الأزمات الإقليمية والصراعات الدبلوماسية في صحف اليوم 12-04-2025

المقدمة

المشهد السياسي الإقليمي والدولي يشهد  تطورات متسارعة على مختلف الأصعدة، وسط تقاطعات معقدة بين مصالح القوى الفاعلة في المنطقة. فعلى الصعيد الدبلوماسي، تتصدر المفاوضات الأمريكية-الإيرانية في مسقط المشهد، بينما تستمر الأزمة الأوكرانية في التفاعل مع ملف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. محلياً، يواجه لبنان تحديات اقتصادية وسياسية متعددة، في ظل استعدادات لإحياء ذكرى حرب أليمة تركت ندوباً عميقة في الذاكرة الجماعية.

العناوين البارزة: مفاوضات وصراعات ومحطات تاريخية

تبرز في صدارة المشهد الإعلامي انطلاق مفاوضات مسقط بين واشنطن وطهران، حيث تتساءل صحيفة “البناء” عما إذا كان المبعوثان ويتكوف وعراقجي سيعيدان النجاح الدبلوماسي الذي حققه سابقاً ظريف وكيري. كما تنقل “البناء” تأكيد الرئيس الروسي بوتين للرئيس الأمريكي ترامب برغبة موسكو في حل نهائي للنزاع في أوكرانيا وليس مجرد هدنة مؤقتة، وتشير إلى نفي المقاومة في غزة تسلّمها أي عروض جديدة وتخوفها من “فخ” وراء تعميم التفاؤل.

وتفتح صحيفة “الأخبار” ملف التطبيع من خلال عنوان “«الأميركية» تفتح موسم التطبيع”، وتتابع تحركات وفد “حماس” إلى القاهرة مع مساعي واشنطن لـ”اتفاق إقليمي كبير”. كما تتطرق الصحيفة إلى الوضع السياسي المحلي مشيرة إلى أن “الحريري ممنوع من الانتخابات البلدية” مع فرض “المناصفة بقانون في بيروت”، وتلقي الضوء على الوضع الاقتصادي بعنوان “ادّخار الذهب في الضاحية: أفضل من الكاش”، متسائلة عن “الاستعدادات للامتحانات الرسمية”.

تحت عنوان “50 عاماً على الحرب”، تتناول صحيفة “اللواء” الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية، مشيرة إلى “رسالة رئاسية وصمت مدوٍ في كل لبنان”. وتتطرق الصحيفة إلى الوضع الحكومي بقولها إن “الحكومة تفتح ملف تصحيح الرواتب والعطاءات” وأن “مجلس الوزراء ينجز اليوم قانون الإصلاح المصرفي”.

وتكشف صحيفة “الشرق” عن نية الرئيس الفرنسي ماكرون “إعلان دولة فلسطين في حزيران”، بينما تتناول موضوع الفساد بعنوان “عون فجأة في النافعة والمرفأ: من يغطّي الفساد هو شريك فيه”.

أما صحيفة “الديار” فتوجّه الأنظار نحو مسقط متسائلة: “هل تجنب الوساطة السعوديّة الحرب؟”، وتتحدث عن “التحضير لطاولة الحوار” و”أجواء جيّدة بين بعبدا والحارة”، مشيرة إلى أن “الحكومة أقرّت مطالب المعلّمين” وأن وزير المالية جابر “مُصرّ على إصلاح المصارف قبل اجتماعات البنك الدولي”.

وتختصر صحيفة “النهار” موقف الحكومة من ذكرى 13 نيسان بعنوان “احتكار السلاح ومنتذكر سوا لنبني سوا”.

خلف الكواليس: أسرار وتحليلات دبلوماسية

في قسم “همس” من صحيفة “اللواء”، ينقل مصدر دبلوماسي غربي أن “صورة زيلنيسكي حضرت بطريقة مختلفة في التحضير لاجتماع ترامب – نتنياهو، الموصوف، عبرياً، بأنه الأسوأ في قمم المسؤول الاسرائيلي الأميركية”.

وتشير الصحيفة في قسم “غمز” إلى أن “بيئة لبنانية تعيش أجواء ضاغطة، على خلفية ما يتجمع في الأفق من توقعات مرتقبة، بعد الضربات القاسية التي تلقتها”، بينما تكشف في قسم “لغز” أنه “تقرَّر عدم التطرق الى أي أرقام تتعلق بالحد الأدنى الجديد في القطاع الخاص، بعدما احدث الكلام عن 50 مليون ليرة ازمة لدى المؤسسات على اختلافها”.

في قسم “خفايا” من صحيفة “البناء”، تنقل مصادر دبلوماسية أوروبية تحليلاً دقيقاً لتصريحات المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف الذي سيقود المفاوضات مع إيران. فقد اعتبرت هذه المصادر أن دعوته لتفكيك البرنامج النووي الإيراني بدت للوهلة الأولى كـ”نيات تصعيدية كفيلة بنسف المفاوضات”، لكن التدقيق في النص الكامل كشف أنه “في حال لم تقبل إيران بذلك، فإنه يمكن إيجاد حلول وسط محدداً الخط الأحمر لواشنطن بعدم امتلاك إيران سلاح نووي”. وتتساءل المصادر عن “وظيفة كلام يقع في خانة لزوم ما لا يلزم إلا إذا كان المقصود إبلاغ بعض المتشدّدين ومنهم بنيامين نتنياهو أن مطلبهم قد تمّ عرضه في المفاوضات ولم يكن مقبولاً”.

وفي قسم “كواليس” من “البناء”، يُكشف عن محاولات “جهات دولية وإقليمية” استكشاف “مدى جدية التحذيرات التي أطلقها الرئيس التركي رجب أردوغان نحو كيان الاحتلال بعد مفاوضات أذربيجان بين وفدين تركي وإسرائيلي”. وتضيف المصادر أنه “إذا لم تترجم هذه التحذيرات القويّة بمواقف عملية تركية أو سورية بدعم من تركيا لمواجهة التمدّد الإسرائيلي في سورية”، فستصبح “مجرد موقف إعلامي لتغطية تقاسم نفوذ تركي إسرائيلي في سورية”، مما “يسقط فرصة نشوء دولة سورية، ويعني انتقال تركيا من مشروع سورية موحّدة تحت الرعاية التركية… الى مرحلة الاكتفاء بالسيطرة على الشمال السوريّ ونشوء سلطة ضعيفة في دمشق”.

الخاتمة

تعكس هذه المشاهد المتنوعة التي نقلتها الصحف اللبنانية تشابك القضايا المحلية مع الصراعات الإقليمية والدولية، وتؤكد على حالة السيولة السياسية التي تشهدها المنطقة. فالمفاوضات الجارية في مسقط والتحولات في المواقف التركية والأمريكية تجاه الملفات الساخنة في المنطقة، إلى جانب التحديات الداخلية التي يواجهها لبنان، كلها عوامل تشكل ملامح المرحلة المقبلة وتحدد مساراتها المحتملة.

ويبقى السؤال المحوري: هل ستسفر هذه التحركات الدبلوماسية المكثفة عن حلول حقيقية للأزمات المتراكمة، أم أنها ستكون مجرد محطة في مسار طويل من المناورات السياسية التي تؤجل الاستحقاقات دون معالجة جذور المشكلات؟