‏اللبنانية في بسط ‏سيادتها.‏. إننا إذ نأسف لمحاولات البعض إعطاء أبعاد غير موجودة لبعض الأحداث، ندعو الجميع إلى تغليب ‏المصلحة ‏الوطنية العليا وجعلها فوق كل اعتبار”.

تعليق التحرك

حياتيا، أعلن رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس تعليق تحرك اتحادات ونقابات القطاع ، غدا مؤكدا ان “اجتماعاتنا ستبقى مفتوحة”، وذلك بعد الاجتماع الذي عقد في السراي الحكومي وجمع وزير العمل محمد حيدر مع ممثلي قطاع النقل البري المشترك ورئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر. ورأس رئيس مجلس الوزراء نواف سلام صباحا اجتماعا في السراي حضره: وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، وزير العمل محمد حيدر ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ورئيس اتحادات النقل البري بسام طليس وممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا ، وعدد من اعضاء الاتحاد العمالي العام.

الى الفاتيكان

على صعيد آخر، يتوجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اليوم الى الفاتيكان مع عائلته في زيارة ليومين حيث سيلتقي البابا لاون الرابع عشر في اليوم التالي اي يوم الجمعة صباحا إلى جانب عدد من اللقاءات الرسمية الأخرى ويعود الى بيروت السبت المقبل.بالتأكيد، إليك مقال جاهز للنشر على موقع ووردبريس، يجمع ويعالج افتتاحيات الصحف اللبنانية ليوم الخميس 12 حزيران 2025:
لبنان على مفترق طرق: تصعيد جنوبي، حراك قضائي، وجهود دولية متعثرة
يشهد لبنان اليوم، الخميس 12 حزيران 2025، تداخلًا معقدًا بين التطورات الداخلية المتسارعة والمشهد الإقليمي المتوتر، ففي ظل تصاعد التوترات في الجنوب اللبناني والاعتداءات المتكررة على قوات “اليونيفيل”، يتكثف الحراك الدبلوماسي مع زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، بينما تشهد الساحة القضائية تطورًا لافتًا بتوقيف وزير الاقتصاد السابق. هذه التطورات مجتمعة ترسم صورة قاتمة لمستقبل البلاد، في ظل تعثر الإصلاحات الداخلية والخلافات حول ملف السلاح.
“اليونيفيل” في عين العاصفة: بين الدعم الرسمي والاعتداءات المتكررة
تُشكل قضية الاعتداءات المتكررة على قوات “اليونيفيل” في الجنوب اللبناني نقطة محورية في المشهد الحالي. تُجمع الصحف اللبنانية على أن هذه الاعتداءات، التي يُشير البعض إلى وقوف “الحزب” خلفها، تُفاقم الوضع وتُهدد استقرار الجنوب.
صحيفة النهار تؤكد أن الموقف الفرنسي، على غرار “المعادلة الدولية”، يتحدث عن أولوية “نزع سلاح الحزب” والإصلاح كشرطين لأي دعم خارجي. وتُشير إلى أن “الحزب” وجد نفسه أمام “خطأ فادح جديد” بانكشافه أمام إجماع داخلي رافض للاعتداءات. كما تُبرز الشرق الأوسط محاولة “الحزب” احتواء الأزمة بالدعوة إلى وقف التعاون مع لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مدعيًا “تقصير” اليونيفيل في معالجة الخروقات الإسرائيلية.
من جانبه، أكد قائد الجيش العماد رودولف هيكل، خلال زيارته لقيادة “اليونيفيل” في الناقورة، على أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين الجيش و”اليونيفيل” ضمن إطار القرار 1701، مشددًا على دورها الأساسي في استعادة الاستقرار. وتُشير صحيفة الشرق واللواء إلى هذا الدعم الرسمي والعسكري، بينما ينتقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع السلطة اللبنانية، معتبرًا أنها لا يجب أن تكون “مجرد قاضي صلح” بين “اليونيفيل” والمعتدين، داعيًا إلى توقيف المعتدين ومحاكمتهم.
وفي المقابل، يُصر النائب علي فياض من كتلة “الحزب” على أن “اليونيفيل” تدخل القرى والأملاك الخاصة دون تنسيق مع الجيش اللبناني، ولا تُعالج الخروقات الإسرائيلية، مما يدفع الأهالي للاعتراض. إلا أن صحيفة نداء الوطن والجمهورية تُبرزان أن هذه الاعتداءات لا يمكن اعتبارها عفوية، وأن صمت “الحزب” عنها يضعه في موقع “المشجع والمتهم”.
الحراك القضائي: توقيف وزير سابق يثير تساؤلات
في تطور مفاجئ، أمر النائب العام التمييزي بتوقيف وزير الاقتصاد السابق أمين سلام بعد استجوابه في ملفات تتعلق بالتزوير وإبرام عقود مشبوهة والتصرف بأموال بخلاف القانون. تُبرز نداء الوطن أن هذا التوقيف يأتي بعد أسابيع من توقيف شقيقه في ملف مشابه، وتُفصل التهم الموجهة إليه من ابتزاز شركات التأمين إلى إساءة استخدام أموال لجنة الرقابة على هيئات الضمان وعقود مشبوهة.
