لبنان بين وداع البابا فرنسيس وتحديات الجنوب: الصحف اليوم 22 نيسان 2025
لم تصدر كل الصحف بمناسبة عيد الفصح المجيد

بقلم: فريق Good Press
يعيش لبنان لحظة مفصلية تتقاطع فيها المشاعر الوطنية بالحزن على رحيل البابا فرنسيس مع التحديات الأمنية والسياسية المتصاعدة، لا سيما في الجنوب. وقد عكست الصحف الصادرة اليوم هذا التلاقي بين الحدث الروحي الكبير، وواقع سياسي وأمني مأزوم، وسط حراك داخلي وخارجي يعكس دقة المرحلة التي تمر بها البلاد.
وداع البابا فرنسيس… لبنان يعبّر عن حزنه العميق
أجمعت الصحف اللبنانية والعربية على أن رحيل البابا فرنسيس لم يكن حدثًا دينيًا فحسب، بل محطة وجدانية نادرة جمعت اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومشاربهم. صحيفة النهار وصفت الإجماع الوطني حول شخصية البابا الراحل بأنه “غير مسبوق”، لافتة إلى الدلالات العاطفية والإنسانية التي أظهرها لبنان الرسمي والشعبي.
وقد أعلنت الحكومة اللبنانية الحداد الرسمي لثلاثة أيام، بينما نعى رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب الراحل بكلمات مؤثرة. وكان البابا فرنسيس يُعرف بمواقفه المتعاطفة مع لبنان، وصلواته الدائمة له، ودعواته الصريحة إلى حفظ تنوّعه وهويته الوطنية.
تصعيد في الجنوب… والجيش يتدخل
في المقابل، بقي التصعيد الإسرائيلي في الجنوب حاضرًا بقوة في الصحف، لا سيما بعد إحباط الجيش اللبناني لمحاولة جديدة لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. وقد كشفت صحيفة الشرق الأوسط عن تورّط مجموعة مرتبطة بعمليات سابقة، وُصفت بأنها “المجموعة الأُم”، وأن الجيش صادر كميات كبيرة من الصواريخ والمنصات خلال مداهمة في الزهراني.
التحقيقات الأمنية مستمرة، والإجراءات العسكرية تتعزز على طول المنطقة الواقعة شمال الليطاني، مع تشديد إضافي حول المخيمات الفلسطينية. مصادر أمنية شددت على أن هذا الإنجاز يُعدّ رسالة للمجتمع الدولي حول جدية لبنان في الالتزام بالقرار 1701 وحصر السلاح بيد الدولة.
الأنباء الكويتية: أزمة الداخل والضغط على السلاح
في تغطيتها اللبنانية، سلطت صحيفة الأنباء الكويتية الضوء على الوضع الداخلي المأزوم، حيث عبّر ناشطون نيابيون عن قلقهم من غياب الرؤية السياسية. وأبرزت الصحيفة استمرار الحوار بشأن نزع السلاح، مع تأكيد مصادر نيابية أن التمسك به يتناقض مع بناء الدولة.
الأنباء نقلت أيضًا موقف الخبير المالي كريم ضاهر الذي وصف رفع السرية المصرفية بأنه خطوة إصلاحية ضرورية، لكنها تبقى رهينة التنفيذ الجاد.
الراي: خسارة لبنان لراعيه العالمي
الراي الكويتية نعت البابا فرنسيس بوصفه “نصير لبنان” الذي حمله في قلبه وعقله. كما أشارت إلى توقيع 12 اتفاقية بقيمة 385 مليون دولار مع صندوق التنمية الكويتي، ما يعكس استمرار دعم الكويت للبنان رغم تعقيدات المرحلة.
الجريدة الكويتية: تأكيد حكومي على السيادة
نقلت الجريدة عن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام تأكيده على أن الحكومة ماضية في بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، في رسالة مباشرة إلى الداخل والخارج حول نية الدولة إنهاء فوضى السلاح.
العالم يودّع بابا الفقراء
في السياق الدولي، نعت صحف العالم البابا فرنسيس، الذي عرف بمواقفه المناصرة للسلام والعدالة والمهمشين. وقد أعلنت الفاتيكان وفاته عن عمر ناهز 88 عامًا بعد صراع مع المرض، فيما تستعد الكنيسة الكاثوليكية لانعقاد مجمع الكرادلة لانتخاب بابا جديد.
اجتماعات واشنطن: لبنان يبحث عن نافذة دعم دولي
على وقع التصعيد، يشارك وفد لبناني رسمي في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن. وتؤكد مصادر اقتصادية أن المجتمع الدولي لا يزال يربط الدعم المالي للبنان بإطلاق إصلاحات جذرية في الحوكمة والشفافية.
اسرار الصحف
النهار
معلومات ترددت عن أن وفداً من الحزب سيزور بعبدا للمعايدة وستكون مناسبة للبحث في موضوع السلاح وتنفيذ القرار الأممي 1701.
لم يتمكن الوفد اللبناني الرسمي إلى اجتماعات الربيع التي انطلقت أمس في واشنطن من حجز موعد خاص مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي ما يعتبر مؤشراً سلبياً الى كيفية تعاطي الصندوق مع لبنان الذي لم ينفذ أياً من التزاماته تجاه الصندوق منذ أعوام.
