محليات

موقف بري من المناصفة في بلدية بيروت.. ماذا كشف عن “عزوف” المستقبل؟

الرئيس بري
الرئيس بري

كتب محمد شقير

موقف بري من المناصفة في بلدية بيروت.. ماذا كشف عن “عزوف” المستقبل؟

تبقى الأنظار السياسية مشدودة إلى العاصمة اللبنانية، بيروت، مع بدء العد العكسي لإنجاز استحقاق الانتخابات البلدية (المحلية) على 4 مراحل، بدءاً بمحافظة جبل لبنان في 4 مايو (أيار) المقبل. ومع ذلك، تبرز تساؤلات حول مدى التزام القوى الحزبية والعائلات، بدعم من المرجعيات الروحية، بالحفاظ على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في مجلس بلدية بيروت، وعدم تهديدها لتفادي إقحام لبنان في أزمة سياسية ذات بُعد طائفي.

ضرورة الحفاظ على المناصفة

مجلس بلدية بيروت يتألف من 24 عضواً، مناصفة بين المسلمين والمسيحيين بموجب العرف وليس بالنص القانوني. ومع ذلك، هناك مخاوف من حصول إخلال في هذا التوازن الطائفي، خاصة في ظل طغيان الصوت المسلم، بغالبيته السنية، على الصوت المسيحي.

لذلك، برزت دعوات لإدخال تعديل على قانون الانتخاب البلدي، بما يسمح بتشكيل “لوائح مقفلة”، وهي خطوة تهدف إلى ضمان التزام مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. يتمثل هذا التعديل في إلزام المقترعين بالتصويت للائحة بأكملها، ومنعهم من شطب أسماء واردة فيها.

لكن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أكد لـ”الشرق الأوسط” أن تعديل القانون أصبح مستبعداً بسبب ضيق الوقت، قائلاً: “لم يعد هناك من متسع أمامنا لإجراء الانتخابات سوى أسابيع معدودة، ومجرد الدخول في تعديله سيؤدي حكماً إلى تأجيل إجراء الانتخابات البلدية”. وفي المقابل، يصر بري على “الحفاظ على المناصفة (في بيروت) وتوفير الحماية لها”.

الاستعاضة عن التعديل بتوسيع التحالفات

يشدد بري على أهمية تشكيل أوسع تحالف سياسي يضم الأحزاب والتجمعات السياسية والعائلات الفاعلة، على أن يلتزم الجميع بالتصويت للائحة الأقرب إلى تحقيق المناصفة. ويؤكد أنه وحليفه “حزب الله” سيدعمان هذه اللائحة “فعلاً لا قولاً”، معرباً عن الحاجة الوطنية لقيام تحالف واسع في ظل عزوف تيار “المستقبل” عن خوض الانتخابات البلدية.

عزوف “تيار المستقبل”

كشفت مصادر سياسية موثوقة أن زعيم تيار “المستقبل” ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري يدرس إصدار بيان خلال اليومين المقبلين يعلن فيه عزوف التيار عن المشاركة في الانتخابات البلدية، والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.

هذا العزوف يضع الضغط على القوى الأخرى للتحرك بشكل استثنائي لسد الفراغ الناتج عن غياب أكبر خزان انتخابي في العاصمة. وتتجه الأنظار نحو الأحزاب المسيحية والإسلامية الكبرى، مثل “القوات اللبنانية”، “الكتائب”، “التقدمي الاشتراكي”، و”الجماعة الإسلامية”، بالإضافة إلى “حزب الله” وحركة “أمل”، لتشكيل لائحة توافقية تضم أعضاء غير حزبيين وأصحاب كفاءات، على غرار تشكيل الحكومة.

اقتراح قانون اللائحة المقفلة

كشفت مصادر نيابية أن بعض النواب البيارتة كانوا قد باشروا التوقيع على اقتراح قانون يرمي إلى اعتماد اللائحة المقفلة، لكن المشروع لم يسجل رسمياً لدى الأمانة العامة للمجلس النيابي حتى الآن. وتساءلت المصادر عن أسباب عدم تقديم الحكومة مشروع قانون مشابه، خاصة وأن تأجيل الانتخابات قد يؤدي إلى رد فعل سلبي من المجتمع المدني.

جهد استثنائي لتعزيز المشاركة

شددت المصادر على أن عزوف “تيار المستقبل” يتطلب جهداً استثنائياً لحث البيارتة على الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع والتصويت للائحة المقفلة، بهدف سد الفراغ الناتج عن غياب التيار. كما تشير إلى أن تشكيل لائحة توافقية لا يعني انعدام المنافسة، حيث يتحضر عدد من النواب في “قوى التغيير” لتشكيل لائحة من المجتمع المدني، على غرار لائحة “بيروت مدينتي” التي خاضت الانتخابات عام 2016.

تحديات داخل المجلس البلدي

يشير الخبراء إلى أن تجميع الأحزاب والتجمعات السياسية والعائلات في لائحة واحدة لا يكفي لتحقيق الانسجام داخل المجلس البلدي. فالصراع السياسي قد ينتقل إلى داخل المجلس إذا لم يتم تصويب الخلل الذي يعيق علاقة المجلس بالمحافظ، مما يؤدي إلى تعطيل دور المجلس وجعله عاجزاً عن تحقيق التنمية اللازمة لبيروت.

بواسطة
Good-press
المصدر
الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى