الكاتبة :منال شحادة
ماذا لو عاد بيَ الزمن إلى هناك؟
حيث كنتُ جنيناً في بطنِ أمي..
حيث الماء يحتويني كتلةً صغيرة..
من روحٍ ولحمٍ تتأهبُ لاستقبالِ عالمٍ جديد..
للّحظةِ التي فتحتُ عينيَّ فيها للمرّة الأولى.. بعد الصرخة الأولى..
حينها كنتُ سأشعرُ بالفخرِ أني امرأة..
شعورُ الفخرِ بأني ولدتُ امرأةً يغمرني، في عالم ليس وردياً كما يتخيلُه كثيرون..
عالمٌ يأرجحنا بين فرحٍ وألم.. بين أحلامٍ محلّقةٍ بأجنحتها وبين معاناةٍ وخوفٍ من الآتي..
نعم.. أعي تماماً أن حياة النساء مُنهِكة، لكننا نمهِّدُ لأحلامنا طُرقاتٍ نفترشُها بأوراقِ الوردِ المَخملي..
حتى إن اختلطتْ بها الأشواك، فهي لا تؤخِرُنا.. بل تزيدُنا إيماناً وقوةً وصلابة.
لا شك في بعض الأحيانٍ نحتاجُ قسطاً من الراحة، لساعة نومٍ ليس أكثر..
كأمهاتٍ لا نملك مواعيدَ عملٍ ولا إجازاتٍ سنوية، ولا عمر تقاعدٍ..
لكن يكفينا فخراً أننا أمهات.. والجنةُ تحتَ أقدامنا.
نعم، تُفطَرُ قلوبُنا عندما تُطلقُ على إحدانا صفةُ عانسٍ، أو مطلقة..
إلا أننا نفضلُ عدم الزواج والطلاق على الارتباطِ برجُلٍ لا يقدسُ الحياة الزوجية، ولا يقدسُ كيان المرأة..
ذاك الرجلُ ذو العقلية القبليّةِ المتوارثة..
نعم فخورةٌ أني امرأةٌ لم ينصفها القانون، وتمشي بثباتٍ وقوة وعناد..
تتسلحُ بِرِجلَينِ صَلبَتينِ وجسدٍ من حديد.. إذ كلُّ صغيرةٍ وكبيرةٍ تواجهها ستؤدي في نهاية المطافِ إلى المساواة بينها وبين الرجُل.
نحنُ قوياتٌ جداً.. وفخوراتٌ أننا نضحي بأحلامنا من أجلِ إسعادٍ أُسرِنا.. ونُزهِرُ حباً وحناناً في سبيلهم..
واليومْ.. في يوم المرأة العالميّ.. كوني امرأةً فخورةً بنفسِك.. تحرري من مشاعرك اليتيمة..
كوني امرأةً قويةً رغمَ سوادِ العالمِ ووحشيته..
كوني امرأة تُسجِّلُ النجاحاتِ والإنجازات.. وتبني نفسَها بنفسِها.. كوني أنتِ