في دهاليز “صندوق النقد”.. صفقة سرية تنهي حرب الرسوم بين واشنطن وبكين
من واشنطن إلى جنيف.. كيف نجحت صفقة الـ90 يوماً في كسر الجمود التجاري بين العملاقين؟

بيروت:good-press.net|: هذا المقال يتناول موضوع "في دهاليز “صندوق النقد”.. صفقة سرية تنهي حرب الرسوم بين واشنطن وبكين" بالتفصيل.

في مشهد أقرب إلى أفلام الجاسوسية، اجتمع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ونظيره الصيني لان فوأن قبل 3 أسابيع في قبو مقر صندوق النقد الدولي بواشنطن، بعيداً عن عدسات الإعلام، في محاولة لإنقاذ ما تبقى من العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بحسب تحقيق مفصل لصحيفة “فاينانشال تايمز”، اطلعت عليه “العربية Business”.
وأفادت الصحيفة نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن اللقاء، الذي لم يُكشف عنه سابقاً، كان الأول من نوعه منذ تولي دونالد ترمب الرئاسة وإشعاله فتيل حرب الرسوم الجمركية. بعد مفاوضات ماراثونية، توصل الطرفان إلى هدنة تجارية في جنيف تقضي بخفض الرسوم المتبادلة بمقدار 115 نقطة مئوية ولمدة 90 يوماً.
الرسوم الجمركية ترفع توقعات انكماش الاقتصاد الألماني خلال 2025
اقتصاد
الحرب التجاريةالرسوم الجمركية ترفع توقعات انكماش الاقتصاد الألماني خلال 2025
رغم التصريحات النارية من الجانبين، فإن الاتفاق جاء أسرع مما توقعه المراقبون، ما أثار تساؤلات: من الذي “رمش أولاً”؟ ترمب أعلن “انتصاراً كاملاً”، فيما وصفت وسائل إعلام صينية الاتفاق بأنه “نصر كبير لبكين”. وعلى مواقع التواصل الصينية، لم يتردد البعض في القول: “أميركا تراجعت”.
الخبيرة الاقتصادية أليسيا غارسيا-هيريرو من بنك “ناتيكسيس” الفرنسي قالت بوضوح: “الولايات المتحدة هي من رمشت أولاً… لقد بالغت في تقدير قدرتها على رفع الرسوم دون أن تتأذى”.
هدنة مؤقتة.. ولكن!
الاتفاق المؤقت خفف من حدة الأزمة، لكنه لم يُنهها. فحتى بعد الهدنة، ستبقى الرسوم الأميركية على البضائع الصينية عند مستوى 40%، مقابل 25% من الجانب الصيني، وفقاً لتقدير “كابيتال إيكونوميكس”. ولا تزال قطاعات مثل السيارات الكهربائية تحت رحمة رسوم إضافية فرضتها إدارة بايدن.
رغم الارتياح المؤقت في الأسواق، إلا أن الخبراء يحذرون من أن الطريق لا يزال طويلاً، وقال سكوت كينيدي، الخبير في الشؤون الصينية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “ستكون مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين أشبه برحلة قطار ملاهي”. “يمكن للأسواق تنفس الصعداء، لكن التقلبات قادمة لا محالة.”
