مقدمة: هذا المقال يتناول موضوع العلامة فضل الله في خطبة العيد: لبناء دولة قوية وقادرة على مواجهة العدوان والضغوط بالتفصيل.
بيروت | حارة حريك – Good-Press.net| ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي صلاة عيد الأضحى المبارك من مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، وسط حضور شعبي واسع، تناول فيها الأوضاع الداخلية والإقليمية، مؤكدًا على أهمية وحدة الموقف الوطني في مواجهة العدوان الإسرائيلي وبناء دولة قوية مستقلة القرار.

في مواجهة التصعيد الإسرائيلي: وحدة الموقف أربكت العدو
واستنكر فضل الله استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار برعاية دولية، مشيرًا إلى الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية وبلدة عين قانا، معتبرًا أن العدو يسعى عبر هذه الهجمات إلى كسر إرادة اللبنانيين والضغط على الدولة والمقاومة.
ونوّه بالموقف الرسمي الموحد ضد العدوان، والذي اعتبره “كفيلاً بإفشال أهداف العدو وإرباك مشروعه”، داعيًا إلى مزيد من التماسك الوطني في وجه التصعيد، وعدم الانجرار إلى صراعات داخلية يستفيد منها العدو لإضعاف البلد وتمزيق وحدته.
الدعوة لبناء دولة القرار والسيادة
وشدد العلامة فضل الله على ضرورة بناء دولة قوية تملك قرارها السيادي وتتمكن من التصدي لكل الضغوط والتحديات، مؤكداً أن لبنان يمتلك من القدرات والطاقات ما يمكنه من النهوض، “إذا ما تم توجيهها بالشكل الصحيح، واستُبعدت السياسات التي تهدف لإضعاف عناصر القوة فيه”.
وانتقد ما وصفه بالتراشق الداخلي الذي يضرب استقرار البلد، داعيًا إلى تغليب المصلحة الوطنية والعمل على تثبيت أسس الدولة العادلة والقادرة.
الأزمة الاقتصادية: لا للمزيد من الأعباء
في الشأن المعيشي، حذر فضل الله من محاولات فرض ضرائب جديدة على المواطنين، مؤكدًا أن الشعب اللبناني “لم يعد يحتمل أعباء إضافية”، مطالبًا الحكومة بالتركيز على أولويات الناس، وأهمها الإعمار ومعالجة آثار العدوان والتهجير، والحد من الانهيار الاقتصادي.
فلسطين في صدارة الموقف الإسلامي
ولم تغب القضية الفلسطينية عن خطبة العيد، حيث أدان فضل الله استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، مشيدًا بصمود الشعب الفلسطيني، ومؤكداً أن “القضية الفلسطينية يجب أن تبقى في مقدمة أولويات العرب والمسلمين، فهي مفتاح العزة والاستقرار”.
وحيا الدور اليمني الداعم لفلسطين، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى الاقتداء به في تجاوز الخلافات الطائفية والمصلحية، والتوحد حول قضية القدس وفلسطين.
روح الحج والوحدة الإسلامية
وفي ختام الخطبة، توجّه السيد فضل الله بالتهنئة للمسلمين بحلول عيد الأضحى المبارك، مستحضرًا روح الحج وأجوائه التوحيدية التي تجمع المسلمين من كل أنحاء العالم، داعياً إلى تعميم هذه الروح في مواجهة الفتن والانقسامات.
وختم بالدعاء أن يحمل العيد الخير والأمن والفرج لكل المظلومين، وأن يعم الفرح قلوب اللبنانيين وكل من يتألمون في هذه الحياة.