أعلنت موسكو أنها تعوّل على تبليسي انتهاج مسار أكثر إيجابية في مناقشات جنيف حول الأمن والاستقرار في منطقة القوقاز، بما يخدم مصالح جميع دول المنطقة.
وقالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بمناسبة الذكرى الـ15 لصدّ العدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية وتحرير الجيش الروسي لها: “نتوقع نهجا أكثر إيجابية من الجانب الجورجي. ولا شك في أن التوصل إلى اتفاقات مستقرة في مجال الأمن يصب في مصلحة دول المنطقة”.
وأكدت أن روسيا مقتنعة بأن ضمان الأمن الدائم في منطقة القوقاز “لا يمكن تحقيقه إلا إذا تم إبرام اتفاق ملزم قانونا بعدم استخدام القوة بين جورجيا من جهة، وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية من جهة أخرى، وترسيم الحدود بينها”.
وأشارت إلى أن الدول الغربية تحاول اختبار مناقشات جنيف، حيث تصر على إلغاء عدة جولات من المشاورات تحت ذرائع مختلفة وواهية.
وأضافت: “إدراكهم للمخاطر المتزايدة على الأمن الإقليمي بسبب الحوار المتقطع أجبرهم على العودة إلى العمل بالصيغة السابقة. ونتوقع ألا يخضع سير الاجتماعات وجدول أعمال المفاوضات في المستقبل للظروف السياسية”.
وهاجم الجيش الجورجي في 8 أغسطس 2008 بدعم من وتحريض من “الناتو” أوسيتيا الجنوبية، وردّت روسيا التي تحتفظ بقوات لحفظ السلام هناك، بإطلاق “عملية إرغام جورجيا على السلام” التي خلصت في غضون خمسة أيام إلى دحر جيش ساكاشفيلي ووصول الدبابات الروسية إلى مشارف العاصمة الجورجية تبيليسي.
وفي مرحلة لاحقة من العملية، سحبت موسكو قواتها من أراضي جورجيا وأبقتها في أوسيتيا الجنوبية في قاعدة عسكرية دائمة هناك، واعترفت باستقلال أوسيتيا الجنوبية ومعها جمهورية أبخازيا المعلنة استقلالها هي الأخرى عن جورجيا وتستضيف القوات الروسية على أراضيها كذلك.
أوسيتيا الجنوبية، وأبخازيا أعلنتا استقلالهما من جانب واحد عن جورجيا في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي، بعد أن ألحقتا بجورجيا إداريا في مرحلة سابقة من عهد الاتحاد.