الحدث”.. أن يهين المشاهد عقله!
"المرفأ" بعد المطار، وحبلُ التضليل الممنهج على جرار القنوات الإعلامية العاملة بجدٍّ وتفانٍ في فلك التصهين المنطوق باللغة العربية
بيروت:good-press.net|: هذا المقال يتناول موضوع "الحدث”.. أن يهين المشاهد عقله!" بالتفصيل.

“المرفأ” بعد المطار، وحبلُ التضليل الممنهج على جرار القنوات الإعلامية العاملة بجدٍّ وتفانٍ في فلك التصهين المنطوق باللغة العربية. بين صناعة الذرائع للعــ.ـدوان واختلاق المسوّغات، تبدع قناة الحدث منذ أشهر. إذ قد أجرت تعديلًا جذريًا على مفهوم “الأخبار”، تحوّلت معه غرفة تحرير الأنباء المعتادة في المؤسّسات الإعلامية إلى “مطبخ” تُحضّر فيه الأكاذيب، بمكوّنات رخيصة جدًا والكثير من النكهات المصطنعة.
هذا؛ وما خبر “مرفأ بيروت” إلّا طبخة من لائحة مآكل سامّة حُضّرت وصُنعت في مطبخ “الحدث” وقُدّمت على طاولات المشاهدين: بعضهم تناولها بتلذّذ، والبعض حملها “باردة سخنة” وطاف بها على المارّة، والبعض ترفّع حتى عن تذوّقها بعد أن “أكل الضرب” مرارًا وصدّق أخبار “المطار” التي سبقت “المرفأ”، وسرت كالسمّ في جسد المتلقّين، يوم زعمت “الحدث” وزميلتها “العربية” وجود مستودعات “أسلحة وذخائر” للمـقـاومة في حرم المطار في بيروت.
إذًا، لقد وضعت “الحدث” مرفأ بيروت على طاولة الأضاليل التي أصبحت “ماركة مسجّلة” باسمها، ونقلت أو زعمت نقل خبر يقول إنّ حــ.ـزب الله يقوم باستيراد أسلحة عبر المرفأ ويهرّبها إلى داخل لبنان، بالتعاون مع موظفين يقومون بتغطية هذا العمل. تسبّب الخبر الكاذب، كسابقيه، ببلبلة. ولا يخفى على عاقل أنّ البلبلة الممنهجة هذه تقع إمّا في خانة صناعة الذريعة لعــ.ـدوان “إسرائيلي” قد يستهـ.ـدف مرفأ بيروت، وإمّا في خانة التحريض على حــ.ـزب الله عبر ادعاء باطل باستخدامه مرفقًا حيويًا لتهريب السـ.لاح، ما يستدعي نوبات هلع في صفوف “اللبنانيين” ولا سيّما المعادين منهم لخيار المـقـاومة.
أضف إلى ذلك، يقع الخبر الكاذب هذا في محلّ اتهام المـقـاومة بخرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار والقرار ١٧٠١، ويختلق تاليًا عذرًا وهميًا لقيام “إسرائيلهم” بخرق الاتفاق والقرار الدولي عبر ما يزيد عن ثلاثة آلاف مرّة منذ دخول وقف النار حيّز التنفيد في ٢٧ تشرين الثاني/نوڤمبر ٢٠٢٤.
بعيدًا عن أكاذيب “الحدث”، والتي باتت ممجوجة ومكشوفة المنشأ والأهداف، هل من المنطقي أن يتحرّى المرء عن كذبة على هذا القدر من الانكشاف؟
إنّ قاعدة “من جرّب المجرّب” تنطبق على هذه الحال تمامًا، وحكاية “الراعي الكذاب” التي تُحكى للأطـ.ـفال قبل النوم، على سبيل تعليمهم مساوىء الكذب، قد تفيد اليوم بشكل معاكس، فتقنع “أهل القرية” بعدم الاستجابة لأكاذيب الفتى الأرعن يلهو بأمن البلاد مبكرًا، قبل أن يذهبوا ثلاث مرات ويبذلوا جهدًا في البحث عن ذئب وهميّ.
في هذا السياق؛ لا يمكن تجاهل “طولة بال” وزير الأشغال العامة الذي نزل بنفسه إلى المرفأ كي يؤكّد المؤكّد، أي يؤكّد أن أضاليل “الحدث” هي مجرّد كذبة في سياق أكاذيب تكرّرت، كما في حكاية الراعي الكذاب!.. وهنا أيضًا، ينبغي أن يُوجّه سؤال واضح؛ لا إلى الرسميين فقط، بل إلى الجمهور الذي ما يزال يتابع “الحدث”: أيّ إهانة يوجّها المرء لذاته وعقله حين يتابع محطة معروفة الأهداف، مشهورة بخدمة الصهـــيونـ.ـي، وفاقدة للمصداقية بهذا الشكل الفاضح؟!
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
