علوم وتكنولوجيا

بعد القيود الأميركية.. هل تكتب الصين فصلاً جديداً في الذكاء الاصطناعي بعيداً عن إنفيديا؟

بيروت:good-press.net|: هذا المقال يتناول موضوع "بعد القيود الأميركية.. هل تكتب الصين فصلاً جديداً في الذكاء الاصطناعي بعيداً عن إنفيديا؟" بالتفصيل.

بيروت:good-press.net| تتجه شركات التكنولوجيا في الصين إلى مواجهة مستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي قد يخلو من رقائق شركة إنفيديا Nvidia الأميركية العملاقة في ظل الإجراءات الأميركية الصارمة التي اتخذتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة بشأن التصدير.

وبدأت بالفعل بعض كبريات الشركات عملية ربما تكون طويلة وصعبة لتحويل تطويرها للذكاء الاصطناعي إلى رقائق محلية الصنع، خاصة في ظل مواجهتها لتناقص مخزونها من معالجات Nvidia، بالإضافة إلى تشديد ضوابط التصدير الأميركية.

وتعتبر شركات علي بابا Alibaba، وتينسنت Tencent، وبايدو Baidu، من بين الشركات الصينية الكبيرة التي بدأت في اختبار أشباه موصلات بديلة لتلبية الطلب الداخلي المتزايد المتعلق بالذكاء الاصطناعي واحتياجات العملاء، بحسب ما ذكره مسؤولون تنفيذيون في المجال.

تكثيف خطط الطوارئ

في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، اضطرت هذه الشركات إلى تكثيف خطط الطوارئ بعد فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أبريل/ نيسان، قيوداً جديدة على مبيعات الرقائق المفضلة لتلك الشركات “H20” من Nvidia، وهي نسخة مخففة صُممت لتتوافق مع القيود التي فُرضت في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

وفي أحدث تصعيد ضمن تطورات التوتر في هذا المجال، أبلغت إدارة ترامب الشركات الأميركية التي تقدم برمجيات تُستخدم في تصميم أشباه الموصلات بالتوقف عن بيع خدماتها للمجموعات الصينية، في أحدث محاولة لجعل تطوير الصين لرقائق متقدمة أكثر صعوبة، بحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن العديد من الأشخاص المطلعين على هذه الخطوة، قولهم يوم الأربعاء 28 مايو/ أيار، إن وزارة التجارة الأميركية أبلغت ما يسمى بمجموعات أتمتة التصميم الإلكتروني EDA (أي البرمجيات والأنظمة التي تُستخدم لتصميم وتطوير الشرائح الإلكترونية) – والتي تشمل Cadence وSynopsys وSiemens EDA – بالتوقف عن توريد تقنياتها إلى الصين.


اقرأ أيضاً: إنفيديا تحذر الكونغرس من تصاعد قدرات الذكاء الاصطناعي لهواوي


وزاد تشديد ضوابط التصدير الأميركية مؤخراً من الإلحاح على شركات التكنولوجيا الصينية من أجل التحرك، خاصة أن مخزونها الحالي من شرائح Nvidia لا يكفي لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي إلا حتى أوائل العام المقبل تقريباً، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة على الأمر لفايننشال تايمز.

في المعتاد تستغرق طلبات الرقائق الجديدة من ثلاثة إلى ستة أشهر لشحنها، ولا يزال من غير الواضح متى وما إذا كانت Nvidia ستتمكن من تقديم معالج جديد للصين يتوافق مع قواعد التصدير الأميركية الصارمة ويتمتع بقدرة تنافسية كافية ضد المنافسين المحليين في الصين.

بحث استخدام خيارات أخرى

رئيس مجموعة الذكاء الاصطناعي السحابية في شركة Baidu، شين دو، قال للمحللين الأسبوع الماضي، إن شركته يمكنها الاختيار من بين مجموعة من خيارات الرقائق – خصوصاً لمعالجة الاستدلال لحل المشكلات – لتحل محل معالجات Nvidia.

وقال شين: “نعتقد أنه بمرور الوقت، ستشكل الرقائق المُطورة محلياً والمكتفية ذاتياً، إلى جانب حزم البرامج المحلية ذات الكفاءة المتزايدة، أساساً قوياً للابتكار طويل الأمد في منظومة الذكاء الاصطناعي في الصين”.

