الاخبار :الاتفاقيات السعودية الموعودة: مشاريع شكلية وشروط سياسية
بيروت :good-press.net – رغم الحملة الإعلامية الواسعة التي تروّج لـ«كنز سعودي» سيُنعش لبنان، تكشف الوقائع أن هذا الكنز لا يتجاوز مجموعة اتفاقيات شكلية رُبط تنفيذها بإصلاحات سياسية على رأسها نزع سلاح المقاومة، بينما لا تحمل هذه الاتفاقيات أي أثر مالي حقيقي بحسب مراجع حكومية.

22 اتفاقية مقابل الإصلاح… والمقاومة أولاً
تتمسك المملكة العربية السعودية بموقف متشدّد تجاه لبنان، رابطِة أي دعم فعلي بـ«الإصلاح» الذي يُترجم سياسيًا بمواجهة «حزب الله». ووفق صحيفة الأخبار، فإن الاتفاقيات التي يتم الترويج لها لا تتجاوز مستوى مشاريع ثانوية لا تحمل انعكاسات اقتصادية تُذكر، بحسب مرجع حكومي أكد أنها «بلا قيمة فعلية».
زيارة محبطة… والرئيس عون بانتظار «الدعوة المعلّقة»
كان رئيس الجمهورية جوزاف عون قد زار السعودية في آذار الماضي ضمن أول زيارة خارجية له، ناقش خلالها الملفات المشتركة والاتفاقيات، لكنه عاد خالي الوفاض دون وعود رسمية بإطلاق أي مشروع. ومنذ ذلك الحين، تأجلت زيارة ثانية مرارًا رغم الوعود القطرية والخليجية، ما عزز الانطباع بأن الرياض تتعامل مع لبنان من منطلق التريّث الشديد وربما التراجع عن أي التزام.
المشاريع “الكنز”: عناوين لا تُسمن ولا تُغني
تنشر صحيفة الأخبار لائحة الاتفاقيات السعودية – اللبنانية الموعودة، وتظهر على النحو التالي:
- تفاهمات في المعارض، الازدواج الضريبي، الإسكان، السياحة، حماية المستهلك، البيئة، الزراعة، النقل، الثقافة والإعلام.
- اتفاقيات تخص دار الفتوى، المناهج التعليمية، استقدام العمالة، التجارة الحرة، التعاون الصناعي.
- مشاريع إعلامية تهدف للسيطرة على مضمون البث والسياسات الإعلامية.
وتشير مصادر إلى أن نصف هذه المشاريع يهدف إلى النفوذ لا الإنماء، لا سيما تلك المرتبطة بالمؤسسات الدينية والإعلامية.
شروط صارمة… ومساعدات غائبة
حتى اللحظة، تؤكد مصادر مطلعة أن الرياض لا تنوي تقديم مساعدات حقيقية للبنان، وأن كل ما يُطرح هو بيع أوهام، وسط تأجيل متكرر لأي زيارات أو توقيع رسمي. وقد شدد السفير السعودي وليد البخاري على أن التعاون مشروط بإصلاحات سياسية وبغياب “الوزراء الحزبيين”.
الواقع الاقتصادي أكبر من «الملاليم»
وفق تقييم سياسي، حتى لو تم توقيع الاتفاقيات الـ22، فإنها لن تؤثر فعليًا على الأزمة المالية العميقة التي يعيشها لبنان، بل تُستغل للترويج الإعلامي فقط، بينما يبقى الموقف السعودي رافضًا لأي دعم جدي طالما لم تُلبَّ الشروط السياسية المرتبطة بحزب الله.
المصدر: صحيفة الأخبار
إعداد وتحرير: قسم التحرير – Good-Press.net