عربي ودولي

ترامب سيطلب من الدول العربية أن تختار بين المعسكرين الأمريكي والصيني خلال 3 أشهر

كلا الخيارين يحملان تحديات هائلة بالنسبة للعرب.

بيروت:good-press.net|: هذا المقال يتناول موضوع "ترامب سيطلب من الدول العربية أن تختار بين المعسكرين الأمريكي والصيني خلال 3 أشهر" بالتفصيل.

صورة بتقنية الذكاء الاصطناعي / Rt
صورة بتقنية الذكاء الاصطناعي / Rt

كتب :المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

ترامب يضع الدول العربية أمام خيار صعب: الانحياز إلى المعسكر الأمريكي أو الصيني خلال فترة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أشهر. ومع ذلك، فإن كلا الخيارين يحمل تحديات هائلة بالنسبة للدول العربية. في هذا السياق، يمكننا البدء بنكتة سوفيتية قديمة عن غورباتشوف وأفكاره لعلاج مشكلة الدجاج الميت، والتي تعكس بطريقة ما ما يحدث اليوم مع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.


النكتة السوفيتية ودروسها

النكتة تصف كيف حاول غورباتشوف “حل” مشكلة الدجاج الميت بحلول غير عملية وغير فعالة، مثل رسم نقاط زرقاء على الخشب الأبيض. هذه الحلول النظرية الرائعة لكنها بعيدة عن الواقع تذكرنا بالسياسات التجارية التي يتبعها ترامب. تنطلق أفكاره من نوايا حسنة وتبدو جيدة نظرياً، لكنها تتجاهل استحالة عكس المسار الموضوعي للتاريخ. هذا يجعل خططه غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ، خاصة مع التنفيذ الفوضوي الذي يعتمد على ردود فعل سريعة وغير مدروسة.


أهداف ترامب النظرية

  • حماية الصناعة الأمريكية : يسعى ترامب لتحفيز الاقتصاد المحلي عبر فرض رسوم جمركية على الواردات.
  • تقليص قدرات الصين التنافسية : يحاول ترامب تكرار الحيلة القديمة التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد اليابان في اتفاقيات بلازا عام 1985، حيث أجبرت طوكيو على تقليص نموها الاقتصادي.
  • جمع إيرادات إضافية : تعتبر الرسوم الجمركية أداة لتحقيق هذا الهدف.

لكن المشكلة الأساسية تكمن في الطريقة العشوائية والفوضوية التي يتم بها تنفيذ هذه السياسات. ترامب غالباً ما يتراجع عن قراراته بعد ساعات أو أيام قليلة عندما تظهر آثارها السلبية على الاقتصاد الأمريكي.


تأثير السياسات التجارية على المناخ الاستثماري

عدم القدرة على التنبؤ بقرارات ترامب يؤدي إلى تدمير مناخ الاستثمار في الولايات المتحدة. كما أن إلغاء الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الإلكترونية الصينية (22% من الإمدادات) يثير تساؤلات حول جدوى الحرب التجارية ككل. هذه الخطوة تفتح الباب أمام الصين لتعزيز نموها التكنولوجي، مما يعقد تحقيق الأهداف الأمريكية.


خطط ترامب المستقبلية

إذا افترضنا أن إلغاء بعض التدابير لم يكن عفوياً بل جزءاً من خطة أكبر، يمكننا رسم صورة كاملة لما يخطط له ترامب:

  1. فرض رسوم ثلاثية على دول العالم : سيتم تخفيضها تدريجياً بناءً على مقاومة الأطراف المعنية.
  2. تقسيم العالم إلى معسكرين :
    • المعسكر الأمريكي : الدول التي تدعم جهود ترامب لاحتواء الصين.
    • المعسكر الصيني : الدول التي تستمر في التجارة مع الصين.
  3. قطع العلاقات الاقتصادية مع الصين : بما في ذلك إنهاء التجارة المباشرة ومصادرة الاحتياطيات الصينية وتقييد المعاملات بالدولار.

دور الدول العربية وأوروبا

الدول العربية ستواجه ضغوطاً كبيرة لاختيار جانب. أما أوروبا، فستلعب دوراً محورياً في تحديد شكل هذه المعسكرات. منطق الأحداث يقودنا إلى أمرين:

  1. فشل الحرب التجارية : على الرغم من المحاولات، ستنتهي الحرب التجارية بالفشل، مما قد يدفع الولايات المتحدة نحو حرب ساخنة.
  2. فقدان ترامب لمصداقيته : الفوضى في سياساته التجارية قد تدفعه نحو البحث عن “حرب خاطفة منتصرة”، ربما مع إيران.

الخلاصة

الـ90 يوماً القادمة ستكون مليئة بمحاولات العديد من الدول لكسب ود ترامب أو التعامل مع ردود أفعاله الانتقامية. ومع ذلك، يبدو أن الوضع لن يستمر بهذا الشكل لفترة طويلة، وقد تتغير الأمور بشكل كبير قبل انتهاء هذه الفترة.

رابط قناة “تلغرام” الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

صورة بتقنية الذكاء الاصطناعي / Rt
⚠ تنويه: المحتوى المنشور يعكس وجهة نظر كاتبه فقط، وإدارة الموقع لا تتبنى ذلك بناءً على سياسة إخلاء المسؤولية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى