العلامة فضل الله محاضرًا في المركز الإسلامي الثقافي: المرحلة تحتاج إلى الحكماء والواعين

Good press – حارة حريك –
أقام المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك لقاءً حواريًا مع العلّامة السيد علي فضل الله، تناول فيه أساليب اتخاذ القرارات والمواقف في المراحل المفصلية، وأجاب خلاله عن عدد من الأسئلة المتعلقة بالمستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية.
وشدد فضل الله على أهمية “اعتماد التأني وعدم التسرع في تصديق كل ما يُقرأ أو يُشاهد أو يُسمع، خصوصًا في ظل ما يضخه الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من أخبار وفيديوهات قد تفتقر إلى الدقة والمصداقية”، داعيًا إلى “التثبت من المعلومات قبل البناء عليها واتخاذ المواقف استنادًا إلى معايير موضوعية لضمان سلامة الرؤية وإدارة الصراع بحكمة”.
وحذر من “الوقوع في فخ الانفعالات وردود الفعل العاطفية التي قد تُستخدم كوسيلة لاستدراج المجتمعات إلى الفتن والانقسامات، مما يخدم أعداء الداخل والخارج”، مشددًا على “ضرورة التعامل مع المعطيات بعقل بارد وحسابات دقيقة تأخذ في الاعتبار مختلف الظروف والخلفيات”.
وأكد العلّامة فضل الله أن “المرحلة الراهنة تحتاج إلى حكماء وواعين قادرين على دراسة الواقع بعمق وتحديد مواقع المصلحة الوطنية في كل موقف”، معتبرًا أن “لبنان والمنطقة يمران بمرحلة خطيرة تتطلب الصبر والثبات في مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية”.
وفي حديثه عن الواقع العالمي، أشار إلى أننا “نعيش في عالم تحكمه عقلية الغطرسة والمؤامرات البعيدة عن القيم الأخلاقية والإنسانية”، داعيًا إلى “التحلي بالحكمة ومواجهة نقاط الضعف لمعالجتها وتعزيز مواطن القوة”.
أما في ما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية، فدعا فضل الله إلى “مواصلة اليقظة وعدم الاستسلام أمام التراجعات والنكسات”، موضحًا أن “سنة الحياة تقتضي التقدم والتراجع، لكن بالمراجعة الصحيحة والتخطيط والتوكل على الله يمكن تجاوز الظروف الصعبة والنظر إلى المستقبل بتفاؤل وإيجابية”.
وأكد أن “رغم تغير الأساليب وفق المستجدات، يبقى الهدف ثابتًا: تحرير الأرض وتعزيز الجبهة الداخلية لبناء دولة قوية قادرة على حماية الوطن”.
وختم العلّامة فضل الله بتحية إلى أهل الجنوب، مشيدًا بـ”إرادتهم الصلبة وتضحياتهم في سبيل الأرض”، داعيًا الدولة اللبنانية إلى “تحمل مسؤولياتها الكاملة في تحرير الأرض ودعم صمود أهلها”.