تعتبر صحيفة الديار أن هذا التوقيف “بالغ الدلالة” و”ضربة قضائية في لحظة حرجة”. بينما تُشير اللواء إلى أن توقيف سلام وشقيقه “يطرح انتقائية القضاء في فتح ملفات الفساد في البلاد”. هذا التطور القضائي يُشعل الجدل حول مدى جدية مكافحة الفساد في لبنان.
تعثر الإصلاحات والتعيينات: تحديات داخلية لا تزال قائمة
لا تزال ملفات الإصلاحات والتعيينات الداخلية عالقة، مما يُلقي بظلاله على قدرة الحكومة على المضي قدمًا. تُشير النهار إلى أن التعيينات المالية، لا سيما نواب حاكم مصرف لبنان والمدعي العام المالي، “متعثّرة” بسبب تباينات بين الرؤساء الثلاثة. وفي هذا السياق، أكد وزير العدل عادل نصار أنه لن يستقيل ولن يقترح في التعيينات إلا وفق قناعاته وواجبه في إبعاد القضاء عن السياسة.
تُسلط الجمهورية الضوء على “دوران حكومي في حلقة الإنجازات الموعودة”، وتُشير إلى أن المواطن فقد الأمل في تلك الوعود بسبب البطء في حسم الملفات. بينما تتحدث اللواء عن أن التشكيلات القضائية عالقة على تعيين المدعي العام المالي، مع وجود خلاف بين رئيس مجلس النواب ووزير العدل.
جولات لودريان: نصح وتحذير وتأكيد على “ملف السلاح”
استكمل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لقاءاته في بيروت، حيث التقى عددًا من المسؤولين والقيادات السياسية والنواب. تُجمع الصحف على أن مواقفه لم تكن “مشجعة” أو “متفائلة”، بل تضمنت “نصحًا وتحذيرًا”.
تُؤكد النهار أن موقف فرنسا لا يختلف عن “معادلة دولية” تُركز على “نزع سلاح الحزب” والإصلاح كشرطين لأي دعم خارجي. وتُشير إلى أن لودريان كرر التحذير من أن “الوقت لا يلعب لمصلحة لبنان”، وأن على الدولة اللبنانية القيام بواجباتها في الملفين السيادي والإصلاحي، وإلا “فسيتعذر إمكان قيام مؤتمر الدعم للبنان في الخريف المقبل”.
تُبرز الديار أن لودريان حط في حارة حريك والتقى النائب محمد رعد، في “مشهد غير مألوف”، يعكس محاولة فرنسية لاختراق جدار الجمود السياسي، مع نقاش حول مستقبل الاستقرار في الجنوب وملف تمديد مهمة “اليونيفيل”.
وفي هذا السياق، لفتت الجمهورية إلى أن فرنسا ستتولى طرح مشروع تمديد مهمة “اليونيفيل” دون أي تعديل، مؤكدة دعمها لموقف لبنان. كما أشارت إلى أن باريس على تواصلها المستمر مع المسؤولين الإسرائيليين لضرورة تحقيق الانسحاب من الأراضي اللبنانية، وتُشجع تفاهم اللبنانيين على حصر السلاح بيد الدولة.
التهديدات الإسرائيلية: قلق من تصعيد ميداني
لا تزال التوترات على الحدود الجنوبية مصدر قلق كبير. تُسجل الصحف اللبنانية استمرار الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، من توغل بري إلى استهداف مسيرات. تُشير النهار إلى تسجيل أربع عمليات توغل بري محدودة للقوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية الجنوبية خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما ترك مخاوف من “المؤشرات الميدانية لهذه التوغلات”.
تُبرز اللواء استمرار عمليات المطاردة والخرق الإسرائيلي جنوبًا، من غارة على سيارة في بيت ليف أسفرت عن سقوط شهيد وجرحى، إلى توغل جنود العدو في الأراضي اللبنانية. وتُشير الجمهورية إلى “الهواجس المقلقة من تداعيات على غير صعيد، ولعلّ أكثرها خطورة هو الهاجس الأمني الذي تفاقمه إسرائيل باستباحتها الأجواء اللبنانية وتوسيع نطاق استهدافاتها”.
المشهد العام: لبنان في انتظار مصيره
تتفق الصحف على أن لبنان يمر بمرحلة حرجة، وسط تداخل معقد بين العوامل الداخلية والإقليمية. تُشير الجمهورية إلى أن الساحة الداخلية مضبوطة على إيقاع “ملف السلاحين”، بينما تغلي الساحة الإقليمية بشراسة على جبهة غزة وتصاعد حدة التفاوض الأميركي-الإيراني.
تُعبر الشرق عن أسفها لـ”آمال متلاشية وثقة تتهاوى”، إذا بقي العهد ورئاسة الحكومة في موقع “المتفرج على أخطر لعبة” بطلها “الحزب”. بينما يرى النائب مروان حمادة أن المسألة لم تعد تحتمل، محذرًا الحكم والحكومة من مغبة التأخير في مقاربة الملفات.
يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن لبنان من تجاوز هذه المرحلة الصعبة، أم أن تداعيات التصعيد والفوضى ستُلقي بظلالها الثقيلة على مستقبله؟

بواسطة
Good-press.net
المصدر
الصحف
Exit mobile version