محليات

شرارات الكلمات قبل البنادق: دعوة للوفاق اللبناني بعيدًا عن منطق الحروب

في ظل الذكرى الخمسين للحرب الأهلية اللبنانية، أطلق المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب نداءً وطنيًا يدعو إلى تجاوز منطق الاقتتال وصناعة صيغة وفاق جديدة تعزز الوحدة الوطنية

المفتي طالب
المفتي طالب

 

في ظل الذكرى الخمسين للحرب الأهلية اللبنانية، أطلق المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب نداءً وطنيًا يدعو إلى تجاوز منطق الاقتتال وصناعة صيغة وفاق جديدة تعزز الوحدة الوطنية وتنهض بلبنان من حالة الانهيار التي يعيشها. وأكد سماحته أن شرارة الحروب لا تنطلق من البنادق فقط، بل من الكلمات التي تحمل الإثارة والانفعال وتثير العصبيات الطائفية والمذهبية.

نداء للخروج من دائرة الفتن

شدد الشيخ أحمد طالب على أن اللبنانيين بكل طوائفهم وأحزابهم ومكوناتهم السياسية قد أدركوا أن الحروب الداخلية لا تجلب سوى الدمار والخراب. وأشار إلى أن الشعب ليس بحاجة لمزيد من التجارب المؤلمة ليتعلم أن الحرب ليست في مصلحة أحد، وأنها لا تؤدي إلا إلى الويلات وتدمير الوحدة الداخلية والعيش المشترك.

في هذا السياق، حذر سماحته من خطورة استمرار الخطاب التحريضي الذي يُعيد إشعال نار الخلافات ويهدد الجهود المبذولة لبناء السلام الداخلي. وأشار إلى أن المشكلة ليست فقط في البنادق التي تطلق النار، بل في الكلمات التي تُستخدم كوقود لإشعال فتيل النزاعات. وللأسف، ما زالت هذه الكلمات تتردد من جهات كانت لها “اليد الطولى” في الحرب الأهلية وما زالت تستحضر ذكريات الماضي المؤلمة دون تقديم رؤية بنّاءة للمستقبل.

خطورة العودة إلى منطق الحرب

لفت المفتي إلى أن لبنان يواجه تحديات داخلية وخارجية خطيرة، وعلى رأسها استمرار الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته اليومية. وفي ظل هذه التحديات، فإن الانقسامات الداخلية واستمرار خطاب الكراهية والحقد لن تؤدي إلا إلى زيادة ضعف لبنان أمام العدو الخارجي. وأكد أن الحفاظ على عناصر القوة والمِنعة الداخلية يتطلب التخلي عن خطاب العنف والانتقال إلى كلمات الوئام والسلام والمحبة.

ثمّن سماحته دعوة رئيس الجمهورية إلى العمل على تطوير النظام اللبناني بعيدًا عن منطق الحروب، والتخلي عن خطاب التخويف والتخوين الذي يعمّق الانقسامات. وأشار إلى أن الشعب اللبناني بجميع فئاته يتوق إلى سماع كلمات تبعث الطمأنينة وتعزز الثقة بين مكوناته، خاصة بعد المآسي التي عاشها خلال العقود الماضية.

الكلمة أداة بناء أو هدم

أكد المفتي أن الكلمة يمكن أن تكون أداة بناء أو هدم، وأنها تمثل المسار الأساسي لحماية الوطن وصون وحدته. ودعا الجميع إلى التحدث بمحبة وبث كلمات الرحمة فيما بينهم، مشددًا على أهمية التوجه نحو خطاب متوازن يساعد القيادات الوطنية في اختصار المسافات الزمنية والميدانية لتحقيق الهدف الكبير المتمثل في عودة لبنان إلى عهود النجاح والازدهار.

لحظة تاريخية في منطقة مضطربة

وختم سماحته بالقول إن لبنان يعيش في منطقة يضربها إعصار التوتر، حيث تتحكم عناصر الخوف على الوجود والمستقبل بمصير العديد من الدول. وفي ظل هذه الظروف، يصبح من الضروري أن يكون اللبنانيون قدوة في التمسك بالوحدة الوطنية والعمل المشترك لتجاوز التحديات.

⚠ تنويه: المحتوى المنشور يعكس وجهة نظر كاتبه فقط، وإدارة الموقع لا تتبنى ذلك بناءً على سياسة إخلاء المسؤولية .
بواسطة
Good Press
المصدر
وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى