بعلبك والعودة المدوية بالحب والسلام

منذ تأسيسها في العام 1956 واجهت مهرجانات بعلبك الدولية التطورات اللبنانية والاحداث منذ ثورة العام 1958 وصولا الى احداث العام 1973 وحتى اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975 اضافة الى الحروب الاسرائيلية المتكررة منذ التسعينيات مرورا بأحداث فجر الجرود وصولا الى الحرب الاسرائيلية الاخيرة وفي كل مرة كان تعود هذه الاحتفالية وتبث الامل في نفوس اللبنانيين وتؤكد أن طائر الفينيق ينبعث دائما من رماده رافضة الاستسلام للجغرافيا ولعنتها وللتاريخ ورواسبه.
وشاء القدر ان تعيش هذه المهرجانات الاسطورية السيناريو ذاته هذا العام مع كل الرمزية التي تحملها بعلبك بعد الاعتداءات التي تعرضت لها لا سيما محيط القلعة الاثرية وفندق البالميرا التاريخي.
وبناء على كل ما تقدم كان لا بد من برنامج كبير برمزيته اولا حتى تكون العودة مدوية بالفرح والحب والسلام وليس بالحديد والنار.
فمهرجانات بعلبك الدولية التي قارب عمرها ال70 عاما لا بد من أن تحافظ عن حق على كلمة”الدولية” وربما قد تكون بعلبك من المهرجانات القليلة في لبنان التي لا زالت تنتج اعمالا دولية ضخمة وهذا ما سيحدث هذه السنة مع العمل العالمي “كارمن ” والذي سيقام على أدراج معبد باخوس جامعا فنانين لبنانيين وعالميين في احتفالية نادرا ما تقام في لبنان.
أما “لبناننا الحلو” الذي ولد في مهرجانات بعلبك سيحتفل في الثامن من اب المقبل بمئوية المعلم الكبير منصور الرحباني بحفل ضخم مع المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني والفنانة اللبنانية العالمية هبة طوجي وبالتالي تكون مهرجانات بعلبك الدولية قد اعادت النسمات الرحبانية الى القلعة التي أطلقت أعظم ثلاثي فني في لبنان والشرق الاخوين رحباني وفيروز.
وفي الثامن من اب سيحاكي التاريخ الساكن في الوجدان الحاضر والاتي من الايام وستؤكد هذه المهرجانات انها خارج أي منافسة لا في الماضي ولا اليوم ولا غدا لاعتبارات تاريخية ووجدانية وحضارية وطبعا فنية فقلعة فيروز لاتشبه غيرها وممكلة عاصي ومنصور عصية على التقليد والاستنساخ ومهرجانات بعلبك ستبقى الوجة الاجمل والحقيقي للبناننا الذي كان ولذلك الاتي حتما .