المطران إبراهيم في قداس الفصح: التوافق سبيل لحماية السلم الأهلي وبناء مستقبل زحلة
في قداس ليلة عيد الفصح المجيد الذي ترأسه المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، في كاتدرائية سيدة النجاة،
ألقى عظة تناولت معاني القيامة والوضع الراهن في لبنان، مؤكدًا أن التوافق لا يعني التنازل عن المبادئ، بل هو تعبير ناضج عن وعي جماعي يسعى إلى الحفاظ على السلم الأهلي.

القيامة: انتصار النور على الظلام
استهل المطران إبراهيم عظته بتهنئة المؤمنين بقيامة السيد المسيح، مشددًا على أن القيامة ليست حدثًا من الماضي، بل هي واقع حيّ يغيّر التاريخ والإنسانية، ويجعل من الموت جسرًا إلى الحياة. وأشار إلى أن قيامة المسيح هي الشهادة الحيّة بأنّ الحقيقة لا تُدفن، وأنّ الإنسان مهما تألّم، فإنّ الله قادر على أن يقيمه من جديد.
لبنان الجريح: من الألم إلى الرجاء
تطرق المطران إبراهيم إلى الوضع الراهن في لبنان، معتبرًا أن البلاد تعيش في ظلمة الجمعة العظيمة بسبب الأزمات الاقتصادية، الهجرة، الفساد، وانعدام العدالة. وأكد أن لبنان، رغم جراحه، ليس قبرًا للمستقبل، بل أرض قيامة، طالما فيه رجال ونساء يؤمنون بأنّ “اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُقِيمَ الْمَوْتَى” (عبرانيين ١١: ١٩).
- اخبار مرتبطة :
- سويف في قداس منتصف الليل: على الدولة أن تنهج الحَوكمة السليمة والشفافية لأجل الخير العام
الانتخابات البلدية في زحلة: فرصة للتوافق والبناء
في حديثه عن الانتخابات البلدية المقبلة في زحلة، شدد المطران إبراهيم على أنها أكثر من مجرد استحقاق ديموقراطي؛ إنها فرصة لترسيخ قيم الشراكة والتلاقي، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية الضيّقة. وأشار إلى أن التوافق كخيار وطني وإنمائي يُجسّد روح المسؤولية ويُحصّن النسيج الاجتماعي في المدينة، مؤكدًا أن زحلة تحتاج إلى مجلس بلدي موحّد، نابع من إرادة جامعة، قادر على النهوض بالتحديات الإنمائية والاقتصادية.
التوافق: وعي جماعي لا تنازل عن المبادئ
أكد المطران إبراهيم أن التوافق لا يعني التنازل عن المبادئ، بل هو تعبير ناضج عن وعي جماعي يسعى إلى الحفاظ على السلم الأهلي، ويعكس روح التآلف التي ميّزت زحلة في المحطات المفصلية من تاريخها. وأضاف أن التوافق هو السبيل الأنجع لتفادي صراعات عبثية، ولضمان استمرارية العمل البلدي بكفاءة وشفافية، في خدمة الإنسان الزحلاوي أولًا وأخيرًا.
القيامة: التزام يومي بالرجاء والعمل
اختتم المطران إبراهيم عظته بالتأكيد على أن القيامة ليست فقط احتفالًا طقسيًا، بل هي التزام بأن نحمل رسالة المسيح في واقعنا اليومي. ودعا الجميع إلى متابعة المسيرة بإيمان راسخ، متذكرين قول الرب: “فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ” (يوحنا ١٦: ٣٣). وختم قائلاً: “المسيح قام! فليقم لبنان! فليقُم العدل! فليقُم الرجاء! ولتكن القيامة بداية جديدة لكل قلب منكسر، ونورًا لكل درب معتم، وسلامًا لكل بيت تعب من العواصف”.