وفي إشارة إلى البحث عن حلول أخرى بعيداً عن رقائق Nvidia، قال رئيس شركة Alibaba، إيدي وو، خلال مكالمة هاتفية بشأن الأرباح في وقت سابق من هذا الشهر: “نستكشف بنشاط حلولاً متنوعة لتلبية الطلب المتزايد من العملاء”.

وفي ذات السياق، قال رئيس Tencent، مارتن لاو، في مكالمة هاتفية أخرى بشأن الأرباح، إن شركته تعمل على زيادة كفاءة استخدام الرقائق، مع دراسة منتجات بديلة.

وأضاف لاو للمحللين: “يجب أن يكون لدينا ما يكفي من الرقائق المتطورة لمواصلة نماذج التدريب الخاصة بنا لبضعة أجيال أخرى في المستقبل”.

وذكر أن Tencent “قد تستخدم رقائق أخرى” لتلبية احتياجات الاستدلال المتزايدة.


اقرأ أيضاً: الرئيس الصيني : لن يكون هناك رابحون في الحرب التجارية وسياسة الرسوم الجمركية


شرائح هواوي

هذا الشهر، قال مركز أبحاث تابع لوزارة أمن الدولة الصينية إنه على الرغم من أن ضوابط التصدير التي تفرضها الولايات المتحدة كانت مؤلمة، فإنها “أشعلت شرارة طفرة في الابتكار المستقل في رقائق الذكاء الاصطناعي المحلية المتطورة، وسلسلة رقائق Ascend من هواوي Huawei خير مثال على ذلك”.

أيضاً قال معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “بدأت الكيانات المحلية في الصين بالفعل في شراء واستخدام رقائق Ascend على نطاق واسع”.

حتى الآن، كانت أكبر مشتري رقائق Huawei شركات مملوكة للدولة مثل China Mobile وشركات تعمل في قطاعات حساسة مثل الدفاع والرعاية الصحية والتمويل. ومن المتوقع أن تتنافس مجموعة أكبر بكثير من شركات التكنولوجيا المحلية على رقائق الشركة الصينية الرائدة.

التزم أولئك الذين يتطلعون إلى Huawei كبديل محتمل الصمت إلى حد كبير بشأن اختبار رقائق Ascend الخاصة بها، بعد أن أصدرت واشنطن توجيهات بشأن ضوابط التصدير هذا الشهر، محذرة من أن استخدام هذه الرقائق “في أي مكان في العالم” قد يؤدي إلى تعرض الشركات لعقوبات جنائية.


اقرأ أيضاً: الصين وإيران تفتتحان ممرًا حديديًّا جديدًا يُعيد رسم خريطة التجارة العالمية بعيدًا عن الحصار الأمريكي


رؤية رئيس إنفيديا لاستمرار هيمنة الولايات المتحدة

هذا الاتجاه كان الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia جنسن هوانغ يراه، وهو ما ظهر في تصريحاته خلال عدة مناسبات بعد تشديد ضوابط التصدير الأميركية، مشيراً إلى أن تسهيل تجارة الرقائق مع الصين هو ما سيؤدي إلى استمرار سيادة التكنولوجيا الأميركية في هذا المجال وليس العكس.

وقال هوانغ خلال مقابلة مع CNBC هذا الأسبوع: “ربما يكون هذا هو السبب الاستراتيجي الأهم للتواجد في الصين. فالصين تضم عدداً كبيراً من المطورين، ولأن العالم سيعتمد على تقنيات من دولة أو أخرى، ونحن نفضل أن تكون التكنولوجيا الأميركية هي السائدة”.

وذكر أن قواعد التصدير الجديدة ستؤدي إلى خسارة مليارات الدولارات من الإيرادات لشركة Nvidia وإيرادات ضريبية للولايات المتحدة، لكن الأهم من ذلك هو أن الخسارة في السوق الصينية لها تداعيات عالمية دائمة على الولايات المتحدة.

وقال إن المنصة التي تنجح تاريخياً هي تلك التي تضم أكبر عدد من المطورين – والصين موطن لـ 50% من باحثي الذكاء الاصطناعي في العالم.


