واشنطن تتحدث… ودمشق تنفي: جدل الشرع وروبيو يشعل الجبهة السورية (فيديو)

بيروت:good-press.net|: هذا المقال يتناول موضوع "واشنطن تتحدث… ودمشق تنفي: جدل الشرع وروبيو يشعل الجبهة السورية (فيديو)" بالتفصيل.
بيروت: good-press.net – في تطور لافت، نفت الرئاسة السورية بشكل قاطع تصريحات السفير الأميركي السابق روبرت فورد، التي تحدث فيها عن لقاءات خاصة جمعته بالرئيس أحمد الشرع في إدلب ودمشق، وعن دور أميركي في تدريبه سياسياً واستراتيجياً. وجاء هذا النفي بعد ساعات فقط من تحذير رسمي من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من “انهيار وشيك” في سوريا.

الرئاسة السورية: “فورد يختلق الوقائع”
في تصريح لقناة الجزيرة، نفى مصدر رسمي في الرئاسة السورية صحة ما ورد على لسان فورد، مشيرًا إلى أن جميع اللقاءات التي تحدث عنها كانت ضمن اجتماعات علنية ومحددة الأهداف، ولم تتضمن أية برامج تدريب أو حوارات سرية كما زعم.
وأضاف أن أحد الوفود التي التقت الشرع كان تابعًا لمنظمة بريطانية غير حكومية، وأن فورد كان بين أعضائه، لكن مضمون اللقاءات اقتصر على نقاشات عامة تتعلق بإدارة محافظة إدلب بعد الحرب.

روبرت فورد: “دربنا الشرع… وجلست بجانبه”
في المقابل، كان فورد قد ألقى محاضرة في مجلس العلاقات الخارجية بولاية ميريلاند، قال فيها إن واشنطن ولندن أشرفتا على “تأهيل أحمد الشرع” زعيم هيئة تحرير الشام، عبر سلسلة لقاءات في إدلب، بعضها خاص، وآخر داخل القصر الجمهوري في دمشق.
وروى فورد تفاصيل عن حوارات شخصية جمعته بالشرع، معتبرًا أن الأخير “قطع شوطًا كبيرًا منذ انفصاله عن القاعدة عام 2016” باتجاه الاعتدال السياسي. وأوضح أن بعض هذه اللقاءات حصلت خلال عامي 2023 و2024.
ماركو روبيو: “الانهيار خلال أيام”
في توقيت موازٍ، حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من أن سوريا تقف على حافة انهيار شامل. وقال في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء: “نحن نقترب من لحظة حرجة، وقد تندلع حرب أهلية شاملة خلال أيام، لا أشهر”.
روبيو أشار إلى فشل السلطة الانتقالية في تحقيق الاستقرار، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يواجه تحديًا أخلاقيًا كبيرًا في كيفية التعامل مع التطورات المتسارعة.
تحليل: انقسام أميركي وسوري حول “شرعية الشرع”
التباين اللافت بين رواية فورد وتصريحات الرئاسة السورية يعكس تعقيد المرحلة السورية. فبينما ترى واشنطن أن “الشرع” قد يكون لاعبًا انتقاليًا يمكن احتواؤه، تعتبره دمشق مكونًا سابقًا في تنظيم متشدد لا يمكن منحه شرعية سياسية.
اللافت أن تزامن نفي دمشق مع تحذير روبيو يفتح الباب أمام تكهنات: هل هناك تياران داخل الإدارة الأميركية؟ وهل تسعى واشنطن لصناعة بديل لنظام الأسد عبر دعم تدريجي لشخصيات من واقع المعارضة المسلحة؟
يبقى أن رد الفعل السوري العنيف يوحي برفض قاطع لهذا السيناريو، في وقت يتجه فيه الصراع إلى مرحلة جديدة من التشابك السياسي والعسكري.
