صحافة ورأي

في ودّ نواف سلام وهجاء «حزب الله» له: قراءة في معادلة الإصلاح والسيادة

مقدمة: هذا المقال يتناول موضوع في ودّ نواف سلام وهجاء «حزب الله» له: قراءة في معادلة الإصلاح والسيادة بالتفصيل.

 بيروت: good-press.net|✍️كتب : مصطفى فحص في الشرق الأوسط السعودية

 في مشهد يختلط فيه الود بالحذر، ظهر النائب محمد رعد، أحد أبرز قيادات «حزب الله»، وكأنه يتمسّك بما تبقى من العلاقة مع رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، دون أن يخفي استياءه العلني، لا بالتصريحات فقط، بل بلغة الجسد أيضًا. مشهد يعبّر عن مأزق أعمق يعيشه الحزب، الذي يجد نفسه مضطرًا للتكيّف مع رئيس لا يشبهه، ولا يدور في فلكه، ولا يعترف بمعادلاته.

سلام: خصم مؤسساتي في وجه منطق المحاصصة

منذ أن رفع المتظاهرون في احتجاجات 2019 اسم نواف سلام كرمز للإصلاح والسيادة، تحفّظ «حزب الله» عليه باكرًا. لم يكن الخلاف على شخصه فقط، بل على منهجه في إدارة الدولة. ومع تسلّمه رئاسة الحكومة، ظهرت “منهجية سلام” بوضوح: رفض الصفقات، احترام الدستور، تهميش الحواشي، وتثبيت معايير وطنية تنطلق من ثنائية “الإصلاح والسيادة”، وتقطع مع متلازمة السلاح والوصاية.

وفي هذه المقاربة، يصبح دور القوى الطائفية هشًّا أمام انتظام مؤسسات الدولة، ويُسحب البساط تدريجًا من تحت مراكز النفوذ التقليدية.

زيارة رئيس الحكومة الى الجنوب بعد الحرب
زيارة رئيس الحكومة الى الجنوب بعد الحرب

الحزب بين الواقعية والممانعة

«حزب الله» يعيش مأزقًا مزدوجًا: لا يستطيع إسقاط سلام، ولا يمكنه التماهي مع أدائه. لذلك، جاء تعليق النائب رعد محمّلًا بنبرة هجينة بين الودّ السياسي والتجهم العقائدي. لكن سلام، في المقابل، ردّ بعبارة صادمة: “لا تَزنِ ولا تتصدّق”، في إشارة إلى المزاوجة بين الخطاب الأخلاقي والتورّط العملي في تقويض الدولة ومؤسساتها.

موقف سلام من إيران: اعتدال لا عداوة

المفارقة أن بعض النخب الموالية لـ«الحزب» لم تسمع من حديث سلام سوى نَقده لتصدير الثورة، متجاهلة أن الرجل دعا في الجملة ذاتها إلى تطبيع العلاقة مع إيران بما يخدم المصالح المشتركة، مشروطًا بالتخلّي عن النفوذ السلبي والسلوك التوسعي.

وهو موقف يتقاطع مع آمال جزء من الشعب الإيراني نفسه، المتضرر من كُلفة تلك الطموحات الإقليمية.

بين نبرة رعد وعباءة الإمام علي

في الختام، تُطرح تساؤلات صريحة أمام «حزب الله»:
كيف يمكن لحزب يرفع شعار “نصرة المستضعفين” أن يتحالف أو يتقاطع مع من نهب ودائع اللبنانيين؟
وكيف يعادي رئيسًا أعلن صراحة التزامه بما قاله الإمام علي عليه السلام:

“أتيتكم بجلبابي هذا وثوبي هذا، فإن خرجت بغيرهما، فأنا خائن.”

الجواب لا يكون في الخطاب، بل في السلوك.


 

⚠ تنويه: المحتوى المنشور يعكس وجهة نظر كاتبه فقط، وإدارة الموقع لا تتبنى ذلك بناءً على سياسة إخلاء المسؤولية .
بواسطة
good-press.net
المصدر
✍️ مصطفى فحص | الشرق الأوسط السعودية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى