في ذكرى ولادة الإمام القائد السيد موسى الصدر… وُلد الرجاء في هذا الوطن

 

|عبدالله ناصرالدين|

في مثل هذا اليوم، لم يُولد رجلٌ عاديّ، بل وُلدت فينا فكرة… ومشى بيننا أملٌ ناطقٌ بالحق، اسمه الإمام السيد موسى الصدر.

منذ أن وطأت قدماه أرض لبنان، قادمًا من أرض العلم والعرفان، جاء حاملاً مشروعًا بحجم وطن، وعيناه على المظلومين والفقراء والمحرومين، وعلى الوطن الذي أراده نهائيًا لجميع أبنائه. لم يكن قدومه إلى لبنان انتقالًا جغرافيًا، بل تحولًا في مسار تاريخ بأكمله.

السيد موسى الصدر…
السيد موسى الصدر…

سماحته لم يكن زعيم طائفة، بل زعيم وطني. شخصية استثنائية في مسيرة الكيان اللبناني، استطاع أن يضع الشيعة في قلب المعادلة الوطنية، لا على هامشها. أسّس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كإطار جامع لتنظيم شؤون الطائفة، ومَنَحها هوية فكرية وسياسية واجتماعية واضحة، وجعلها شريكًا أساسيًا في صياغة مستقبل البلاد.

أطلق فتواه الشهيرة: “إسرائيل شرٌ مطلق، والتعامل معها حرام”، ليُؤسّس بذلك مبدأً عقائديًا وثابتًا وطنيًا ما زال يُشكّل ركناً من أركان الخط المقاوم. وكانت فلسطين، ولا تزال، قضيته الأولى، يسكن حبّها قلبه، وتتجذّر عدالتها في وجدانه.

آمن بأن مقاومة الاحتلال لا تكون بالشعارات، بل ببناء الإنسان المقاوم، وخصوصاً في القرى الحدودية، حيث أسّس لولادة أول مقاومة لبنانية وطنية تُواجه العدو وتردع أطماعه “أفواج المقاومة اللبنانية”، قبل أن تُصبح المقاومة نهجًا كاملاً يحتضنه الجنوب والبقاع وكل لبنان.

لم يغفل عن الداخل، فنسج علاقات مميّزة مع القادة الروحيين للطوائف اللبنانية، وبنى جسورًا متينة بين المذاهب، حفر بها في جدار الطائفية شقوقًا من رجاء الوحدة.

وضع استراتيجيات وطنية سبقت عصرها، وفي حال طُبّقت بحذافيرها، لَكُنّا اليوم في مصاف الدول المتقدّمة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

في ذكرى ولادته، لا نحتفي فقط بالرجل، بل بالمشروع… مشروع لبنان الرسالة. سلامٌ على من مشى بيننا يومًا، وغيّبوه، لكنه بقي فينا نبضًا وهويّة…

الإمام موسى الصدر، الحاضر الذي لا يُنسى، والقائد الذي لا يُعَوّض.

بواسطة
Good-press.net
المصدر
موقع مرجعيون
Exit mobile version