مودي يتوعد بملاحقة منفذي هجوم كشمير حتى “أطراف الأرض” وسط تصعيد هندي باكستاني خطير
توعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بملاحقة منفذي الهجوم الدموي الذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً في بلدة باهالغام السياحية


GOOD PRESS
في تصعيد غير مسبوق بين الجارتين النوويتين، توعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بملاحقة منفذي الهجوم الدموي الذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً في بلدة باهالغام السياحية في إقليم كشمير، واتهم باكستان بـ”دعم الإرهاب العابر للحدود”، متعهداً بأن “الهند ستعاقب كل من شارك وخطط وساهم في هذه الجريمة البشعة”.
وقال مودي، في أول خطاب له بعد الهجوم، إن “إرادة 1.4 مليار هندي ستسحق الإرهاب”، وأضاف: “سنُطاردهم حتى أطراف الأرض”. وقد أشارت الشرطة الهندية إلى أن اثنين من المهاجمين الثلاثة هم من الجنسية الباكستانية، ويتبعون لجماعة “لشكر طيبة” المصنفة إرهابية دوليًا.
ردود دبلوماسية متبادلة
أثار الهجوم، الذي وقع مساء الثلاثاء، سلسلة من الإجراءات التصعيدية بين نيودلهي وإسلام آباد، بدأت بتجميد معاهدة تقاسم المياه بين البلدين، وإغلاق معبر واجاه الحدودي، وسحب التأشيرات الممنوحة للباكستانيين، بالإضافة إلى طرد دبلوماسيين باكستانيين وقطع الاتصالات الدبلوماسية المباشرة.
في المقابل، عقد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اجتماعاً طارئاً للجنة الأمن القومي بحضور كبار القادة العسكريين، مشدداً على أن “أي تهديد لسيادة باكستان سيُقابل برد حازم في كل المجالات”، ورفض الاتهامات الهندية واصفاً إياها بـ”العبثية وغير المدعومة بالأدلة”.
خوف من تصعيد عسكري
بينما اعتُبرت بعض هذه الإجراءات رمزية، يخشى محللون من أن تكون مجرد مقدمة لتصعيد عسكري محتمل، خصوصاً في ظل تجارب سابقة مثل الضربات الجوية الهندية داخل باكستان عام 2019 بعد مقتل 41 جنديًا هنديًا في هجوم انتحاري.
في هذا السياق، حذّرت إسلام آباد من أن أي محاولة هندية لوقف تدفق مياه نهر السند، الذي يعد شرياناً حيوياً للزراعة والري، ستُعتبر “عملاً حربياً”.
مخاوف داخل كشمير واستهداف للطلاب
وفي الوقت الذي انتشرت فيه قوات الأمن الهندية بحثاً عن المهاجمين، خيّم الحزن والقلق على سكان كشمير، وسط صدمة من استهداف مدنيين بهذه الوحشية، حيث وصفه مراقبون بأنه “الأكثر دموية منذ ربع قرن”.
كما تزايدت المخاوف من موجة انتقامية ضد طلاب كشميريين في ولايات هندية أخرى، إذ أبلغ العديد منهم عن تعرضهم للمضايقات والتهديدات، وفقاً لجمعية طلاب جامو وكشمير.
هجوم استهدف المدنيين في وضح النهار
ووقعت المجزرة بينما كان السياح يستمتعون بجمال جبال باهالغام، حينما خرج المسلحون من الغابات وفتحوا النار على الحشود باستخدام أسلحة آلية، مستهدفين الرجال بشكل خاص. وذكرت تقارير أن المهاجمين كانوا يتحققون من قدرة الضحايا على ترديد الشهادة الإسلامية.
خاتمة
يبقى التوتر قابلاً للتصاعد في أي لحظة، وسط عمليات تمشيط موسعة في كشمير، واستنفار دبلوماسي وأمني على جانبي الحدود. وتراقب الأوساط الدولية بقلق تطورات الأزمة بين قوتين نوويتين طالما شكلت قضيتهما الكشميرية تهديداً مستمراً للاستقرار الإقليمي.
