بيروت : good-press.net |: هذا المقال يتناول موضوع سورية خطًّا أماميًا لحماية الأمن السعودي بالتفصيل.
في سياق متحوّل إقليميًا ودوليًا، نشرت شبكة البحوث العابرة للحدود (X-Border Local Research Network)،

المدعومة من مشروع التنمية الدولية البريطاني بالتعاون مع معهد كارنيغي للشرق الأوسط، ومؤسسة آسيا، ومعهد الأخدود العظيم، دراسة تحليلية تسلط الضوء على الموقع الجديد الذي تتّخذه سورية في حسابات الأمن الإقليمي للمملكة العربية السعودية. ويُظهر التقرير، الذي يستند إلى معطيات سياسية وميدانية موسّعة، كيف أصبحت سورية بمثابة جبهة أمامية متقدمة في استراتيجية الرياض الإقليمية لمواجهة النفوذ الإيراني، والاختراق الإسرائيلي، والتوسع التركي.
وتنطلق هذه الدراسة من فهم ديناميكيات النزاعات الحدودية في مناطق هشّة سياسيًا وأمنيًا، حيث تتقاطع المصالح المحلية مع التوترات العابرة للدول، بما يُسهم في تعقيد خرائط النفوذ التقليدية. من هنا، فإن مقاربة السعودية لسورية بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، تنطلق من رؤية أمنية واستراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة تموضع المملكة كقوة عربية قادرة على إدارة التوازنات في مشهد إقليمي متشابك.
أولويات الرياض في سورية: إدارة التوازنات لا إسقاط النظام الجديد
رغم العداء التقليدي بين السعودية ونظام بشار الأسد، لم تُخفِ الرياض قلقها من الفراغ الذي تركه سقوط النظام، في ظل تمدد تركي شمالي، وسعي إيراني لاستعادة نفوذها، وتدخل إسرائيلي متزايد. تحاول المملكة تثبيت النظام الجديد ومنع تفكك الدولة السورية بما يحفظ استقرار الحدود الشمالية ويمنع توسع شبكات التهريب أو إعادة صعود الجماعات المتطرفة.
ثلاثية التهديد: تركيا، إيران، إسرائيل
تسعى أنقرة إلى تغيير التركيبة السكانية في شمال سورية من خلال إعادة توطين العرب والتركمان، وتحقيق هيمنة سياسية في المناطق الكردية. بينما تتابع إيران إعادة تنظيم وكلائها واستغلال الفوضى لإحياء خطوط إمداد حزب الله. وتكثف إسرائيل تدخلها العسكري، وتسعى لخلق روابط مع الدروز السوريين، ما تعتبره السعودية خطرًا مباشرًا على استقرار سورية ووحدتها.
استراتيجية سعودية متعددة المسارات: من التنسيق التركي إلى توظيف القبائل
تراهن الرياض على التنسيق المشروط مع تركيا في ملفات أمنية وإعادة الإعمار، وتستخدم علاقاتها العميقة مع القبائل العربية شمال شرق سورية لتقويض نفوذ إيران. وقدّمت تمويلًا مباشرًا لبعض القوى المحلية منذ سنوات، لا سيما في دير الزور والرقة، لمواجهة داعش والنفوذ الإيراني معًا.
معركة الرواية: دبلوماسية سعودية ضد التوغل الإسرائيلي
في غياب أوراق عسكرية فاعلة، لجأت الرياض إلى التصعيد الدبلوماسي ضد تل أبيب، وتوظيف أدواتها الإعلامية لتشكيل خطاب عام عربي داعم لسورية، ومندد بالانتهاكات الإسرائيلية. وتسعى كذلك لحشد موقف خليجي موحّد يعيد تثبيت دورها القيادي في الملف السوري.
خاتمة: اختبار مصيري لدور السعودية في المشرق
تُظهر الدراسة أن سورية أصبحت ميدانًا حاسمًا لاختبار قدرة المملكة على إعادة التموقع كقوة إقليمية عربية في وجه خصومها التقليديين. لكنّ تحقيق هذا الهدف مشروط بقدرة الحكومة السورية الجديدة على تجاوز تحدياتها الداخلية، وثبات الدعم السعودي الدبلوماسي والمالي في ظل استقطاب إقليمي معقّد.
…
تم إعداد هذه المادة اعتمادًا على دراسة بحثية موسعة صادرة عن برنامج X-Border Local Research Network، بدعم من مشروع التنمية الدولية البريطاني، ولا تعكس بالضرورة مواقف الحكومة البريطانية.
لقراءة الدراسة كاملة من المصدر