التزييف العميق يخرج عن السيطرة.. تهديد عالمي يتجاوز الحدود

 إعداد GOOD-PRESS | في تحذير جديد من مخاطر الذكاء الاصطناعي، دقّت تقارير إعلامية وتقنية ناقوس الخطر بشأن تنامي ظاهرة “التزييف العميق” (Deepfake)، التي باتت تتجاوز قدرتنا على المواجهة، مهددةً الأمن العام، والاقتصاد، والثقة بالمعلومات البصرية.

فمع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبحت القدرة على فبركة الفيديوهات والصور والتسجيلات الصوتية دقيقة وسريعة لدرجة أنها قد تخدع حتى المختصين، مما يثير القلق حول استخدام هذه التقنية في عمليات تزوير ممنهجة، وابتزاز رقمي، وحتى هجمات سياسية وإعلامية.

بارع في الخداع.. هل فقد العالم السيطرة على "التزييف العميق"؟
بارع في الخداع.. هل فقد العالم السيطرة على “التزييف العميق”؟

📌 تزوير الواقع ببضع نقرات

أصبح من الممكن لأي مستخدم يمتلك حاسوباً واتصالاً بالإنترنت إنتاج مقاطع فيديو تُظهر شخصيات سياسية أو فنية تدلي بتصريحات لم تصدر عنها قط، أو صورًا مزيفة تُستخدم في حملات تشويه علنية.

ووفقًا لتقرير من شركة Signicat، فإن محاولات الاحتيال باستخدام الفيديوهات المزيفة ارتفعت بأكثر من 20 ضعفًا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بينما حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي من أن المحتالين باتوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي في مخططات مالية معقّدة.


🎭 من فوضى الأكاديميا إلى متناول الجميع

انطلقت تقنية “التزييف العميق” كمجال بحثي بين العلماء، لكنها انتشرت منذ عام 2017 بعد نشر خوارزميات مفتوحة المصدر على مواقع إلكترونية، لتنتقل سريعًا إلى الاستخدام الجماهيري، حيث أصبح بإمكان أي شخص إنتاج محتوى مزيف عالي الجودة باستخدام أوامر نصية فقط.

تُستخدم خوارزميات التعلم العميق لتبديل الوجوه والأصوات بشكل دقيق يصعب كشفه، مما يُضفي واقعية خطيرة على هذه المقاطع، ويجعل اكتشافها تحديًا متزايدًا أمام برامج المراقبة وأجهزة الأمن.


💥 تأثيرات حقيقية على الأسواق والمجتمعات

شهدت الأسواق الأميركية تقلبات مفاجئة بعد انتشار صورة مزيفة تُظهر انفجارًا قرب وزارة الدفاع، كما تعرّضت شخصيات مثل تايلور سويفت وكامالا هاريس لحملات تشويه باستخدام محتوى مفبرك.

وبينما تُبادر بعض الدول لإقرار تشريعات لمكافحة هذا النوع من التزييف، تبقى سرعة انتشار هذه المقاطع أكبر من قدرة الحكومات على احتوائها. ففي الولايات المتحدة، صدر قانون “Take It Down” لتجريم المحتوى الإباحي المزيف، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والصين قوانين لإلزام المنصات بوسم المحتوى المركب.


⚠️ “الإنكار المعقول”.. الخطر الأكبر

المشكلة لا تقتصر على المحتوى المزيف، بل تمتد إلى قدرة أي شخص الآن على نفي صحة أي فيديو حقيقي عبر الادعاء بأنه مفبرك، في ظاهرة يُطلق عليها “الإنكار المعقول” (Plausible Deniability). وقد تؤدي هذه الظاهرة إلى زعزعة الثقة بالوثائق المصورة حتى في ساحات القضاء والتحقيقات الرسمية.


🛡️ جهود المواجهة

أطلقت شركات مثل Google وMicrosoft وMeta أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل التناقضات الظلية والرقمية، فيما تتجه مؤسسات تقنية عالمية نحو تطوير “علامات مائية رقمية” تُدمج داخل الصور والفيديوهات لمنع إساءة استخدامها.

لكن الخبراء يؤكدون أن الأمر لا يتوقف عند حدود التكنولوجيا، بل يتطلب وعيًا مجتمعيًا وإعلاميًا، حتى لا يقع الجمهور فريسة للخداع البصري والمعلومات المزيفة.


🟠 خلاصة GOOD-PRESS

التزييف العميق لم يعد ترفًا تقنيًا أو تجربة مختبرية، بل أصبح سلاحًا رقميًا يهدد الحقيقة. فهل نملك الوقت والوعي الكافيين للتعامل معه؟ أم أن العالم دخل مرحلة “الحقيقة البديلة”؟

تحرير: GOOD-PRESS | متابعة: قسم التطنولوجيا والعلوم 


 

بواسطة
good-press.net
المصدر
سكاي نيوز
Exit mobile version