بيروت: good-press.net| دعا العلامة السيد علي فضل الله، خلال خطبته السياسية في مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي، في ظل تصاعد التحديات الأمنية والمعيشية، مطالبًا الدولة اللبنانية بالقيام بمسؤولياتها لحماية السيادة وفضح الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

وأشار إلى أن “الاعتداءات الصهيونية اليومية لم تعد حدثًا استثنائيًا، بل تحوّلت إلى نمط روتيني من الاغتيالات بالغارات الجوية والاستهدافات للمدنيين في الجنوب والبقاع والقرى الحدودية”، متهمًا الاحتلال بمحاولة تثبيت احتلاله برفع العلم الإسرائيلي على التلال.
وأبدى العلامة فضل الله أسفه حيال “غياب أي تحرّك جدي من الدولة اللبنانية أو الدول الراعية لقرار وقف إطلاق النار”، مشددًا على ضرورة تحرّك الدولة دبلوماسيًا وإعلاميًا لفضح ممارسات الاحتلال، و”عدم الاستسلام لواقع الضغوط الدولية التي تشترط الاستقرار الاقتصادي بسحب سلاح المقاومة”.
🔹 عن المقاومة والسلاح
واعتبر فضل الله أن “المطالبة بنزع السلاح ليست بهدف بسط سيادة الدولة، بل محاولة لإنهاء عنصر قوة في وجه العدو، دون تقديم ضمانات بخروج الاحتلال من الأراضي اللبنانية”. ودعا إلى توحيد الموقف الرسمي والشعبي خلف المقاومة، رافضًا الاستكانة للضغوط، ومطالبًا بالحوار الداخلي بشأن مستقبل السلاح “بعيدًا عن الابتزاز السياسي الخارجي”.
🔹 في الشأن الداخلي والانتخابات البلدية
ووجّه فضل الله دعوة إلى الحكومة اللبنانية لـ”التركيز على معالجة الأزمات الاجتماعية والمعيشية وإعمار ما تهدّم”، معتبرًا أن هذه الملفات يجب أن تتصدر أولوياتها.
وفي ما خصّ الانتخابات البلدية، شدد على ضرورة “أن يحمل الفائزون هذه الأمانة بإخلاص”، داعيًا إلى تجاوز الحساسيات العائلية والسياسية، والعمل من أجل إنماء القرى وتقديم نموذج فاعل في الإدارة البلدية.
🔹 فلسطين والمجازر المستمرة
وفي الشأن الفلسطيني، ندد العلامة فضل الله بـ”العدو الصهيوني الذي يواصل ارتكاب المجازر والتجويع في غزة، بالتوازي مع التوسّع الاستيطاني في الضفة الغربية”، معتبرًا أن هذه الممارسات تهدف إلى إفراغ الأرض من أهلها تمهيدًا لضمّها.
ورغم ترحيبه بـ”بعض الأصوات الدولية التي بدأت ترتفع ضد الحرب والمجازر”، أعرب عن أسفه لعدم وجود ضغط فعلي على الاحتلال يوقف سياساته الإجرامية.
🔹 دعوة روحية
وفي ختام الخطبة، حضّ فضل الله المؤمنين على اغتنام أيام العشر من ذي الحجة، بالصيام والعبادة وإحياء يوم عرفة، مشددًا على أن “العمل الصالح في هذه الأيام أحبّ إلى الله من غيرها”، داعيًا إلى الارتباط الروحي بالعبادات لتعزيز الصبر والثبات أمام التحديات.