عربي ودولي

نصرالله بين النصر والنعش: صدمة الصراع الحقيقية هي حزب الله

قبل عام 2024، كان الردع الإيراني يبدو محكمًا ومنظمًا، مستندًا إلى أربع دعائم رئيسية. أولها كانت قوة الحرس الثوري الإيراني الجوية الفضائية،

بيروت:good-press.net|: هذا المقال يتناول موضوع "نصرالله بين النصر والنعش: صدمة الصراع الحقيقية هي حزب الله" بالتفصيل.

 

مجلة &Quot;The National Interest
مجلة “The National Interest

في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة “The National Interest”، تم تسليط الضوء على أزمة الردع الإيرانية وتحولات القوة في الشرق الأوسط. العنوان المثير، “نصرالله بين النصر والنعش”، يعكس بوضوح الصدمة التي تعرض لها حزب الله كأحد أبرز أدوات إيران في المنطقة، وكيف تغيرت معادلات القوة والصراع في الأعوام الأخيرة.

الردع الإيراني: أربع دعائم تتهاوى

قبل عام 2024، كان الردع الإيراني يبدو محكمًا ومنظمًا، مستندًا إلى أربع دعائم رئيسية. أولها كانت قوة الحرس الثوري الإيراني الجوية الفضائية، التي تمتلك آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ الكروز والطائرات المسيرة. ثانيًا، شبكة الوكلاء الإقليميين مثل الحوثيين في اليمن، والجماعات المسلحة في العراق وسوريا، وعلى رأسهم حزب الله الذي كان يُعدّ العمود الفقري للنظام الإيراني. ثالثًا، العمل العسكري والاستخباراتي السري، الذي استهدف المصالح الإسرائيلية والأميركية حول العالم. وأخيرًا، موقع إيران الاستراتيجي على الخليج العربي ومضيق هرمز، الذي يجعلها لاعبًا أساسيًا في سوق الطاقة العالمي.

لكن الأحداث العاصفة في عام 2024 أظهرت أن هذه الدعائم ليست بالقوة التي كانت عليها. فقد تعرضت كل واحدة منها لهجمات متلاحقة، سواء من الجانب الإسرائيلي أو الأميركي، مما جعل إيران في وضع ضعف غير مسبوق.

حزب الله: من البطل إلى العجز

كان حزب الله، الجوهرة التاجية في شبكة وكلاء إيران، يُعتبر لاعبًا رئيسيًا في معادلة الردع ضد إسرائيل. المحللون كانوا يتحدثون عن “التدمير المتبادل المؤكد” بين حزب الله وإسرائيل، حيث لا يمكن لأي طرف أن يتحمل تبعات حرب شاملة. لكن الواقع اختلف تمامًا عما كان متوقعًا.

في حرب 2006، خرج حسن نصر الله بطلًا في الشارع العربي بعد مقاومة الجيش الإسرائيلي. أما في 2024، فخرج نصر الله في “نعش”، كما وصفه الإسرائيليون. الضربات الإسرائيلية الموجهة ضد قيادات حزب الله، بما في ذلك زعيمه وخليفته المحتمل، أفقدت الجماعة حوالي 70% من قوتها الصاروخية والذخيرة. هذا بالإضافة إلى انهيار نظام الأسد في سوريا، مما سيجعل تزويد حزب الله بالأسلحة أكثر صعوبة.

حزب الله لم يكن قادرًا على تقديم ردٍ فعال على الهجمات الإسرائيلية. صحيح أنه نجح في تنفيذ ضربة محدودة على منزل بنيامين نتنياهو، لكن حتى تلك الضربة كانت محل شك. هل كانت رسالةً مرتجلة أم مجرد محاولة لإظهار القدرة؟ وهل كان الحزب عاجزًا عن التصعيد أم غير راغب؟ هذه التساؤلات تعكس حالة الضعف التي وصل إليها ما كان يُعتبر أحد أقوى الجماعات المسلحة في العالم.

إيران: بين الردع والقنبلة النووية

مع انهيار دعائم الردع التقليدية، بدأت إيران تبحث عن حلول جديدة. الحديث الآن يدور حول الخيار النووي، الذي قد يكون الحل الوحيد أمام النظام الإيراني لاستعادة قوته الرادعة. ولكن حتى هذا الخيار ليس مضمونًا. القنبلة النووية قد توفر لطهران درجة معينة من الأمن، لكنها ستزيد من عزلتها الدولية وتزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية عليها.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أي خطوة نحو التسلح النووي قد تؤدي إلى تصعيد مباشر مع إسرائيل والولايات المتحدة، وهو ما لا تستطيع إيران تحمله في ظل وضعها الحالي. كما أن التاريخ يعلمنا أن الإرهاب الإيراني، الذي كان أداة فعالة في الماضي، أصبح اليوم غير قادر على تحقيق نتائج كبيرة بسبب التطورات الأمنية والاستخباراتية لدى الخصوم.

مستقبل الصراع

التطورات الأخيرة تشير إلى أن إسرائيل أصبحت أكثر استعدادًا للمخاطرة بشكل كبير في مواجهة إيران ووكلائها. الضربات الجريئة التي نفذتها ضد قادة الحرس الثوري وحزب الله وحماس تدل على أن تل أبيب لم تعد تخشى التصعيد. وفي الوقت نفسه، فإن إيران تجد نفسها في موقف ضعيف، حيث لا تستطيع حماية نفسها أو وكلائها كما كانت تفعل في الماضي.

في النهاية، يبدو أن صدمة الصراع الحقيقية ليست فقط في فقدان حزب الله لقوته، بل في انهيار نظام الردع الإيراني بأكمله. ومع غياب حلول واضحة، قد تكون إيران مضطرة إلى اتخاذ قرارات جذرية قد تغير شكل المنطقة للأبد.

مجلة &Amp;Quot;The National Interest
⚠ تنويه: المحتوى المنشور يعكس وجهة نظر كاتبه فقط، وإدارة الموقع لا تتبنى ذلك بناءً على سياسة إخلاء المسؤولية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى