صحافة ورأي
تصعيد جزائريّ ضدّ فرنسا… باريس متفاجئة وتتّهم العسكر

بيروت:good-press.net|: هذا المقال يتناول موضوع "تصعيد جزائريّ ضدّ فرنسا… باريس متفاجئة وتتّهم العسكر" بالتفصيل.

كتبت:رندة تقي الدين
أجواء عاصفة بين الجزائر وفرنسا
تفاجأت الأوساط الرسمية الفرنسية العليا بردّ الفعل الجزائري على توقيف أحد موظفي القنصلية الجزائرية في فرنسا في إطار ملاحقة قضائية، باتخاذ قرار طرد ١٢ موظفاً فرنسياً في بعثة الأمن الفرنسية في الجزائر. واعتبرت هذه الأوساط الإجراء الجزائري تراجعاً واضحاً عن نية الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون العمل على تحسين العلاقات مع فرنسا مع اتّخاذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطوات في هذا الاتجاه، رغم أنّ وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو كان انتقد بشدّة الموقف الجزائري من رفض استقبال الجزائريين غير المرغوب بهم في فرنسا بسبب ملاحقات قضائية.
المبادرات الدبلوماسية الفرنسية
- أرسل ماكرون وزير الخارجية جان نويل بارو إلى الجزائر الأسبوع الماضي لتحسين العلاقات المتدهورة منذ اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء الغربية.
- وجهّ ماكرون رسالة عبر مستشارته آن كلير لوجاندر إلى الرئيس تبون، مؤكدًا رغبته في عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.
وجهات النظر المتباينة
- الجزائر: تعتبر توقيف موظف قنصليتها مع اثنين آخرين “اعتداءً على السيادة”، بينما تؤكد فرنسا أن القضية قضائية بحتة.
- فرنسا: تتهم المؤسسة العسكرية الجزائرية بعرقلة أي تقارب، وتشير إلى أن النظام الجزائري لا يفهم استقلالية القضاء الفرنسي.
خلفية الأزمة
- يرى محللون أن جزءًا من المؤسسة العسكرية الجزائرية يستخدم التوتر مع فرنسا كورقة ضغط داخلية للسيطرة على الشباب الراغب في الهجرة إلى أوروبا.
- انتقاد وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو لسياسة الهجرة الجزائرية، ودعمه العلني للمغرب، زاد من حدة التوتر.
التحديات التاريخية
- فشل جميع الرؤساء الفرنسيين منذ فرانسوا ميتران حتى ماكرون في تحقيق مصالحة دائمة مع الجزائر بسبب تدخل المؤسسة العسكرية.
- القضية الرمزية: الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال يظلّ سجينًا في الجزائر، وقد يتأثر مصيره بتطور الأزمة.
خلاصة التقرير
- التصعيد الحالي يعكس صراعًا أعمق بين رغبة الجزائر في الحفاظ على الهوية الوطنية وضغوط فرنسا لفرض سياسات هجرة صارمة.
- المراقبون يتوقعون استمرار التوترات مع اقتراب الانتخابات الفرنسية عام 2027، حيث يسعى روتايو لتعزيز موقفه عبر خطاب متشدد.
