سيناريو إغلاق مضيق هرمز.. أزمة طاقة أم اختبار لخطط الطوارئ؟

مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وشنّ الولايات المتحدة ضربات على منشآت نووية إيرانية، عاد مضيق هرمز إلى صدارة الأحداث العالمية بوصفه شريانًا حيويًا للطاقة. التهديدات المتكررة بإغلاقه تثير مخاوف من أزمة نفطية عالمية، خاصة مع هشاشة الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة.

❖ أهمية استراتيجية للمضيق

يُعتبر مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية في العالم. وتصفه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) بأنه “أهم نقطة عبور للنفط في العالم”، إذ يربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، ويمر عبره يوميًا حوالي 20 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات.

ويمثل هذا المضيق المعبر الرئيسي لصادرات كبار منتجي النفط مثل السعودية، الإمارات، العراق، والكويت، إلى الأسواق العالمية. كما تعتمد قطر عليه لشحن غازها الطبيعي المسال، ما يجعل أي تعطيل فيه تهديدًا مباشرًا للأسواق.

❖ المخاوف من رد إيراني

يقول سول كافونيتش، كبير محللي الطاقة في شركة MST ماركي في سيدني:

“في حال ردّت إيران باستهداف البنية التحتية النفطية أو التضييق على الملاحة، فقد ترتفع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل”.

بينما اعتبر جيمي كوكس من مجموعة هاريس المالية أن الأسعار قد تستقر لاحقًا إذا توجّهت الأطراف نحو تسوية سياسية، لكنه حذّر من تقلبات كبيرة في الأمد القريب.

❖ بوادر توتر في البحر

رغم عدم تسجيل هجمات مباشرة على السفن حتى اللحظة، أفادت وكالات أنباء دولية مثل أسوشيتد برس ورويترز عن ارتفاع مستوى التأهب الأمني لدى السفن المارة، وإلغاء بعض الشحنات، فضلًا عن تسجيل حالات تشويش إلكتروني على أنظمة الملاحة في محيط المضيق.

❖ تداعيات اقتصادية وارتفاع تكاليف الشحن

ذكرت وكالة بلومبيرغ أن تكاليف الشحن من الشرق الأوسط ارتفعت بنسبة 20% إلى شرق آسيا و40% إلى شرق إفريقيا خلال أيام قليلة. وهذا الارتفاع ينعكس على أسعار النفط، خصوصًا للدول الآسيوية المستوردة للطاقة.

وتُقدّر EIA أن 82% من شحنات النفط عبر المضيق تذهب إلى آسيا، وخاصة إلى الصين، الهند، اليابان وكوريا الجنوبية، ما يجعل هذه الدول الأكثر عرضة للتأثر.

❖ هل تغلق إيران المضيق؟

ورغم تلويح إيران مرارًا بإغلاق المضيق، إلا أن هذا الخيار محفوف بالمخاطر. فإيران تعتمد بدورها على المضيق لتصدير نفطها إلى الصين – الشريك التجاري الأبرز – وأي إغلاق سيضرب اقتصادها قبل غيرها. وقد نقلت رويترز عن محللي جي بي مورغان قولهم:

“إغلاق المضيق سيكون له أثر عكسي على إيران، خاصة في علاقتها مع الصين”.

❖ هل تمتلك دول الخليج بدائل؟

استعدادًا لمثل هذا السيناريو، طورت السعودية والإمارات خطوط تصدير بديلة لتجاوز مضيق هرمز. أبرزها:

وتُقدّر الطاقة الإجمالية لهذه البدائل بنحو 2.6 مليون برميل يوميًا.

❖ ماذا لو حصل الإغلاق؟

🟠 خلاصة

إغلاق مضيق هرمز ليس مجرد تهديد بحري، بل اختبار حقيقي للبنية التحتية للطاقة العالمية، ولخطط الطوارئ الإقليمية والدولية. وبينما تملك بعض دول الخليج بدائل، يبقى الاعتماد الكبير على المضيق عنصر ضعف مشترك في معادلة الطاقة العالمية.


 

بواسطة
Good-press.net
المصدر
إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)+ وكالة رويترز+ وكالة أسوشيتد برس+ بلومبيرغ+ العربية+ JP Morgan+ Harris Financial Group+ MST Marquee+
Exit mobile version