الوسط الفني الصاخب… “يا محلا السياسة”!
في زمن الأزمات والتصريحات النارية، حدود الفن والسياسة تذوب في فوضى واحدة
كتب : الشبح اللطيف
المصدر: Good-Press.net
قد يبدو للوهلة الأولى أن عالم الفن يختلف عن السياسة، لكن واقع المشهد اليومي يفضح تقاطعات لا يمكن إنكارها. فالضوضاء والخلافات، والتصريحات المثيرة، والاصطفافات الجماهيرية، كلها تجعل من الفن ساحة صراع لا تقل شراسة عن البرلمانات.

ففي كل يوم، يخرج فنان ليهاجم آخر، وتصطف الجماهير على جانبي النزاع، كما لو أنهم منقسمون بين حزبين. تصريحات نارية، اتهامات متبادلة، وتحالفات تنقلب بين ليلة وضحاها. وما بين “أنا وخيي على ابن عمي” و”أنا وابن عمي عالغريب”، لا تسلم الأجواء الفنية من المؤامرات، والفبركات، وحتى الأكاذيب المكشوفة.
كأننا أمام مشهد ميكيافيلي بامتياز: الغاية تبرر الوسيلة، حتى لو كانت تلك الوسيلة مشروخة أخلاقيًا. فالفنان، كالسّياسي، قد لا يخلو من حب الذات، والشوفينية، وحتى وهم الزعامة المطلقة.
ورغم ذلك، تبقى السياسة أكثر شمولًا، وزعاماتها أطول عمرًا، فيما يلمع الفنان بوهج فنه فقط، ويخفت سريعًا ما لم يكن حاملاً لرسالة تتجاوز الألحان والصور. أسماء مثل فيروز، عبد الوهاب، وأم كلثوم، تبقى حاضرة لأنهم رسموا ملامح وطنية خالدة.
ويُقال إن السياسة هي أول الفنون وآخر الأعمال، بينما الفن لا يكون أصيلًا إلا إذا كان مفهومًا. ومع ذلك، تبقى النتيجة واحدة: أزمات لا تنتهي… تنطفئ غالبًا بـ”تبويس اللحى” ورفع شعار “عفا الله عمّا مضى”.