مايك والتز في طريقه لمغادرة منصب مستشار الأمن القومي بعد فضيحة “سيغنال”
بيروت– Good-Press.net |يستعد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز لمغادرة منصبه في البيت الأبيض بعد أقل من أربعة أشهر على تعيينه، على خلفية “فضيحة سيغنال” التي فجّرت موجة من الانتقادات داخل الإدارة الأميركية، وأعادت تسليط الضوء على الانقسامات الحادة بين أجنحة صنع القرار في البيت الأبيض.

Good-Press.ne
تسريب غير مقصود يشعل الجدل
تعود القضية إلى منتصف شهر آذار/مارس، عندما أُدرج صحافي بطريق الخطأ في محادثة عبر تطبيق Signal ناقش فيها والتز وعدد من المسؤولين توقيت ونتائج ضربات جوية نفذتها الولايات المتحدة ضد ميليشيا الحوثي في اليمن. وبينما نفت الإدارة تداول أي معلومات “مصنفة”، إلا أن خبراء أمنيين ومشرعين في الكونغرس أبدوا قلقًا بالغًا من الطريقة التي تُدار بها الاتصالات الحساسة داخل مجلس الأمن القومي.
الواقعة، التي كشفت عنها مجلة The Atlantic، أثارت ضجة داخلية وخارجية، دفعت ببعض النواب الديمقراطيين إلى المطالبة باستقالة والتز، بل ووزير الدفاع بيت هيغسيث، الذي ورد اسمه في المحادثة كمشارك في تحديد الجدول الزمني للهجمات.
أزمة داخل البيت الأبيض
رغم نفي البيت الأبيض أن والتز قد استقال رسميًا حتى صباح اليوم، أكدت مصادر مقربة من فريق الرئيس السابق دونالد ترامب، أن مغادرة والتز أصبحت شبه محسومة. كما كشفت تقارير عن مغادرة متوقعة لنائبه أليكس وونغ، في وقت شهد فيه مجلس الأمن القومي سلسلة من الإقالات التي طالت مسؤولين بارزين الشهر الماضي.
ويُنظر إلى والتز باعتباره من أكثر الشخصيات تشددًا داخل إدارة ترامب، خصوصًا في ملف إيران، حيث لعب دورًا محوريًا في صياغة المقاربة العسكرية المتشددة تجاه طهران.
صراع أجنحة… و”أميركا أولاً” تتقدم
ترحيل والتز من المشهد السياسي يعكس بحسب متابعين تصاعد نفوذ جناح “أميركا أولاً”، الذي يضم شخصيات مثل نائب الرئيس جي دي فانس والمبعوث ستيف ويتكوف، وهو تيار أكثر تحفظًا حيال التدخلات العسكرية في الخارج.
ويبدو أن هذا الجناح هو من يمسك اليوم بزمام المبادرة داخل البيت الأبيض، خصوصًا مع استبعاد ويتكوف نفسه من الترشح لخلافة والتز في منصب مستشار الأمن القومي.
ارتباك في البنتاغون
في موازاة ذلك، يعيش وزير الدفاع بيت هيغسيث مرحلة غير مستقرة، بعدما خسر عددًا من أقرب مستشاريه، وسط تحذيرات من تراجع مستوى الانضباط داخل وزارة الدفاع، وتحولها إلى “ساحة فوضى” بحسب ما نقلت مصادر مطلعة.
ومع أن ترامب نفى نيّته إقالة هيغسيث، إلا أن التصدعات داخل مؤسسة الدفاع الأميركية باتت واضحة، وتُنذر بإعادة ترتيب أوسع في المرحلة المقبلة.
تحليل:
يشير هذا التطور إلى أزمة ثقة داخلية حادة تعيشها الإدارة الجمهورية بقيادة ترامب، الذي رغم عودته إلى المسرح السياسي، لا يزال يواجه صعوبات في ضبط إيقاع فريقه الأمني. كما أن خروج والتز – أحد صقور الأمن القومي – يفتح الباب أمام هيمنة أكبر لتيار العزلة والانكفاء، وهو ما قد يُعيد صياغة استراتيجية واشنطن الخارجية خلال المرحلة المقبلة، خصوصًا في ملفات مثل إيران، واليمن، وشرق آسيا.