10 سنوات على الرحيل.. «الخال».. «الدار من غيرك هِوّ»

يُعد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى شاهدًا على فترة طويلة من تاريخ مصر منذ ثورة يوليو ١٩٥٢ حتى رحيله، حيث كان فاعلاً مشاركًا وموثقًا بنصه الشعرى جملة من أهم المنعطفات التاريخية والوطنية التى مرت بها مصر، من قيام ثورة يوليو إلى تأميم القناة إلى بناء السد العالى، حيث وثق «الخال» شعريًا لأحد بناة السد، وهو حراجى القط، إلى النكسة، إلى حرب الاستنزاف، كما عايش حرب الاستنزاف بشكل يومى، وقدمها فى وجوه على الشط، وكثيرًا ما بشَّر بقدوم فجر مصرى جديد، بعد فترات حالكة مرت بها مصر. وحين قامت ثورة ٢٥ يناير كان الصوت الأبرز فى غياب النخبة المثقفة، ووثق شعريًا لمجريات الثورة وانعطافاتها وما مرت به، وبشَّر باجتياز مصر ما تواجهه من أزمات أحدثتها ردة ثورية واستهداف من الإسلام السياسى، وفوق هذا يعتبر «الأبنودى» الضمير الشعبى الذى وثق للتراث الملحمى، من خلال السيرة الهلالية.
«المصرى اليوم» تعيد نشر مقتطفات من الحوار الأخير مع «الأبنودى».. أنا رجل طلب ودى جميع حكام مصر حتى عبدالناصر.. ولست مهمومًا بلعب دور الزعيم
اليوم يكون قد مر على رحيل الخال عبد الرحمن الأبنودى عشر سنوات، وكأنها عشرة أيام، حيث يظل حاضرًا بإبداعه وروحه الجميلة وغنائياته ودواوينه وتوثيقه للموروث الشعبى الجنوبى، وكانت «المصرى اليوم» فى عيد ميلاده الـ٧٦ وفى ١٠ أبريل ٢٠١٤، قد أجرت معه حوارًا شاملًا ومطولًا جسد مسيرته ومحطاته التاريخية وعطاءه الإبداعى وقناعاته السياسية.. وفى ذكرى الرحيل العاشرة تعيد «المصرى اليوم» نشر أهم ما جاء فى الحوار
زوجته «نهال كمال»: وفاة والدته فاطمة قنديل كانت أصعب موقف تعرض له
قالت الإعلامية نهال كمال، زوجة الشاعر الكبير الراحل، فى شهادة أدلت بها لـ«المصرى اليوم»، فى الذكرى العاشرة لرحيل الخال، إن محمد البلشى، المقيم فى بركة السبع، كان من أقرب الأصدقاء إليه، وكان يقيم له احتفالية فى كل عيد ميلاد، مثلما كانت تحتفل به الإسماعيلية ومدن الصعيد والإسكندرية، بحضور كل أحبائه، وقد امتدت علاقته بمحمد البلشى لما يقرب من ٥٠ عامًا، حتى كانت هناك أواصر صداقة وتواصل ربطت بين عائلتينا، وهى مستمرة إلى الآن، كما كانت علاقته حميمة وعميقة وقوية بالروائى الكبير الراحل جمال الغيطانى، وكانا يتواصلان تليفونيًا كل ليلة فى مكالمة طويلة فى كل الشؤون حياتية وإبداعية وثقافية.
بروفايل .. «مبدع الجنوب».. الحاضر رغم الغياب
كان الخال الأبنودى من محبى ومتابعى زاوية «زى النهارده»، اليومية، وكان بين وقت وآخر يتصل بنا ليذكرنا قائلًا: «يا خال ماتنساش ذكرى أمل دنقل» أو «ياخال ماتنساش ذكرى يحيى الطاهر عبدالله، أو الشاعر الفلسطينى محمود درويش، أو الفنان محمد رشدى»، وهكذا، وفى عيد ميلاده الـ٧٦ أعددنا له مفاجأة، إذ أرفقنا بحوارنا معه بروفايل عنه يحمل عنوان «زى النهارده ولد الخال عبد الروحمان» وإذا به بعد نشر الحوار مرفقًا به هذا البروفايل لم يتمالك نفسه من الفرحة، واتصل بنا وهو يضحك ويشكرنا وقلنا له: «زاوية «زى النهارده» يا خال بالكتير ٢٤٠ كلمة، قلنا نكتبها كهدية لك فى ٨٠٠ كلمة»، فأعرب عن سعادته بذلك البروفايل، بل ووصف عنوانه بـ«الفقرى والذكى»، حيث كتبنا عبد الرحمن بطريقته فى «حراجى القط» «عبد الروحمان» ونحن نعيد نشر هذا البروفايل وفيه.