السيد فضل الله في خطبة الجمعة: العدوان على إيران يتجاوز النووي… ولبنان يواجه خروقات خطيرة
ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية، وجمع غفير من المؤمنين. وقد تناول في خطبته السياسية العدوان الإسرائيلي على إيران، والتطورات الإقليمية واللبنانية، داعيًا إلى التماسك الداخلي وتفادي الخطاب التحريضي.
دعم المقاومة في وجه العدوان
في مستهل خطبته، أشار السيد فضل الله إلى تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، مؤكدًا أن “هذا العدوان لم يعد يتعلق بملف نووي فحسب، بل أصبح يستهدف قدرات إيران السياسية والعسكرية والاقتصادية والدينية، بل وقيادتها وشعبها المتماسك”.
وأضاف:
“العدو الصهيوني يظن أن باستهداف القادة والعلماء يمكن أن يُركع إيران، لكن الرد جاء حازمًا… إيران ليست لقمة سائغة، وهي قادرة على حماية نفسها بثبات شعبها ومتانة قيادتها”.
ازدواجية المعايير الدولية
وانتقد سماحته ما أسماه بـ”الازدواجية الفاضحة” في المواقف الدولية، قائلًا:
“من المفارقات أن يُطالب الكيان الصهيوني إيران بالشفافية النووية، في حين هو يمتلك مئات الرؤوس النووية… بل وتجاوز كل الخطوط بتهديده العلني باغتيال مرشد الجمهورية الإسلامية”.
دعوة لموقف عربي وإسلامي موحد
ودعا السيد فضل الله الدول العربية والإسلامية إلى تجاوز الحسابات الضيقة واتخاذ موقف حازم لردع الاحتلال، معتبرًا أن “نجاح العدو في فرض منطقه على إيران سيكون تمهيدًا لاستباحة دول عربية أخرى تسعى للاستقلال والدفاع عن شعوبها”.
وشدد على أن دعم إيران في وجه العدوان “ليس مسألة طائفية أو سياسية بل واجب إنساني وإسلامي يتطلب الوقوف مع المظلوم في وجه الظالم”.
لبنان بين الخروقات والانقسامات
وفي الشأن اللبناني، لفت السيد فضل الله إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية عبر الطائرات المسيّرة والاغتيالات، رغم التزام لبنان والمقاومة باتفاق وقف إطلاق النار.
وقال:
“لا يجوز أن يستمر انتهاك السيادة اللبنانية بعد مرور أكثر من ستة أشهر على وقف النار… يجب على الدولة أن تتحرك بجدية لإيقاف نزيف الدم واستعادة كرامة مواطنيها”.
رفض خطاب التحريض والإقصاء
وفي ختام خطبته، حذّر السيد فضل الله من خطابات التحريض الطائفي التي ظهرت مؤخرًا، مؤكدًا أن “الاعتداء على أي طائفة لبنانية متجذّرة في هذا الوطن هو اعتداء على لبنان بكل مكوناته“.
وختم بالدعوة إلى التلاقي والحوار، والتخلي عن خطاب التخوين، محذرًا من أن استمرار الانقسام يخدم فقط من “يريدون لهذا الوطن أن يبقى في دوامة الاضطراب والاهتزاز”.