الأخبار: الوصاية الأميركية – الخليجية: الأولوية لسوريا لا للبنان – وثائق ديبلوماسية تشرح مسار الشرع نحو حضن ترامب

بيروت:good-press.net|: هذا المقال يتناول موضوع "الأخبار: الوصاية الأميركية – الخليجية: الأولوية لسوريا لا للبنان – وثائق ديبلوماسية تشرح مسار الشرع نحو حضن ترامب" بالتفصيل.
بيروت:good-press.net – كتبت صحيفة “الأخبار”:
الاستعراض الكبير الذي نشهده منذ أيام عدة، لا يقتصر ضجيجه على دول الخليج العربي، ولا حتى بلاد الشام فقط. بل هو استعراض يعكس النمط المعتمد من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إدارة ملفات الإقليم. وقد يكون مناسباً، فهم أنّ متغيراً كبيراً طرأ على العقل العربي، والخليجي منه على وجه الخصوص في التعامل مع الجانب الأميركي.

لعبة الأرقام والاستثمارات:
فهم أيضاً أظهروا قدرة عالية على الاستعراض. ولعبة الأرقام التي تظهر في خطب ترامب وآخرين، لا يبدو أنها مطابقة لنتائج العلاقات بين هذه الدول وبين أميركا في العقد الأخير. وتكفي الإشارة إلى أن ترامب نفسه، أعلن خلال ولايته الأولى عن استثمارات خليجية في الولايات المتحدة تفوق ألف مليار دولار.
لكن التدقيق في البيانات المالية الصادرة عن جهات رسمية في واشنطن وفي دول الخليج، يظهر أن الأرقام أقل بكثير. خصوصاً أن الوضع المالي لدول الخليج ليس في حالة نمو. فالسعودية تواجه أزمات مالية دفعتها إلى إلغاء مشاريع داخلية، وقطر تعاني من نتائج استثمارات كأس العالم، وأبو ظبي تعزز الاستثمارات الأجنبية.
الدور الأميركي ومنع التوجه نحو الصين:
الولايات المتحدة لا تريد لهذه الدول أن تتجه نحو الصين، وتفرض قيوداً سياسية على استثماراتها في المنطقة. كما يُطرح منطق يقول إن الإنفاق العربي داخل دول عربية، لا سيما في بلاد الشام، يجب أن يتم بإشراف أميركي ضمن تسويات سياسية شاملة.
موقع لبنان المتراجع:
تتعامل الدول الخليجية والغربية مع لبنان كدولة هامشية. زوار العواصم المانحة ينقلون إشارات مقلقة: لبنان لم يعد مركزاً مالياً أو سياسياً. ويرى هؤلاء أن القضاء على قوة “المقاومة” فيه ضرورة للقضاء على دوره السياسي.
لبنان متروك، والدعم القادم – إن وُجد – سيكون على شكل قروض مقابل تنازلات. بينما تركز الصناديق العربية على إعادة إعمار سوريا وغزة.
سوريا مركز الاهتمام:
كل ما حصل خلال الأشهر الستة الماضية يوضح أن سوريا باتت مركز الاهتمام. أما لبنان، فمحصور بلقاءات بروتوكولية. حتى قرار السماح للمواطنين الخليجيين بزيارة لبنان يُراد له أن يُقابل بـ”الامتنان”، رغم استمرار الإنفاق العربي غير المعلن.
معايير الوصاية الأميركية – السعودية على سوريا:
تشير الوثائق الديبلوماسية إلى مسار واضح بدأ بعد سقوط النظام السوري السابق، وظهور أحمد الشرع في السلطة. الاجتماعات الأميركية – السورية بدأت من دمشق وانتقلت إلى نيويورك وأوروبا.
واشنطن طرحت شروطها:
- انتقال سياسي واضح
- معلومات دقيقة عن الأسلحة الكيميائية
- تقليص العلاقات مع إيران وروسيا
- منع وصول الكيميائيين للأطراف “الخطأ”
لقاءات استخبارية غير رسمية:
تم عقد لقاءات مع الديبلوماسيين السوريين في لاهاي وعواصم غربية، بعنوان “شخصي”، بهدف جمع معلومات عن خبراء الكيمياء السوريين وتحديد أماكن وجود مخزونات محتملة.
قطر والإمارات تسهّلان الاتصالات مع إسرائيل:
نشأت قنوات بين إدارة الشرع ومسؤولين إسرائيليين برعاية إماراتية. طُرح ملف وقف الغارات الجوية جنوب سوريا، وتسهيل تسليم معلومات عن رفات جنود إسرائيليين، وحتى عميل الموساد إيلي كوهين.
تصريحات أورتاغوس للبنانيين:
المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس قالت عبر LBCI إن:
“الشرع أبدى تعاوناً كاملاً. أعطيناه لائحة مطالب. لبنان يمكنه أن يتعلم منه”.
وأضافت: “السعودية، الإمارات، وقطر متفقون معنا: نزع سلاح الحزب هو المدخل لأي ازدهار.”
المواقف الدولية الأخرى:
- الصين طالبت بوقف دعم “الحزب التركستاني” ومنح قادته الجنسية السورية.
- مصر قدّمت مشروعاً في مجلس الأمن يدعو لانتقال سياسي واسع.
- بيدرسون (المبعوث الأممي): عبّر عن قلقه من تجنيس مقاتلين أجانب، وغياب الشفافية في السلطة الجديدة بدمشق.
خلاصة ديبلوماسية:
دمشق تعمل على إلغاء أي إشارة إلى “الانتقال السياسي” من قرارات الأمم المتحدة، والتركيز على “دعم المؤسسات القائمة” كعنوان للمرحلة القادمة.
المصدر: صحيفة الأخبار – بتاريخ 16 أيار 2025
إعداد وتنسيق: بيروت – GOOD-PRESS.NET
