اللقاء والافتراق بين الرئيس جوزاف عون و”شركائه في السلطة” واورتاغوس

بيروت:good-press.net|: هذا المقال يتناول موضوع "اللقاء والافتراق بين الرئيس جوزاف عون و”شركائه في السلطة” واورتاغوس" بالتفصيل.
بقلم عبد الهادي محفوظ
يؤثر الرئيس العماد جوزاف عون “النظر إلى الأمام لا إلى الوراء”. وهو يقصد بذلك البناء على ما يجمع، لا على ما يفرّق.
مع أنه في خطاب القسم أشار إلى “حصرية السلاح بيد الدولة”، إلا أنه ربط ذلك بأولوية الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس المحتلة، والالتزام بـوقف النار، ووقف الاعتداءات المتكررة والاغتيالات.
من هنا، يفترق عن “شركائه في السلطة التنفيذية ورئيسها”، ويقحم عامل العقلانية والبراغماتية، في وقت يغلب فيه “الشركاء” العاطفة والانفعال في معالجة المشاكل الشائكة.
وهو، أي الرئيس عون، وإن كان يعمل على ثقة “الخارج” بلبنان، وتحديدًا الغرب الأميركي والأوروبي، إلا أنه يأخذ في الاعتبار حسابات الداخل اللبناني وتعقيداته، ويوازن بين العاملين الخارجي والداخلي بحكمة متناهية.
وهذا ما لا يفعله شركاؤه في السلطة، الذين يعتبرون أن ما تنطق به المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس هو بمثابة “إرادة إلهية” (معاذ الله).

ولا يدرك هؤلاء أن أورتاغوس تعكس سياسات الرئيس ترامب، وهي ليست سياسة واحدة، وبالتالي ليست صاحبة القرار النهائي، بل تتحكم به المصلحة الأميركية، ما يجعل سيد البيت الأبيض مفاجئًا في قراراته التي تخالف ما ترمي إليه أورتاغوس.
وهكذا، فيما يعمل الرئيس جوزاف عون على تجنيب لبنان فتنة داخلية وفتح أبواب الحوار مع الخارج، يغامر الآخرون بهذا الاحتمال، وينسجون علاقات مع دول تسوّق لأورتاغوس وأجندتها.

بقاء الاحتلال الإسرائيلي وسلاح حزب الله
والواقع أن بقاء الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يبرّر بقاء سلاح حزب الله، وهذا ما تدركه واشنطن، التي تريد استدراج الحزب إلى السياسة.
وقد نجحت في ذلك جزئيًا خلال الانتخابات البلدية، حيث من الممكن -أميركيًا– معالجة ملف السلاح من خلال إدخال القسم الأكبر من عناصر الحزب إلى المؤسسة العسكرية، وفقًا لمعلومات أميركية.
هذا الأمر، في الحسابات الأميركية، ينتظر:
- الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، ووقف نهائي للاعتداءات، وترسيم الحدود.
- حل الملف النووي الإيراني والتوافق حول نسب التخصيب.
هامش المناورة الإسرائيلي والرهانات
هذه الوضعية تمنح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومعه اليمين الديني اليهودي، هامشًا واسعًا في الوقت الضائع لممارسة سياسات عدوانية تجاه لبنان، لا سيما أن واشنطن لجمت الاعتداءات على سوريا، وتعمل على وقف النار في غزة، ولا تريد تصرفًا عدوانيًا أحاديًا من إسرائيل تجاه إيران قبل معرفة نتائج المفاوضات النهائية معها.
وهكذا، يراهن نتنياهو على احتمال مغامرة عسكرية نحو لبنان، متوهّمًا أن ذلك قد يخرّب هذه المفاوضات، ويستدرج واشنطن إلى ما تريده إسرائيل: تغيير خريطة الشرق الأوسط حسب رؤية اليمين الديني اليهودي.

وهذا بلا شك يتعارض مع رؤية ترامب، التي تقوم على الهيمنة الأميركية التامة على المنطقة وتحجيم القوى الإقليمية المؤثرة.
