
✍️ محمد صالح صدقيان(بوست ١٨٠)
📅 11 حزيران/يونيو 2025
نجاح استخباراتي غير مسبوق يكشف أسرار منشآت إسرائيل النووية ويتجاوز حدود تل أبيب ليطال دولًا غربية
حققت الاستخبارات الإيرانية إنجازًا بالغ الخطورة، بعدما أعلنت عن تنفيذ عملية معقدة أطلقت عليها اسم “العقارب الصفراء”، تمكّنت خلالها من اختراق الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية والوصول إلى وثائق شديدة الحساسية تتعلق بالبرنامج النووي الإسرائيلي وبنيته التحتية الاستراتيجية.
وأكد مصدر أمني إيراني رفيع المستوى أن العملية أسفرت عن الحصول على آلاف الوثائق، تتضمن مستندات، صورًا، مقاطع فيديو، محاضر اجتماعات، عقودًا سرّية، وخرائط تفصيلية لمواقع نووية بعضها لم يكن معلنًا من قبل.
أرشيف سري ضخم: 1893 ملفًا استراتيجيًا
أوضح المصدر أن الفريق المنفّذ تمكن من جمع أرشيف ضخم يقدَّر بنحو 1893 ملفًا سريًا، تشمل معلومات لا تقتصر على إسرائيل فحسب، بل تمتد إلى الولايات المتحدة ودول أوروبية، مع التركيز على برامج التعاون النووي ومشاريع عسكرية ذات طابع استراتيجي.
وأشار إلى أن الوثائق يجري تصنيفها وتحليلها بدقة داخل مواقع آمنة في إيران، مؤكدًا أن الكشف الكامل عنها سيتم وفق “تكتيك مدروس وتوقيت محسوب”، بما يضمن أقصى تأثير استراتيجي وسياسي.
إيران ترد على تهديد الدول الأوروبية بتفعيل “آلية الزناد”
عملية غير تقليدية بمساعدة استخباراتية “صديقة”
بحسب الرواية الإيرانية، فإن “العقارب الصفراء” لم تكن عملية فردية بل شهدت مراحل متعددة من التنسيق، بما في ذلك إمكانية الاستعانة بجهات استخباراتية صديقة أو داعمة، في إطار التعاون الاستخباري الدولي.
وأضاف
“في الأعمال الاستخباراتية المعقدة من هذا النوع، من الطبيعي أن تُستَثمر علاقات مع أطراف قريبة من الهدف… وقد يحدث تعاون غير مباشر إذا اقتضت الحاجة”.
بعد السرية: لماذا الإعلان الآن؟
أوضح المسؤول الإيراني أن التحفظ على الإعلان عن العملية جاء نتيجة لحجم البيانات وحساسيتها، وأهمية تأمين الوثائق ونقلها إلى داخل إيران دون إثارة الشبهات.
إلا أن توقيت الكشف يتزامن مع تطورات سياسية إقليمية، وسياق المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، وهو ما يُفسّر بحسب
“أن إيران أرادت استخدام هذا الكنز الاستخباراتي لتعزيز موقفها التفاوضي، وربما التأثير على مسار المحادثات حول برنامجها النووي”.
وثائق تم تسليمها لمفاوضين أميركيين
كشف المصدر الأمني أن بعض الوثائق قد تم تسليمها للمفاوض الأميركي ستيف ويتكوف، الذي التقى رئيس جهاز الموساد في روما قبيل انعقاد الجولة الخامسة من المفاوضات في العاصمة الإيطالية، وهو ما يعكس بعدًا تفاوضيًا حساسًا في العملية.
تداعيات أمنية داخل إسرائيل
رغم غياب رد رسمي إسرائيلي على العملية حتى لحظة كتابة المقال، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد تحدثت سابقًا عن اعتقال شابين – روي مزراحي وإلموغ أتياس – بتهمة التعاون مع إيران، ما يُعزز فرضية وجود اختراق داخلي له أبعاد خطيرة.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن مركز الأبحاث النووية في “سوريك” كان من أبرز الأهداف المستهدفة، وهو ما قد يُهدد الأمن القومي الإسرائيلي، ويرفع احتمالية استهداف هذه المواقع في أي مواجهة مستقبلية.
“حرب الظلال”: إيران ليست في موقع الدفاع
ترى إيران أن هذه العملية تمثل تحولًا استراتيجيًا، ونقطة قوة في ما تصفه بـ”حرب الظلال” مع إسرائيل، لاسيما بعد أن كان جهاز الموساد قد نجح عام 2018 في سرقة أرشيف إيران النووي.
اليوم، تُعيد طهران الكرّة، وتؤكد أنها أصبحت في موقع الفعل لا رد الفعل، على حد تعبير المصدر الأمني.
خاتمة: توازن الرعب… يدخل مرحلة جديدة
تختتم طهران رسالتها بأن عملية “العقارب الصفراء” قد تعيد صياغة معادلة الردع مع إسرائيل، وربما تُشكل قاعدة انطلاق لمواقف أكثر قوة في الساحات الإقليمية والدولية، خاصة إذا ثبتت صحة الادعاءات المتعلقة بوجود وثائق تمس دولًا عربية متحالفة مع إسرائيل.
وبينما تترقّب المنطقة التداعيات، يبقى السؤال الأبرز:
هل نشهد قريبًا تسريبات من داخل “كنز العقارب” تهز المعادلات الإقليمية والدولية؟