تسبب وقوع البطريرك بشارة بطرس الراعي بتأجيل عدد من المواعيد والحفلات وأبرزها حفلة موسيقية ضخمة من تنظيم الكونسرفاتوار الوطني كانت ستقام برعايته مساء أمس االاثنين في بكركي.
نقل عن مصدر دبلوماسي أن تقارير عدة تفيد بأن وضع النظام السوري غير مستقر وأن تخوفاً كبيراً يسود دوائر سياسية غربية وعربية من تعرضه لانتكاسة وعدم قدرته بعدها على الاستمرار خصوصاً أن دولاً عربية كثيرة تحاول التطبيع معه لكنها لم تقبله حتى الساعة باعتباره قريباً من “الإخوان المسلمين”.
لم تصدر بقية الصحف بمناسبة عيد الفصح المجيد
أبرز ما تناولته صحيفتا “النهار” و”الأنباء”
الحداد الرسمي في لبنان على رحيل البابا فرنسيس
في مشهد نادر من الإجماع الوطني، ودّع لبنان البابا فرنسيس بحزن بالغ عبّرت عنه مختلف الطوائف والقيادات السياسية والدينية. وأعلنت الحكومة الحداد الرسمي لثلاثة أيام، حيث نكّست الأعلام وأُلغيت البرامج الترفيهية على الشاشات اللبنانية. وجاءت ردود الفعل الرسمية والشعبية معبرة عن مدى المحبة التي كان يكنها اللبنانيون للبابا الراحل.
الرئيس جوزيف عون اعتبر أن خسارة البابا ليست فقط للكنيسة الكاثوليكية بل للبشرية جمعاء، مشيداً بمواقف البابا المناصرة للبنان. بدوره، عبّر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن حزنه قائلاً: “رحل صوت المحبة والعدالة في زمن الحاجة إلى الكلمة الجامعة”. أما رئيس الحكومة نواف سلام، فرأى في رحيله خسارة لرجل كان نصيراً للفقراء والمهمشين، ومحباً للبنان.
أوضاع الجنوب تتصدر المشهد: تصعيد إسرائيلي وتوقيف خلايا صاروخية
على وقع التوترات المتصاعدة في الجنوب اللبناني، أعلنت قيادة الجيش اللبناني عن ضبط مجموعة صواريخ ومنصات إطلاقها في منطقة الزهراني، وتوقيف عدد من المتورطين في محاولة استهداف إسرائيل. التحقيقات التي تُجرى بإشراف القضاء المختص أظهرت أن المجموعة الموقوفة مرتبطة بعمليات إطلاق صواريخ سابقة، ويُشتبه بأنها “المجموعة الأم” التي تقف خلف هذه العمليات.
بالتوازي، يواصل الجيش اللبناني عمليات التمشيط شمال الليطاني، مع تشديد الإجراءات حول المخيمات الفلسطينية في الجنوب، لا سيما عين الحلوة والرشيدية. ووفق مصادر أمنية، فإن الجيش يعمل بتنسيق كامل مع مختلف الأجهزة لضمان استقرار الجنوب ومنع تكرار الاعتداءات.
بري والانتخابات البلدية: لا تأجيل والاستعدادات جارية
في خضم التطورات الأمنية، تعود الحياة السياسية إلى نشاطها مع انقضاء عطلة الفصح، حيث أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن جلسات مناقشة تعديلات قانون البلديات ستُعقد قريباً، مع تفضيله للوائح المقفلة وضمان المناصفة في بيروت، العاصمة التي وصفها بأنها “واجهة الوحدة الوطنية”.
وأكدت مصادر رسمية أن لا نية لتأجيل الانتخابات البلدية، وأن التحضيرات اللوجستية والأمنية تسير على قدم وساق لضمان إنجاز الاستحقاق في موعده.
لبنان والمجتمع الدولي: مفاوضات في واشنطن وسط التصعيد
بالتزامن مع تصعيد الأوضاع في الجنوب، يشارك وفد لبناني رفيع في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن، في محاولة لدفع مسار الاتفاق المالي المنتظر. وتشير مصادر متابعة إلى أن المجتمع الدولي لا يزال متمسكاً بضرورة تحقيق إصلاحات جذرية في لبنان كشرط مسبق لأي دعم مالي.
البابا الراحل: مسيرة إنسانية وسياسية
في موازاة ذلك، يستمر العالم في نعي البابا فرنسيس، بابا الفقراء والمدافع عن العدالة. توفي البابا عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد مسيرة غنية بالمواقف الجريئة من قضايا العالم، لا سيما فلسطين والبيئة والفقراء. يُنتظر أن يُعقد مجمع الكرادلة خلال أسابيع لانتخاب خليفة له، وسط ترقب عالمي واسع.
خلاصة
بين الحداد على البابا فرنسيس، والتحديات الأمنية في الجنوب، والسعي الحثيث نحو الإصلاحات الاقتصادية، يعيش لبنان أياماً مفصلية تحتاج إلى وحدة وطنية وتنسيق عالٍ بين السلطات كافة. كل الأنظار تتجه إلى نتائج التحقيقات الأمنية، والانتخابات البلدية المقبلة، والقرارات الدولية المنتظرة، التي ستحدد شكل المرحلة المقبلة في البلاد.