جنازة البابا فرانسين حضور جماهيري حاشد

بيروت:good-press.net|: هذا المقال يتناول موضوع "جنازة البابا فرانسين حضور جماهيري حاشد" بالتفصيل.
تركّزت وسائل الإعلام العالمية، أمس، على الحضور الكبير لزعماء العالم في مراسم جنازة ودفن البابا فرنسيس، التي شارك فيها 12 ملكًا و50 رئيس دولة. إلا أن معظم هذه الوسائل تناست الإشارة إلى الحضور الكثيف للفقراء والمهمّشين الذين خُصصت لهم أماكن أمامية في مراسم التشييع.

عند وصول النعش إلى مثواه الأخير في كاتدرائية “مريم الكبرى”، كان عدد كبير من الفقراء والمحتاجين ينتظرون حاملين الورود، والدموع تملأ عيونهم. إنه البابا فرنسيس، بابا الفقراء.
خصصت جميع الصحف الإيطالية صفحاتها الأولى وعدداً من الصفحات الداخلية، المليئة بالصور المؤثرة، للمشهد المهيب للجماهير التي لم تملأ فقط ساحة القديس بطرس والمناطق المحيطة بالفاتيكان، بل أيضًا مسافة الستة كيلومترات التي قطعها النعش من كاتدرائية القديس بطرس حتى كاتدرائية “مريم الكبرى”، وقد وصفت الصحافة المشهد بأنه “مهيب يملؤه الخشوع والرهبة”.
تفاصيل الجنازة الرسمية
كتبت صحيفة “أوبسورفاتوري رومانو”، الناطقة باسم الكرسي الرسولي:
“وتحت أنظار العالم أجمع، ترأس صباح أمس الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، عميد مجمع الكرادلة، مراسم جنازة قداسة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. وسط جلال الصمت وصلوات المؤمنين، التفّ المؤمنون ورؤساء الدول والحكومات حول الجثمان الطاهر، يودّعون راعياً أعطى حياته حباً لله وللكنيسة وللإنسان. وبين أروقة التاريخ وصدى الأجراس الحزينة، خفقت القلوب بالدعاء لراحة من حمل صليب الخدمة حتى الرمق الأخير، شاهداً على الرجاء ومعلّماً في التواضع والمحبة”.
من جهته، كتب موقع “فاتيكان نيوز” أن الكاردينال جيوفاني باتيستا ري ألقى عظة مؤثرة لامست القلوب، استعرض فيها مسيرة البابا الراحل، وشهادته في الإيمان، وتواضعه العميق، ودعوته الدائمة إلى المحبة والرحمة.
وتحدث الكاردينال في عظته قائلاً:
“إن آخر صورة له ستبقى محفورة في عيوننا وقلوبنا هي صورته يوم الأحد الماضي، في عيد الفصح المجيد، عندما رغم معاناته الصحية الشديدة، شاء أن يباركنا من شرفة بازيليك القديس بطرس، وأراد أن ينزل إلى هذه الساحة في الباباموبيلي المكشوف ليحيّي الحشود الغفيرة التي احتشدت للمشاركة في قدّاس الفصح. وفي صلاتنا الآن، نود أن نوكل روحه إلى الله، ملتمسين له السعادة الأبدية في أفق محبة الله الساطع والمجيد”.
لماذا اختار البابا فرنسيس كاتدرائية “مريم الكبرى”؟
في سياق متصل، التقت “الوكالة الوطنية للإعلام” عددًا من الزملاء المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، الذين أجمعوا على أن البابا فرنسيس (خورخي برغوليو) خالف التقليد المتبع بطلبه أن يُدفن في بازيليك “سانتا ماريا مادجوري” (القديسة مريم الكبرى)، حيث توجد أيقونة العذراء “خلاص الشعب الروماني”، أيقونة بيزنطية يروى أن القديس لوقا الإنجيلي هو من كتبها.
وهكذا تحققت أمنية البابا فرنسيس، وتم استقبال رفاته أمس في هذه الكنيسة العريقة بعد قداس الجنازة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. وكان البابا قد زار بازيليك القديسة مريم الكبرى قبل أيام قليلة من وفاته.
الجدير بالذكر أن البابا كتب في وصيته رغبته بأن يكون مثواه الأخير في هذه البازيليك، التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الرابع الميلادي، بحسب التقليد.
زيارات البابا فرنسيس إلى بازيليك مريم الكبرى
قال المراسل لدى الكرسي الرسولي الزميل روبيرتو ماتزيا إن البابا فرنسيس قام خلال سنوات حبريته الاثنتي عشرة بـ126 زيارة إلى هذه البازيليك.
وقد كانت الزيارة الأولى في 14 آذار 2013، غداة انتخابه على السدة البطرسية، فيما كانت الزيارة الأخيرة في 12 نيسان 2025، عشية بداية أسبوع الآلام.
كما درجت العادة على أن يزور البابا فرنسيس البازيليك قبل وبعد كل رحلة بابوية يقوم بها خارج الأراضي الإيطالية.
إرث إنساني خالد
رحل البابا فرنسيس، تاركًا إرثًا إنسانيًا كبيرًا وتعاليم مسيحية أصيلة، بحسب ما أجمع عليه معظم الصحف العالمية.
وكان البابا يقول دائمًا:
“الثروة ليست تلك التي نملكها، بل تلك التي نقدمها”.
