بيروت | good-press.net| في تطوّر يُنذر بتغييرات استراتيجية كبرى في بنية التحالفات العسكرية الغربية، أعلنت الولايات المتحدة على لسان سفيرها لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ماثيو ويتيكر، أنها تستعد للدخول في مناقشات رسمية خلال عام 2025 بشأن سحب عشرات الآلاف من جنودها من أوروبا.

🪖 ضغوط ترامب على الناتو: لا دعم بلا إنفاق
الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدّد مرارًا انتقاداته العلنية لحلفائه الأوروبيين، مطالبًا إياهم بالوفاء بالتزامهم الدفاعي المتمثل في:
“الإنفاق بنسبة 2٪ على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع”.
وبرّر ترامب مواقفه بأن هذا التفاوت يُحمّل واشنطن عبئًا غير عادل، مما يدفع نحو إعادة تقييم التزامات الدفاع الجماعي التي يفرضها الحلف.
🇩🇪 الانسحاب من ألمانيا: خطط قيد التنفيذ
في مارس 2025، كشفت صحيفة التلغراف أن ترامب يعتزم سحب نحو 35,000 جندي من أصل 160 ألفًا يتواجدون خارج الولايات المتحدة، معظمهم متمركزون في ألمانيا.
ووفق المصادر:
- قد يُعاد تمركز بعض القوات في دول شرق أوروبا التي رفعت إنفاقها الدفاعي.
- يندرج ذلك ضمن رؤية جديدة لـ “إعادة رسم المشاركة العسكرية الأميركية” بحيث تُكافأ الدول الملتزمة ماليًا.
يُذكر أن الرئيس ترامب خلال ولايته الأولى أمر بسحب 12,000 جندي من ألمانيا، لكن القرار أُوقف لاحقًا بقرار من جو بايدن.
💬 هيجسيث: “الحقائق الاستراتيجية تمنعنا من التركيز على أمن أوروبا”
وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث صرّح في فبراير 2025 أمام الحلفاء في الناتو أن:
“الحقائق الاستراتيجية الصارخة تمنع الولايات المتحدة من تركيز جهودها الأساسية على أوروبا.”
وهو ما زاد من قلق العواصم الأوروبية بشأن تراجع الضمانات الأمنية الأميركية.
وفق تقرير لمجلة The Atlantic في مارس، عبّر كل من هيجسيث ونائب الرئيس جاي دي فانس عن “اشمئزازهما من الاستغلال الأوروبي”، ضمن دردشات داخلية، مما أثار تخوّفاً إضافياً من مستقبل الالتزام الأميركي تجاه الحلف.
🇺🇦 التردد في دعم أوكرانيا
إضافة إلى التوتر في العلاقات الأطلسية، بدا أن واشنطن باتت أقل التزامًا تجاه أوكرانيا في ظل:
- تهديدات ترامب بالتخلي عن حماية الدول “المقصّرة ماليًا”
- تراجع الدعم العسكري لكييف
- وتراجع الحماسة لمواصلة التورّط في المواجهة مع روسيا
🔍 خلاصة: إعادة تعريف أولويات الناتو؟
في ضوء هذه التطورات، يبدو أن واشنطن تعيد تموضعها الاستراتيجي وفق أولويات داخلية واقتصادية، ما يطرح تساؤلات جادة حول مستقبل حلف الناتو، ويدفع الأوروبيين لإعادة النظر في سياسات الدفاع الذاتي، بعيدًا عن المظلّة الأميركية التقليدية.