بيروت – Good Press |في خطوة تعكس توجّهًا متجددًا نحو السياسات الحمائية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخول قرار إلغاء الإعفاء الجمركي عن الشحنات الصغيرة القادمة من الصين حيّز التنفيذ،

واضعًا حدًا لما وصفه بـ”الاحتيال الكبير” الذي استغلّ لسنوات عبر بوابة الاستثناء الجمركي المعروف بـ”دي مينيماس”.
هذا الإعفاء، الذي أتاح للبضائع الصينية التي لا تتجاوز قيمتها 800 دولار دخول السوق الأمريكية دون رسوم، شكّل لفترة طويلة إحدى أبرز أدوات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود. غير أن إدارة ترامب ترى فيه الآن تهديدًا مباشرًا للاقتصاد المحلي وللشركات الصغيرة والمتوسطة التي تجد نفسها عاجزة عن منافسة تدفق البضائع الرخيصة القادمة من آسيا، خاصة عبر منصات كـ”Temu” و”Shein” وغيرها.
من الحماية إلى المواجهة
قرار ترامب جاء ضمن أمر تنفيذي يهدف إلى “تصحيح مسار التجارة العادلة”، بحسب ما أعلنه خلال مؤتمر صحفي، حيث قال إن “إلغاء العمل بدي مينيماس ضروري… إنه احتيال كبير ضد بلادنا وضد الأعمال الصغيرة، وقد أوقفناه الآن”.
وبموجب الإجراء الجديد، فإن الشحنات الصينية ستخضع لرسوم جمركية تصل إلى 120% من قيمتها الفعلية، أو تُفرض عليها رسوم ثابتة تبدأ بـ100 دولار وترتفع تدريجيًا لتصل إلى 200 دولار اعتبارًا من الأول من حزيران/يونيو المقبل.
تأثيرات مباشرة على المستهلك والسوق
يتوقع خبراء اقتصاديون أن يكون لهذا القرار أثر مباشر على المستهلك الأمريكي، الذي اعتاد الحصول على سلع استهلاكية منخفضة السعر عبر الإنترنت، خاصة الملابس والإلكترونيات والإكسسوارات. ومع فرض الرسوم الجديدة، سترتفع أسعار تلك المنتجات، ما قد يدفع المستهلكين إلى تقليل الطلب أو البحث عن بدائل محلية.
في المقابل، قد تستفيد بعض الشركات الأمريكية التي كانت تئن تحت وطأة المنافسة مع السوق الصينية، لكنها ستحتاج إلى وقت طويل لاستعادة الحصة السوقية التي خسرتها.
رسالة سياسية واقتصادية
يحمل القرار أبعادًا تتجاوز الاقتصاد، إذ يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الصينية توترًا متزايدًا على خلفيات تجارية وجيوسياسية. ويبدو أن ترامب يضع هذا القرار ضمن مسار استعادة “السيادة الاقتصادية” و”حماية الأسواق الوطنية” في حال عودته إلى البيت الأبيض، خاصة أن الخطوة قد تحظى بشعبية بين الناخبين المتضررين من العولمة.
تحرير: قسم الاقتصاد – Good-Press.net