بيروت | good-press.net|في خضم سباق عالمي للهيمنة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تسعى “أبل” إلى توسيع قدرات أجهزتها الذكية داخل السوق الصينية—ثاني أكبر سوق لها عالميًا—من خلال شراكة مع شركة “علي بابا”.
غير أن هذه الخطوة وضعتها تحت مجهر التدقيق السياسي والأمني في واشنطن، وسط تزايد المخاوف من التأثيرات الجيوسياسية، والتداخل الحساس بين التكنولوجيا والاستخدامات العسكرية.

🇺🇸 قلق واشنطن: الذكاء الاصطناعي كسلاح استراتيجي
- تعتبر دوائر القرار الأميركي أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية مدنية، بل أصبح أداة حاسمة في المعارك المستقبلية، خصوصًا في التحكم بالمسيرات وتنسيق الهجمات.
- لذلك، تسعى واشنطن إلى تقييد وصول بكين إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما أدى سابقًا إلى منع أبل من شراء شرائح ذاكرة من “YMTC”، والآن يهدد شراكتها مع “علي بابا”.
دوافع “أبل”: الحفاظ على الريادة في الصين
- ترى أبل أن مستقبل آيفون مرتبط بميزات الذكاء الاصطناعي مثل “Apple Intelligence”.
- وبما أن شركاء أبل الغربيين مثل OpenAI غير نشطين في الصين، لجأت إلى “علي بابا” لضمان تقديم نفس الميزات للمستخدمين الصينيين.
- الفشل في تنفيذ الصفقة قد يُفقد آيفون ميزات تنافسية أمام “هواوي” و”شاومي”، مما يهدد نحو 20% من عائداتها التي تأتي من الصين.
تفاصيل التدقيق الأميركي: أسئلة بلا إجابات
- عقدت لجنة مجلس النواب المعنية بالصين اجتماعات مباشرة مع مسؤولي أبل، وطرحت أسئلة عن:
- البيانات التي ستتم مشاركتها مع “علي بابا”.
- الالتزامات القانونية تجاه الجهات الصينية.
- لم تُقدّم “أبل” إجابات واضحة في تلك الاجتماعات، ما زاد من ريبة واشنطن.
🇨🇳 التنازلات المحتملة وقوانين الرقابة الصينية
- يخشى المشرعون الأميركيون من أن تضطر “أبل” إلى توقيع اتفاقيات تجعلها خاضعة لقوانين الرقابة الصينية.
- القلق يمتد إلى إمكانية استخدام بيانات المستخدمين لتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية، مما قد ينعكس لاحقًا على القدرات الدفاعية للصين.
هل تمضي الصفقة؟ وماذا لو أُلغيت؟
- تأكيد رئيس مجلس إدارة “علي بابا” على وجود الشراكة وضع “أبل” في موقف صعب بين الحفاظ على السوق الصينية وتفادي الصدام مع الإدارة الأميركية.
- في حال تراجعت “أبل”، ستفقد ميزة الذكاء الاصطناعي في الصين، ما يفتح الباب أمام المنافسين المحليين لتعزيز تفوقهم.
خلاصة
تمثل صفقة “أبل – علي بابا” نموذجًا معقّدًا لتقاطع التكنولوجيا العالمية مع السياسات الجيوسياسية. وبينما تسعى “أبل” للحفاظ على مكانتها في السوق الصينية، تجد نفسها مجبرة على السير على حبل مشدود بين الرغبة في الابتكار والضغوط السياسية من واشنطن.
ويبقى السؤال: هل تستطيع “أبل” إيجاد صيغة وسط تحفظ مصالحها التجارية من دون الاصطدام بالأمن القومي الأميركي؟