نهاية وشيكة لطائرة ريبر… هل ولّى زمن «الدرون» الكبير؟

في سياق "الحرب العالمية على الإرهاب"، برزت الطائرة الأمريكية المسيّرة إم كيو-9 ريبر كسلاح يثير الرعب، بفضل تسليحها بالصواريخ وقدرتها على التحليق لمدة تصل إلى 24 ساعة متواصلة.

بيروت : good-press.net |: هذا المقال يتناول موضوع نهاية وشيكة لطائرة ريبر... هل ولّى زمن «الدرون» الكبير؟ بالتفصيل.

هل شارف عصر “الدرون الكبير” على نهايته؟بين تكلفة “ريبر” وفعالية المسيّرات التجارية… الجيوش عند مفترق حاسم

بيروت:good-press.net

طائرة mq 9 reaper الأمريكية
طائرة Mq 9 Reaper الأمريكية-Provided-By-Jergensen

تحوّلت الطائرة المسيّرة الأمريكية الشهيرة MQ-9 Reaper إلى رمز لحقبة من الحروب التي تُدار عن بعد، إلى جانب سابقتها “بريداتور”، لكنها لم تعد اليوم تتمتع بنفس الهالة. فبحسب موقع بيزنس إنسايدر، تتزايد الشكوك حول جدوى استخدامها، خاصة بعد تعرضها المتكرر للإسقاط في ميادين مثل اليمن ولبنان وأوكرانيا، رغم تكلفتها الباهظة التي تتخطى 30 مليون دولار للطائرة الواحدة.

الدرون المكلفة مقابل الدرون الرخيص

تُعتبر طائرات MALE – أي تلك المصممة للمراقبة والتحمل على ارتفاع متوسط – كـ”ريبر” و”ووتشكيبر” البريطانية، أدوات استراتيجية للمهام العميقة والمراقبة، لكنها باتت اليوم في مرمى الدفاعات الجوية، حتى القديمة منها، كما يظهر في اليمن حيث تمكن الحوثيون من إسقاط 7 طائرات ريبر في غضون شهرين فقط.

وفي أوكرانيا، تكرّر السيناريو مع الطائرة التركية بيرقدار TB2، التي بدأت الحرب بتفوق، لكنها اختفت سريعًا من الأجواء بعد تكثيف الدفاعات الروسية.

مسيرة ووتشكيبر البريطانية
مسيرة ووتشكيبر البريطانية

أزمة الدرون البريطاني: إخفاق ووتشكيبر

تعرضت الطائرة البريطانية “ووتشكيبر”، المبنية على أساس “هيرمس 450” الإسرائيلية، لإخفاقات تقنية وحوادث تحطم، ما أدى إلى تقاعدها في مارس 2025 بعد أقل من سبع سنوات على دخولها الخدمة. وكان يُفترض بها أن تخترق خطوط العدو وتحدد الأهداف، لكن المشروع انتهى بفشل مكلف.

ردًا على ذلك، أطلقت وزارة الدفاع البريطانية مشروعًا جديدًا تحت اسم “كورفوس”، لتطوير طائرة مسيّرة بعيدة المدى، قادرة على التحليق 24 ساعة، في خطوة تبدو تكرارًا مكلفًا لتجربة “ريبر”.

فعالية الدرون الصغيرة… وسلاح الفقراء

على الجانب الآخر من المعادلة، أثبتت الطائرات التجارية الرخيصة – التي تُعدّل للمهام العسكرية – فعاليتها اللافتة في أوكرانيا. وعلى الرغم من محدودية حمولتها ومدى طيرانها، إلا أن تكلفتها لا تتجاوز بضع مئات من الدولارات، ما يجعلها مثالية في الحروب الاستنزافية.

هذه الطائرات أصبحت أداة إعاقة فعالة، حيث تسببت بتعطيل التحركات البرية وإضعاف المركبات المدرعة.

الخيار الأمريكي: الدرون الشبح؟

أمام هذا الواقع، تقف الولايات المتحدة على مفترق طريق مختلف: إما الاستمرار في تطوير طائرات متقدمة جدًا من نوع الشبح غير القابلة للرصد بالرادارات، أو الاتجاه إلى منظومات هجينة أكثر مرونة.

وفي الوقت نفسه، بدأت واشنطن بالفعل إخراج طائرة RQ-4 Global Hawk العملاقة (كلفتها 200 مليون دولار) من الخدمة، بعد إسقاطها من قبل إيران عام 2019.

مستقبل غير مضمون

طائرة “ريبر”، التي تتمتع بمدى يبلغ 1200 ميل وارتفاع يصل إلى 50 ألف قدم، وقدرة على حمل طنين من الصواريخ والمستشعرات، كانت حجر زاوية في الحربين على العراق وأفغانستان. لكنها الآن مهددة بفقدان ميزتها في ظل دفاعات متطورة، وتكلفة غير قابلة للتعويض السريع.

خلاصة: ما العمل؟

يرجّح الخبراء أن الجيوش الغربية، وفي مقدمتها بريطانيا، ستضطر إلى إعادة النظر في استراتيجيات الطائرات المسيّرة. فبين درون “كبير ومكلف” و”درون رخيص وقابل للفقدان”، تبرز معضلة حقيقية. والخيار قد يكون إما درونات شبحية ذكية أو نظم هجومية متعددة ومنخفضة الكلفة.

فهل نعيش اليوم نهاية عصر الدرون الكبير؟ أم أن التكنولوجيا ستعيد ابتكاره من جديد؟

 

بواسطة
good-press.net
المصدر
وكالات +تقرير
Exit mobile version