برنارد خوري يوقّع “إثارة المدى” في مركز بيروت للفن: قراءة معمارية في هوية المدينة والسلطة
بيروت – Good-Press.net
في مشهد ثقافي وفكري راقٍ، وقّع المعماري اللبناني البارز برنارد خوري كتابه الجديد بعنوان “إثارة المدى”، وهو الجزء الثالث من سلسلة “العمارة الخاصة”، الصادر عن دار إصدارات دنقلا المحدودة، وذلك في مركز بيروت للفن، وسط حضور لافت من شخصيات فكرية وثقافية واقتصادية واجتماعية بارزة.

بين العمارة والسياسة: تأمّل في هوية بيروت
خلال اللقاء، قدّم خوري لمحة عميقة عن تجربته المهنية، مستعرضًا أبرز محطاتها وأعماله المعروفة بطابعها الجذري والمثير للجدل. واعتبر أن الكتاب يشكّل تجربة شخصية تأملية تمتد على عقود من العمل المعماري، متوغّلة في النسيج السياسي والاجتماعي المعقّد لمدينة بيروت.
ويبتعد “إثارة المدى” عن النمط التقليدي للكتب المعمارية التي تكتفي بسرد المشاريع المنفذة، ليقدّم بدلاً من ذلك رؤية تحليلية نقدية، تسمح للقارئ بالتفاعل مع الأفكار والأسئلة المتعلقة بسلطة المعماري، ودوره في صياغة المشهد الحضري للمدن العربية.
من بيروت إلى العالم العربي: دعوة لإعادة تخيّل المدن
يتميّز الكتاب أيضًا بتقديمه نقاشًا مفتوحًا حول المعمار في العالم العربي، متطرّقًا إلى الأبعاد الجمالية والأخلاقية والإيديولوجية التي تحكم البيئة المبنية. ويأتي ضمن سلسلة فكرية معمارية سبقتها أعمال مثل “لقاءات نقدية” مع المؤرخ المعماري ناصر رباط و”ملاحظات حول التكوين” مع المعماري الأردني عمار خماش، مما يعكس التزام السلسلة بالخصوصية الثقافية والتحليل النقدي بعيدًا عن النماذج الغربية الجاهزة.
وفي حديثه للحضور، شدّد خوري على أن العمارة لا يمكن فصلها عن السياق الاجتماعي والسياسي الذي تنتج فيه، بل يجب أن تكون أداة مقاومة وإعادة تفكير في أشكال السلطة والمكان والذاكرة.
كتاب “إثارة المدى”: مشروع ثقافي متكامل
بني الكتاب على أسلوب بصري وتوثيقي غني، يضم مخططات ومقاطع وصور من مشاريع خوري، بالإضافة إلى مقاطع سردية تعكس تطوره المهني والشخصي، ما يجعل منه مرجعًا ثقافيًا معماريًا متعدد الأبعاد، يجمع بين التأريخ والتحليل والتجربة الذاتية.