في تصريحات أثارت اهتمام الأوساط التكنولوجية والسياسية على حد سواء، أكد الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” جينسن هوانغ،
أن الفجوة بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي باتت ضئيلة للغاية، مشيرًا إلى أن الصين “خلفنا مباشرة”، في إشارة إلى اشتداد المنافسة العالمية على تقنيات المستقبل.
وخلال مؤتمر تقني عُقد في واشنطن، قال هوانغ إن شركة “هواوي” الصينية تمثل نموذجًا للقوة التكنولوجية الصاعدة، معتبرًا إياها من بين أقوى شركات التكنولوجيا في العالم. وأضاف: “الصين ليست متأخرة. هل هم متقدمون علينا؟ لا، لكنهم قريبون جدًا جدًا.”
قيود أميركية… وخسائر ضخمة
تأتي تصريحات هوانغ في ظل تشديد القيود الأميركية على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين. فقد فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حظرًا على تصدير رقائق “H20” التي طورتها إنفيديا خصيصًا لتتوافق مع قيود سابقة. ووفق بيان للشركة، فإن هذه الإجراءات قد تُكبّدها خسائر تقدر بـ 5.5 مليار دولار.
ورغم تأكيده على التزام شركته بالسياسات الحكومية، عبّر هوانغ عن أمله في أن تُعيد الإدارة الأميركية النظر في لوائح تصدير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بما يسمح للشركات الأميركية بالاستفادة من فرص الأسواق العالمية.
وقال: “نحن بحاجة إلى تسريع نشر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية حول العالم. وإن سياسات الإدارة وتشجيعها ضروري لدعم ذلك.”
تحذيرات استثمارية موازية
من جهة أخرى، حذّرت شركة الأبحاث Seaport Global Securities المستثمرين في سهم “إنفيديا”، مشيرة إلى أن السعر المستهدف للسهم هو 100 دولار فقط، معتبرة أن مكاسب الذكاء الاصطناعي قد تم تسعيرها بالكامل في الوقت الحالي.
ويأتي هذا التحذير رغم الطلب المتزايد على رقائق إنفيديا، المستخدمة في تدريب أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي مثل تلك التي تطورها OpenAI، إلا أن الحظر على البيع في السوق الصينية قد يحدّ من النمو المرتقب.
كلمة المحرر:
في ضوء هذه التطورات، تبدو المنافسة بين واشنطن وبكين على التفوق في الذكاء الاصطناعي مرشحة لمزيد من التصعيد، وسط دعوات من عمالقة التكنولوجيا لتبني سياسات أكثر انفتاحًا، تحمي الريادة الأميركية وتتيح في الوقت نفسه فرص نمو عالمية.