Ti بعد القيود الأميركية.. هل تكتب الصين فصلاً جديداً في الذكاء الاصطناعي بعيداً عن إنفيديا؟

اقرأ أيضاً:الصراع يعود بين الولايات المتحدة و”هواوي” الصينية.. ما سر التوقيت؟


خسائر إنفيديا

أبلغت شركة Nvidia، يوم الأربعاء، عن توقعات أقل من التقديرات لمبيعات الربع المالي الثاني، وتوقع أن تصل هذه المبيعات إلى 45 مليار دولار مقابل تقديرات من LSEG للمبيعات خلال الربع بقيمة 45.9 مليار دولار.

وذكرت الشركة أن توقعاتها كانت ستصبح أعلى بنحو ثمانية مليارات دولار، لولا خسائر المبيعات الناجمة عن القيود الأخيرة على تصدير رقائق H2O المتجهة إلى الصين.


هل تخرج الشرائح الجديدة إلى النور قريباً وتستطيع المنافسة؟

يقدر محللون في شركة GF Securities أن شركة Nvidia قد تبدأ في إنتاج رقائقها التالية للتصدير إلى الصين، والمتوافقة مع قواعد التصدير الأميركية، في أوائل يوليو/ تموز.

وعلى الرغم من أن المعالج الجديد يعتمد على منتج بلاكويل المتطور من Nvidia، فإنه لن يحتوي على ذاكرة ذات عرض نطاق عالي (HBM)، وهي مكون أساسي لسرعة معالجة كميات كبيرة من البيانات، وفقاً لتقرير شركة GF Securities.

ولا تزال بعض التفاصيل الرئيسية غير واضحة، مثل ما إذا كانت المعالجات الجديدة ستحتوي على تقنية الربط البيني عالية السرعة NVLink من Nvidia.


وأشار الرئيس التنفيذي للشركة، خلال مكالمة هاتفية مع المحللين يوم الأربعاء، إلى قلة الحيلة التي تعاني منها الشركة في الفترة الحالية فيما يتعلق بالتفكير في منتج جديد للصين في ظل الخيارات المحدودة أمام الشركة. وقال: “ليس لدينا أي شيء في الوقت الحالي”.

وخلال مقابلته مع CNBC، قال هوانغ إن Nvidia “ستواصل حوارها” مع إدارة ترامب.

عملية تحول مكلفة ومرهقة

في المقابل فإن عملية تحول شركات التكنولوجيا الصينية من شرائح Nvidia إلى بدائل محلية ليست أمراً سهلاً، في ظل التكاليف الباهظة التي قد تتكبدها الشركات في حالة فعل ذلك.

ويستغرق نقل شيفرة التدريب، التي تم تطويرها أصلاً باستخدام إطار عمل برمجيات CUDA من Nvidia، إلى شبكة CANN من Huawei، وقتاً طويلاً للغاية، ويتطلب غالباً دعماً كبيراً من مهندسي  Huawei لتصحيح الأخطاء وتحسين الأداء، من بين أمور أخرى، بحسب فايننشال تايمز.

وبحسب تقديرات أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة تقنية صينية رائدة، من المتوقع أن يتسبب التحول إلى شبكة تابعة لـ Huawei في انقطاع لمدة ثلاثة أشهر تقريباً في تطوير المشروعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.


تدرس معظم الشركات اتباع نهج هجين، حيث يستمر تشغيل تدريب الذكاء الاصطناعي على شرائح Nvidia الحالية، بينما تُستخدم المعالجات المحلية للاستدلال، مع زيادة الطلب على هذا النوع من العمليات نظراً للاعتماد الأوسع للذكاء الاصطناعي في الصين.

في حين تسعى Huawei إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لدى شركائها، وتُطلق مصنع خاص بها لإنتاج الرقائق، إلا أن الإمدادات لا تُلبي الطلب الحالي.

وتجري شركات التكنولوجيا العملاقة أيضاً اختبارات على شرائح تنتجها شركات صينية أخرى لصناعة الرقائق، مثل كامبريكون Cambricon، وهيغون Hygon، في حين تعمل شركتا Baidu وAlibaba على تطوير معالجاتهما الخاصة لتلبية الطلب المتزايد.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي


 

إنفيديا - مصدر الصورة: Afp
⚠ تنويه: المحتوى المنشور يعكس وجهة نظر كاتبه فقط، وإدارة الموقع لا تتبنى ذلك بناءً على سياسة إخلاء المسؤولية .
بواسطة
good-press.net
المصدر
cnbcarabia
زر الذهاب إلى الأعلى