عربي ودولي

محادثات نووية مباشرة بين إيران وأمريكا في مسقط: هل ستؤتي ثمارها؟

تبدأ الولايات المتحدة وإيران، وسط ضغوط كبيرة، محادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني السبت في العاصمة العمانية مسقط. هذه المحادثات تُعد الأعلى مستوى منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 خلال ولايته الأولى.

الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي. (أ ف ب)
الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي. (أ ف ب)

تفاصيل المحادثات النووية

أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن “فريق المفاوضات الإيراني بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي توجه إلى مسقط”، مؤكداً أن الفريق “عازم على استغلال كل الإمكانات للحفاظ على هيبة إيران ومصالحها الوطنية”.

من جهتها، أكدت واشنطن أن المحادثات ستكون مباشرة، بينما تصر طهران على وجود وسيط. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت للصحفيين: “ستكون هذه محادثات مباشرة مع الإيرانيين، أريد أن يكون ذلك واضحاً تماماً”، مشددة على أن الرئيس ترامب يؤمن بالدبلوماسية والمحادثات المباشرة.

وفيما ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية أن المحادثات ستبدأ بشكل غير مباشر بوساطة وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، أفاد موقع “أكسيوس” بأن المفاوضات ستنطلق غير مباشرة ثم تستأنف بشكل مباشر.

تصريحات ترامب قبل المحادثات

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة أن إيران “لا يمكنها امتلاك سلاح نووي“، قائلاً: “أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة، لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي”. تصريحاته جاءت قبيل انطلاق المحادثات التي يقودها مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

التحديات والمخاوف

رغم التفاؤل الحذر، تأتي المحادثات في ظل تهديدات متكررة بشن عمل عسكري من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران. وقال ترامب الأربعاء الماضي: “إذا تطلب الأمر تدخلاً عسكرياً، فسيكون هناك تدخل عسكري”. ومن جانبها، ردت إيران بالتحذير من أنها قد تطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا تم اللجوء إلى الخيار العسكري.

ووفق تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران حالياً 274.8 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة من عتبة تصنيع السلاح النووي (90%). وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، أعلنت طهران أنها بدأت تغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو، مما يزيد من معدل إنتاج اليورانيوم المخصب.

أهداف الجانبين

  • واشنطن: تريد منع إيران من الاقتراب من تطوير قنبلة نووية عبر إجبارها على إنهاء برنامجها النووي.
  • طهران: تؤكد أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط وتسعى للحصول على تخفيف للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
    الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي. (أ ف ب)

    الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي. (أ ف ب)

ضغوط الوقت

تسعى واشنطن لإبرام اتفاق جديد قبل انتهاء صلاحية آلية العودة التلقائية للعقوبات التي كانت جزءاً من الاتفاق السابق في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وأكد مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي شمخاني أن طهران تبحث عن اتفاق “واقعي وعادل” مع الولايات المتحدة.

آفاق المحادثات

يرى خبراء أن هذه المفاوضات لن تقتصر فقط على البرنامج النووي، بل قد تشمل وقف دعم إيران لحلفائها الإقليميين مثل حزب الله وحماس والحوثيين، وهو مطلب قديم من دول الخليج. ومع ذلك، تواجه المحادثات تحديات كبيرة بسبب سياسة “الضغوط القصوى” التي انتهجها ترامب بزيادة العقوبات وتهديدات العمل العسكري.

الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي. (أ ف ب)

الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي. (أ ف ب)
⚠ تنويه: المحتوى المنشور يعكس وجهة نظر كاتبه فقط، وإدارة الموقع لا تتبنى ذلك بناءً على سياسة إخلاء المسؤولية .
بواسطة
Good
المصدر
"أ ف ب"

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى